الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الرأسمالية هي أصل الداء والصندوق الدولي أحد أدواتها وقروضه وقراراته هي سبب أزمات مصر الاقتصادية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرأسمالية هي أصل الداء والصندوق الدولي أحد أدواتها

وقروضه وقراراته هي سبب أزمات مصر الاقتصادية

 

 

الخبر:

 

نقلت وكالة رويترز الاثنين 2018/7/2م، ما جاء في بيان صندوق النقد الدولي الذي أشاد بالتقدم الذي تحققه الإصلاحات المرتبطة ببرنامج قرض لمصر بقيمة 12 مليار دولار، وإن على القاهرة أن تُبقي على تشديدها للسياسة النقدية من أجل احتواء مخاطر التضخم نتيجة لخفض دعم الوقود والكهرباء، ويأتي تعليق الصندوق بعد أيام من قرار البنك المركزي المصري بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير مستندا إلى مخاطر تضخمية، وبعد أن أعلن المجلس التنفيذي للصندوق أن مصر حققت تقدما كبيرا في الإصلاحات الاقتصادية لتحصل على الدفعة التالية من برنامج القرض، وبدأت مصر برنامج القرض البالغة مدته ثلاث سنوات أواخر عام 2016، حيث وافقت على إصلاحات قاسية كان من بينها خفض كبير في دعم الطاقة وفرض ضرائب جديدة وتحرير سعر صرف العملة في مسعى لإعادة المستثمرين الذين عزفوا عن البلاد بعد انتفاضة عام 2011.

 

 

التعليق:

 

الرأسمالية أصل الداء الذي يعاني منه أهل الكنانة، وما التضخم إلا عرض من أعراضه يزول بزواله، وصندوق النقد الدولي هو أحد أدوات الرأسمالية في فرض هيمنتها وسطوتها وقراراتها على الشعوب المغلوبة في ظل غياب دولة تقف في وجه الظلم وتعيد الحق لأصحابه؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

عندما يشيد البنك بإصلاحات اقتصادية قامت بها حكومات بلادنا فاعلموا أنها قرارات كارثية ووبال على الشعوب، وعندما يشدد على استمرارها وزيادتها فهذا معناه أن القادم على أهل الكنانة أسوأ وأن سياسات تجويعهم وإفقارهم مستمرة، فما الذي يسعى إليه الغرب وكيف تنجو مصر من هذا الوبال؟!

 

هذه القروض وما يصاحبها من قرارات تزيد من تكبيل البلاد في ربقة التبعية للغرب والتي يأمل الغرب ويعمل على أن تبقى تبعية دائمة، بخلاف أنها تهيئ الأجواء للرأسماليين لمزيد من نهب ثروات الشعوب، وهذا ما يعمل النظام العالمي على حمايته وضمانته وتأمينه ولو على دماء الشعوب، وقد رأينا جميعا ولمسنا أثر هذه القرارات على أهل مصر وكيف كانت أسعار السلع والخدمات قبل سنوات وكيف صارت الآن وكيف تمت سرقة ما في جيوب الناس بمسمى التعويم الذي أفقد كل أهل الكنانة ما يزيد على نصف ما في أيديهم من أموال عندما انخفض الجنيه مقابل الدولار، ولمسنا تلك الزيادات المتتالية في أسعار الوقود والطاقة وما ترتب عليه من زيادة في أسعار النقل الذي يتبعه زيادة أسعار السلع مما زاد الطين بلة، إضافة ضرائب جديدة، وأخيرا وليس آخرا زيادة أسعر تذاكر السكك الحديدية التي يركبها الفقراء بنسبة ما بين 140 إلى 150%...

 

هذا ما يسميه وكلاء الغرب وسماسرتهم في بلادنا إصلاحا اقتصاديا ملموسا ويفتخرون بإنجازه ويشيدون به، وهو قمة الفساد والإفساد وعين الخيانة ونهب واضح لثروات أهل مصر المغلوبين، فكيف الخلاص؟!

 

إن الخلاص من هذا الوباء لا يكون من داخله ولا بالخضوع له ولقراراته ولا بقبول قروضه ومنحه بل برفضها ورفض ما جرته من ويلات تحت مسمى توصيات وقرارات، بل وعدم الاعتراف بها جميعا ورفض حتى دفع تلك القروض لأنها في حقيقتها أموال نهبت من بلادنا تحت سمع وبصر ورعاية بل وضمانة حكامنا النواطير، إلا أن الوقوف في وجه الغرب وتحديه وتحدي قراراته ومنعه من نهب ما تبقى للأمة من ثروات يحتاج إلى مشروع حضاري حقيقي وقيادة واعية عليه جاهزة لتطبيقه فورا وقادرة على صراع الغرب وصرعه سياسيا وفكريا، وهذا يضمنه لكم حزب التحرير وحده فقط يا أهل الكنانة ويضمن لكم به الكرامة والعزة التي خرجتم بثورتكم تطالبون بها قبل سنوات، إلا أنه يحتاج منكم لاحتضان الفكرة التي يحملها والمطالبة معه بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تقيم العدل في الأرض وتحيي فيكم سيرة عمر بن الخطاب الذي بلغ مداه الآفاق ووسعت رعايته الدوابّ، وعمر بن عبد العزيز الذي قال "انثروا القمح على رؤوس الجبال كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين" فكيف بكم وقد جوّعكم حكامكم وقهروا ضعيفكم وأذلوا عزيزكم، أليس في هذا ما يدعوكم لخلعهم وتطبيق الإسلام الذي يحييكم؟!

 

يا أبناء جيش الكنانة! إنكم جزء من الأمة أصيل فيها ودرع يحميها مكر عدوها، وقد رأيتم ولمستم ما يحيق بأهلكم في مصر الكنانة وما ينتظرهم من مصير مظلم، وقد بات مكر عدوكم واضحا للعيان، وتآمر حكامكم معه واضح لا لبس فيه، فعلام صمتكم وإلى متى يبقى سلاحكم درعا لمن خان وتآمر على أهلكم وإخوانكم؟! أليس فيكم رجل رشيد يغضب لله غضبة تقتلع هذا النظام وأدواته وتنصر العاملين لإقامة الخلافة التي تنجيكم؟! إنه والله العز والكرامة ما ندعوكم إليه ونسأل الله أن يكون بكم فتفوزوا فوزا عظيما.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّه وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 07 تموز/يوليو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع