الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لقد هزلت وسامها كل مفلسِ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لقد هزلت وسامها كل مفلسِ

 

 

 

الخبر:

 

قالت الأكاديمية السويدية التي تمنح جائزة نوبل إنها لن تمنح جائزتها للأدب هذا العام بعد فضيحة أخلاقية طالت المنظمة وأدت لاستقالة عدد من أعضاء مجلس الأكاديمية. وقالت الأكاديمية في بيان: "صدر القرار نظرا لتضاؤل عدد أعضاء الأكاديمية حاليا وتراجع ثقة الناس فيها"، وفق "رويترز". وتوقع كثيرون أن تلجأ الأكاديمية إلى هذا الخيار، بعد تورط زوج واحدة من عضوات الأكاديمية في فضيحة تحرش طالت 18 امرأة على الأقل وقالت المؤسسة في بيان إن جائزة 2018 ستمنح العام المقبل. (سكاي نيوز، بي بي سي 2018/5/4).

 

التعليق:

 

طالت الفضائح الأخلاقية جميع القطاعات في المجتمعات الغربية ولم يسلم منها المجال الأدبي أو الفكري أو السياسي. وأصبح وسم #MeToo (أنا أيضا) الذي أطلقته أليسا ميلانو في 15 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي محفزا لتخرج كل امرأة من صمتها وتواجه الخوف. كما أصبح الوسم دافعا لطرح الكثير من القضايا ورفع الدعاوى بأثر رجعي. رفعت المرأة الغربية شعار "أنا أيضا" لتتحدى أصواتا مهمشة تتستر على مجتمع كاذب يوهمها بالحرية حيناً ويتستر على الذئاب البشرية التي تعتدي على كرامتها وإنسانيتها أحيانا.

 

أحاطت لجنة نوبل نفسها بهالة من السمو الأخلاقي وادّعت الريادة في الأدب والفكر ورشحت لجوائزها في جو من السرية والتكتم. بنت لجنة نوبل عبر القرنين الماضيين صرحا فكريا وهمياً لم يكن سوى رجل ثلج ذاب وتلاشى أمام أعين المعجبين. ولم يكن الفساد والممارسات غير الأخلاقية من قبل اللجنة المنظمة لجائزة نوبل للأدب أمرأ طارئا أو خللا يمكن مراجعته بل هو أصل ثابت في المجتمعات الليبرالية التي تدعي التفوق الحضاري والثقافي بينما تعاني من تناقضات جذرية في مبدأ يفصل الدين عن الحياة ويتركه لأهواء البشر. تسونامي الفضائح الأخلاقية هي لعنة الرأسمالية الليبرالية التي تلاحق مشاهير ورموز المجتمعات الليبرالية وستكشف عوار وزيف ما هم عليه.

 

وصف العرب الدابة الهزيلة المعروضة للبيع، وهي شاة زهد فيها من لا يملك مالا فما بالك بمن له مال؛ ومن سوء حالها ظهرت (الكلى) من تحت جلدها، إشارة إلى شدة الهزال فقال الشاعر:

 

لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلسِ

 

﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى محمد (أم يحيى)

آخر تعديل علىالثلاثاء, 08 أيار/مايو 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 08 أيار/مايو 2018م 13:13 تعليق

    بارك الله جهودك أختنا الفاضلة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع