الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أوقفوا سبب اللجوء الذي تشاركون فيه!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أوقفوا سبب اللجوء الذي تشاركون فيه!

 

 

 

الخبر:

 

شهدت وزيرة الدولة بمجلس الوزراء أم سلمة محمد إسماعيل بمجلس الصداقة الشعبية العالمية حفل تخريج 200 لاجئ في إطار مشروع تحسين سبل كسب العيش للاجئين من دولة اليمن بالخرطوم والذي أقامته منظمة نساء العمال والمهن الطوعية وجمعية الصداقة النسائية العالمية.


وأشادت السيدة الوزيرة لدى مخاطبتها الاحتفال بهذه المناسبة بمستوى العلاقات السودانية اليمنية مجددة دعم الدولة في تقديم يد العون للاجئين بدولة اليمن بالسودان من خلال مؤسسات الدولة المختلفة ذات الصلة بالعمل الإنساني حتى تضع الحرب أوزارها في اليمن الشقيق، مثمنة جهود المرأة السودانية ومساهماتها ومشاركتها في إنجاح تلك البرامج والمشاريع.

 

التعليق:

 

نعم لقد ربطت المسلمين في السودان علاقاتٌ تاريخية ممتدة مع إخوانهم المسلمين في اليمن، تميزت بالتداخل والمصاهرة وتبادل المنافع، ولم يعكر صفوها أي نوع من العداوات في أي وقت من الأوقات، إلى أن جاءت المشاركة الأخيرة للجيش السوداني في الحرب اليمنية، فما هي حقيقة هذه الحرب؟ وهل يكفي أن نقدم الدعم للاجئي اليمن أم يجب أن تكون الخطوة هي خطوة معالجة جدية لسبب اللجوء؟ وحتى متى يشارك السودان في حرب اليمن لتكون النتيجة مزيداً من اللجوء؟ ومتى تضع الحرب أوزارها والصراع يتأجج كل يوم وجيش السودان طرف فيه؟!

 

لقد أرسل السودان آلافا من الجنود لليمن مبررا هذه الخطوة على لسان الصوارمي أحمد سعد الناطق باسم القوات المسلحة السابق، بأﻥ "ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻜﺘﻮﻑ ﺍﻷﻳﺪي، ﻭﺍﻟﺨﻄﺮ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻣﻬﺒﻂ ﺍﻟﻮحي ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ"، وأضاف سعد أن "ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﻭﻗﺒﻠﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭهي ﻫﺒﺔ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴن.

 

وبمضي زمن وجيز أدرك غالبية أهل السودان أنها حرب سياسية وصراع على السيطرة والنفوذ بالدرجة الأولى، وهي ليست حربا دينية من أجل الدفاع عن أرض الحرمين، ولو كانت كذلك لكان الأجدر أن يشارك جيش السودان في تحرير القدس أو لإنقاذ أهل سوريا وغيرها من القضايا الساخنة التي هي الأولى؛ لأن طرفها الآخر كافر فُرض الجهاد لقتاله، ولم يفرض لقتال المسلمين.

 

هذه الدراما الساذجة التي تحاول معسكرات الصراع في اليمن تصويرها على أنها حرب دينية بين معسكر المسلمين السنة ومعسكر الشيعة (الروافض) بحسب إطلاق علماء السعودية، لا يمكن أن يصدقها واعٍ متتبع للأحداث، لأن الحرب تقع في إطار الصراع الجيوسياسي بين الاستعمار القديم ممثلا في بريطانيا ودول أوروبا من ناحية وأمريكا من ناحية أخرى، وهي ليست حربا مذهبية وهذا ما يؤكده التحالف الذي جمع قوات الرئيس السابق على عبد الله صالح بالحوثيين وتصريحات أمريكا في بداية الحرب على أنها تعمل في إدارة حرب اليمن والتخطيط والدعم اللوجستي... فأي دين هذا الذي يجمع بين كافر ومسلم في طرف وفي الطرف الآخر مسلم؟!!

 

كما أن التضليل من الجانب السعودي كان واضحا جدا لكل ذي عينين، لأن السعودية تتمتع بعلاقتها الودية مع دول الغرب الرأسمالي الاستعماري الكافر بل ومع كيان يهود المسخ، والذي تسربه وسائل الإعلام قليل من كثير ولكنها تستخدم الشيعة كفزاعة فقط، كما أن التاريخ يؤكد الدعم الكبير الذي وفرته السعودية لـ"محمد البدر" إمام المملكة المتوكلية اليمنية، وهي مملكة شيعية زيدية، إبان حرب السنوات الثماني بين الجمهوريين والملكيين 1962ـ1970 والتي انتهت بقيام الجمهورية، مما يعني أن السعودية لا تخوض حربا دينية ضد الشيعة بل تريد أن يكون دورها الإقليمي على حساب إيران التي هي الأخرى تخضع لدول الغرب لتمرير مخططات تمزيق بلاد المسلمين لعبة الشيعة والسنة.

 

كما لا يخفى على أحد أن السودان كان هو الحليف الأكبر لإيران في المنطقة منذ مجيء جبهة الإنقاذ لسدة الحكم، إذ قامت إيران بدعم حكومة الإنقاذ سياسيا واقتصاديا وكانت في مقدمة الدول التي أمدتها بالسلاح، وأشرفت على برامج التصنيع الحربي وقامت بإنشاء الأجهزة الأمنية وتدريب الكادر الاستخباراتي للنظام الحاكم، فكيف إذن تحولت إيران بين عشية وضحاها لمهدد لقبلة المسلمين ومهبط الوحي؟! لكنها السياسة الرأسمالية التي لا تعرف إلا المصلحة وتعظيمها لصالح الدول المستعمِرة.

 

إن كانت ثمة مساعدة يجب أن تقدم للاجئي اليمن فهي سحب الجيش السوداني فورا من اليمن.. ومنظمة نساء العمال والمهن الطوعية وجمعية الصداقة النسائية العالمية لا تقدم حلا جذرياً ولن تنفع مساعدتها للاجئين والحرب تشرد كل يوم لاجئين جدد...

 

وعلى الأمة الإسلامية أن تعي أن هذه المخططات لم تكن لتمر لولا هذه الحكومات التي تستخدم من الغرب الذي لا يعيرها انتباهاً إلا بوصفها تابعة ذليلة تقتل شعوبها ولا تحصد إلا السراب، ولعل الله يكحل عيوننا بدولة الإسلام الحقيقية التي تجعل السيد هو شرع الله الذي يحرم أن يحمل المسلم حديدة في وجه أخيه المسلم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة/ غادة عبد الجبار – أم أواب

آخر تعديل علىالثلاثاء, 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2018م 17:25 تعليق

    متى تضع الحرب أوزارها والصراع يتأجج كل يوم ، اللهم وعدك الذي وعدت

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع