الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حكومة السودان ترهن البلاد لروسيا وتمكنها من رقاب المسلمين وثرواتهم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حكومة السودان ترهن البلاد لروسيا

وتمكنها من رقاب المسلمين وثرواتهم

 

 

 

الخبر:

 

روسيا توقع اتفاقاً مع السودان، يضمن لها إنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في السودان. (وكالات، 17 آذار/مارس 2018م).

 

التعليق:

 

يحاول النظام الحاكم في السودان، وهو يمشي مكباً على وجهه بسياساته، أن يصور للناس أن ما يقوم به من صفقات مشبوهة، وعقود باطلة، تحت عنوان (الاستثمار الأجنبي) إنما هي مقدمة، لحياة الرفاه والمدنية المتطورة، التي ستُولد من رحم الاستثمار ودخول الشركات الأجنبية للبلاد، وهذا أمر بالتأكيد غير صحيح البتة، بل على العكس تماماً؛ فإن إبرام مثل هذه العقود إنما هو شر مستطير وخيانة تستوجب القصاص لفاعلها، وذلك للآتي:

 

أولا: إن هذا التعاون الاقتصادي المزعوم بين روسيا والسودان ما هو إلا شكل من أشكال الارتهان للأجنبي وتسليمه لثروات البلاد... فتحت عنوان الاستثمار وقعت الدولة على عدد من العقود، مع شركات روسية، وكل تلك العقود هي عقود ربوية، وبضمان الذهب الذي في باطن الأرض! فقد صرح وزير المعادن السابق أحمد الصادق الكاروري بذلك قائلاً: (اتفقنا مع شركات روسية على تمويل مشروعات في البلاد بضمان الذهب) (2015/08/05). كما صرح الوزير الحالي هاشم علي سالم في 2017/09/09م لوكالة نوفوستي قائلاً: (إن الجانب السوداني يريد تعزيز صناعة التعدين في البلاد، وقد يسمح لفترة قصيرة تصدير خام المعادن)، وهذا حرام شرعاً، وخيانة للأمانة، فالذهب الذي في باطن الأرض، بل وكل المعادن العد التي لا تنقطع، هي ملكيات عامة، ولا يجوز لكائن من كان أن يتصرف فيها وكأنها ملك يمينه، فهذه ملكيات الأمة العامة، التي باتت تنهب اليوم بأيدي الكافرين بتواطؤ من الحكام، الذين يعاونونهم في السيطرة على أموالنا، وعلى رقابنا.

 

ثانياً: إن بناءَ مفاعل نووي في السودان يمكن المستعمر من نهب اليورانيوم من البلاد بعد تخصيبه في السودان وهذه من أكبر عمليات الاستحمار التي يباشرها الكافر المستعمر على الأمة اليوم بعون الحكام من رويبضات هذا العصر.. فكيف بنا نرضى بهذا ونحن ننتمي لأمة ذكية لها تاريخها في السياسة والرياسة؟!

 

ثالثاً: إن إنشاء مثل هذا المفاعل النووي في البلاد يُمكن الروس من معرفة معلومات خارطة وجود اليورانيوم فيها، ولا يخجل وزير المعادن من ذلك فقد صرح في حفل أقيم لهذه المناسبة بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2017م قائلاً: (إن الاتفاقية مع الشركة الروسية، تتضمن سبعة بنود، الأول تسلم السودان خارطة المعلومات المعدنية والجيولوجية، والثاني تقييم وتطوير المعامل المختبرية الموجودة حالياً بالسودان، بالإضافة إلى بناء قاعدة بيانات وتقييم الموجودة بها) وهذه تعتبر جريمة أخرى في حق الأمة يجاهر بها الوزير بلا حياء. أيضاً دخول هذه الشركات للبلاد يمكن الكافر المستعمر من معرفة الكوادر من العلماء والفنيين في هذا المجال مما يسهل عليه تصفيتهم في المستقبل كما فعلوا مع بعض إخواننا من علماء المسلمين.

 

رابعاً: عدم وجود عائد مادي من فكرة الاستثمار الأجنبي. فالذي يحدث أن هذه الشركات تتحصل على المادة الخام من السودان بلا ثمن، ثم تقوم بتصنيعها وتصديرها للسوق العالمية فلا مال يعود على أهل السودان، ولا سلعة تدخل سوقهم، وبالعكس فالملكيات العامة من المعادن النفيسة تنهب، وأكثرهم نائمون على خطوط النار، وهذه حالة من السفه في التعامل مع الملكيات العامة يجب على الأمة أن توقفها حالاً.

 

خامساً: إن روسيا دولة محاربة فعلاً ففي لحظة كتابة هذه السطور هي ترمي ببراميل الموت المتفجرة على رؤوس الأطفال والشيوخ في أكبر مجزرة ضد الجنس البشري تتم على مر التاريخ، فبدل أن يتخذ حكامنا حيالها إجراء الحرب والضرب، كونها تقتل إخوتنا وبني جلدتنا في الشام، رغم ذلك ها هم أحذية الكافر المستعمر من حكامنا يعملون ليل نهار على إرضاء الروس الكافرين، فلقد ذهب الرئيس عمر البشير إلى روسيا في 2017/11/23م مستجدياً المساعدة العسكرية والاقتصادية منها في مشهد أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه مصادمة ومناطحة لآيات القرآن الكريم القطعية الدلالة، قال الله عز وجل: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [البقرة: 105] فكيف بعد هذه الحقيقة التي يخبرنا بها الله تبارك وتعالى يسعى مسلم ليطلب الخير من الكافرين؟!!

 

أيها الأهل في السودان: لا تخدعنكم هذه الحكومة بحجج الاستثمار والرخاء والمدنية المتطورة، فلا إصلاح ولا صلاح لديها، لأنها جعلت من العقيدة العلمانية قيادة لها لذلك ضلت وأضلت وأفسدت ولم تصلح، فالواجب علينا العمل بخطوات ثابتة نحو تغييرها وإيجاد أنظمة الإسلام وفلسفته للحياة في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة تُحفظ فيها ملكيات الأمة العامة، وتُقطع بها يد العابثين بأموال المسلمين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام أتيم

مندوب المكتب الإعلامي المركزي في ولاية السودان

آخر تعديل علىالخميس, 18 نيسان/ابريل 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع