الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بريطانيا تحاول تهديد روسيا (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بريطانيا تحاول تهديد روسيا

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

 ساليسبري، المدينة الكاتدرائية الهادئة، في بريطانيا، قد تم إقحامها في عناوين الصحف العالمية حيث وقع آخر حادث إرهابي على الأراضي البريطانية. وقد أدى تسمم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا إلى تفاقم العلاقة المتوترة بالفعل بين بريطانيا وروسيا. وقد هددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالرد "بحزم" على روسيا التي ألقت باللوم على بريطانيا، حيث قالت: "لن نتسامح مع مثل هذه المحاولة الجريئة لقتل مدنيين أبرياء على أرضنا، وإذا لم يكن هناك رد معقول، فسوف نستنتج أن هذا الإجراء يرقى إلى الاستخدام غير القانوني للقوة من قبل الدولة الروسية ضد بريطانيا". ولكن في الواقع، ليس هنالك الكثير مما تستطيع بريطانيا أن تفعله لإيذاء روسيا، على الرغم من خطابها.

 

التعليق:

 

خلال الحرب الباردة كانت بريطانيا في المعسكر الرأسمالي الغربي ضد الكتلة الشيوعية الشرقية، وكانت العلاقة بين البلدين قائمةً على التجسس، والأسلحة النووية، وحرب الغواصات.

 

تحسنت العلاقات مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لكن عندما وصل فلاديمير بوتين إلى السلطة في أوائل العقد الأول من القرن الحالي وبدأت روسيا تستعيد نفوذها السياسي، توترت العلاقات بين موسكو ولندن مجدداً. وقع عدد من عملاء الاستخبارات السوفييت السابقين وفئة حكم القلة (الأوليغاركية) في الكرملين نتيجة تقوية بوتين للسلطة، واعتقدوا أن ذروة الاستخبارات السوفييتية قد انتهت، واعتبروا عصر بوتين فترة اجتياز أخرى في تاريخ روسيا الطويل المضطرب. وقد تخلص الكرملين من حكام فئة حكم القلة (الأوليغاركية) واحداً تلو الآخر، بعد أن أعطاهم الإنذارات للبقاء خارج السياسة. كان بوتين قد قام بحلول عام 2003 بتوحيد حكومته وكان يهمش حكم القلة (الأوليغاركية) كفئة خارج السياسة الروسية.

 

أصبحت بريطانيا ملاذاً للأهداف السياسية من روسيا. فقد فر كلٌّ من فلاديمير جوسينسكي (MediaMost) وبوريس بيريزوفسكي من روسيا إلى لندن. وبقي آخرون من حكومة القلة مثل رومان أبراموفيتش لصالح الكرملين مع ابتعادهم عن السياسة. كما أن عددا من عملاء الاستخبارات السوفييت السابقين الذين كان ينظر إليهم على أنهم غير مرغوب فيهم، والذين انتقدوا الكرملين، تم منحهم حق اللجوء في بريطانيا. سيرغي سكريبال، الذي نعرف الآن أنه قد مات بعد تسميمه، كان ضابطًاً سابقًا في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، الذي بدأ العمل في عام 1994 سراً لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني. واعتقل في عام 2004، وأدين بالخيانة وتم سجنه. وفي عام 2010، تم العفو عن سكريبال، مع أنه لم يتجاوز النصف الأول من فترة حكمه والتي كانت 13 سنة، عقب اتفاق لتبادل الجواسيس في 2010 بين بريطانيا وروسيا. وفي مشهد مشابه لأحداث الحرب الباردة، تم تبادل سكريبال مع عدد من العملاء الروس على مدرج مطار فيينا. وكانت وجهة سكريبال هي ساليسبري بإنجلترا.

 

إن خيانة سكريبال منذ عقود تعتبر خطيرة بما يكفي لتبرير وفاته اليوم. فقد كان لدى روسيا في عام 2006، لكنها لم تعدمه. ثلاثة عشر عاماً هي عقوبة تافهة بالنسبة للتجسس الذي يعتبر خطيراً بما يكفي لاستحقاق القتل بعد سنوات عديدة. وبسبب هذا، فإن تسمم سكريبال هو بسبب أمر آخر غير الخيانة.

 

لقد مات معارضو الكرملين الروسي في الداخل والخارج باستمرار. وقد كانت معظم هذه العمليات، بما في ذلك مقتل الصحافية آنا بوليتكوفسكايا وضابط الأمن السابق في ليتفينينكو، متعمدةً بشكل واضح. فلقد كان استخدام مادة البولونيوم-210 المشعة في قتل ليتفينينكو مثل ترك بطاقة الدعوة في مسرح الجريمة. هناك طرق أكثر دهاء لقتل شخص ما، وكثيراً ما تستخدم روسيا مثل هذه الطرق. بسبب الوسائل الدقيقة المستخدمة، ليس من الصعب الاستنتاج أن الكرملين أراد أن يوضح أنه مسؤول عن قتل ليتفينينكو. وبالمثل، فإن استخدام المادة السامة النادرة المؤثرة بشكل فعال على الجهاز العصبي في هجوم سكريبال كان مقصودًا – وكان مثالاً آخر على أن الروس قد تركوا مرة أخرى "بطاقة الدعوة".

 

تواصل روسيا هذا التبادل مع الغرب، وتريد أن تذكر ضباط المخابرات لديها بأن خيانة الكرملين أمر عظيم. وحتى لو نجحوا في الخروج من روسيا، فإن وكالات الاستخبارات الغربية لا تستطيع حمايتهم. سوف تصل الذراع الطويلة للمخابرات الروسية إليهم وتقتلهم هم وعائلاتهم.

 

لقد فرحت بريطانيا كثيراً حين أخذت الأموال القذرة وغير المشروعة من جانب حكومة القلة. لقد قاموا بتمويل مشاريع ضخمة، ومشروعات عقارية رئيسية وتبرعوا بالملايين للأحزاب السياسية. إن رسالة روسيا لبريطانيا هي أن توفير الملاجئ الآمنة للروس غير المرغوب فيهم سوف يؤدي إلى مزيد من الهجمات. إن على بريطانيا الآن أن تقرر ما إذا كانت الأموال الروسية القذرة أكثر قيمة من عملاء الاستخبارات السوفييت السابقين القتلى في شوارعها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عدنان خان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع