الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

محنة الأخت هاديا ومحاكم التفتيش في الهند

 

 

 

الخبر:

 

انشغل الرأي العام في الهند بقضية طالبة طب هندية اعتنقت الإسلام في كانون الثاني/يناير الماضي وتزوجت بعد إسلامها من مسلم ثم فسخت الحكومة الزواج بناء على طلب والدها الهندوسي الذي ادعى أن ابنته أرغمت على اعتناق الإسلام. ولم يكتف قاضي المحكمة العليا في كارالا ببطلان الزواج بل أعادها عنوة لمنزل والدها الذي فرت منه بدينها ولم يسمح لها بمغادرة منزل والدها منذ إبطال الزواج في أيار/مايو. وقد أثار قرار إبطال زواج هاديا (أخيلا أشوكان 25 عاما) وإلزامها بالعودة إلى بيت أهلها جدلا بين الجماعات الهندوسية المتشددة وأوساط المدافعين عن حقوق الإنسان في الهند.

 

وبعد طعن الزوج المسلم في قرار القاضي أمام المحكمة العليا التي طلبت أن تحضر هاديا شخصيا لتقديم الإثباتات أمر قاضي المحكمة العليا بنقلها من منزل والدها ووضعها في نُزل جامعي تحت وصاية عميد الكلية مع استمرار استجواب الزوج صفين جهان للتحقق من دعوى إرغامها على اعتناق الإسلام.

 

وقالت هاديا في تقرير أوردته وكالة "برس تراست أوف إنديا" للأنباء: "أنا مسلمة. لم أرغم على اعتناق الإسلام. أريد أن أكون مع زوجي وأريد أن أمارس شعائر ديني". وكانت هاديا قد تزوجت في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعد اعتناق الإسلام وغيرت اسمها والتزمت بالزي الشرعي للمرأة المسلمة.

 

وما إن أمر القاضي بإنهاء إقامة هاديا الجبرية في منزل والدها أصدرت إدارة الاستخبارات أوامر بالتحقيق مع الزوج في اتهامات بالعمل مع جماعات متطرفة قبل الزواج بهاديا. (تايمز أوف إنديا 2017/12/4).

 

التعليق:

 

لم يضع المجتمع العلماني في دولة تدعي أنها تسعى بخطا حثيثة نحو التميز العلمي أي اعتبار لكون الفتاة بالغة راشدة عاقلة وطالبة طب اختارت الإيمان على الكفر، بل فرض الوصاية عليها وعلى فكرها. حبست تارة في منزل والدها الذي فرت منه لتمارس شعائر دينها دون أن يفتنها أحد.

 

بات اعتناق الهندوس للإسلام من المواضيع الرئيسية في حملات الهندوس القوميين خلال السنوات الأخيرة، حيث يخشى المتشددون الهندوس من أن يجذب الشباب المسلمون الفتيات الهندوسيات لدفعهن إلى اعتناق الإسلام. وشنت الجماعات اليمينية المتطرفة الهندوسية المتحالفة مع حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم حملة ضد النساء الهندوسيات اللائي يتزوجن من رجال مسلمين. مما دعا الإعلام الهندي المعادي للإسلام إلى تغطية قضية الأخت هادية تحت مسمى جهاد النكاح وإثارة روابط مفترضة بين قصة إسلام هاديا والروايات المختلقة لجهاد النكاح في المشرق العربي. ولم يكن الغرض من هذا الربط إبطال زواج هاديا ودق ناقوس الخطر بل هدف بالدرجة الأولى لإثارة الإسلامفوبيا وتعزيز العداء للإسلام والمسلمين. وليس هذا بمستغرب بعد تكرر الاعتداءات على أرواح المسلمين وممتلكاتهم والخطابات العدائية لزعماء الهندوس ضد المسلمين.

 

مر قرابة العام على بداية محنة الأخت هاديا ولا زالت تواجه الكراهية والعداء لدين الله بثبات ويقين بأن الإسلام هو دين الحق وما دونه الباطل وفي كل مرة تظهر فيها للإعلام تبدو هادئة صابرة ولم تفلح أساليب التهديد والإقامة الجبرية والتشويه الإعلامي في فتنتها عن دينها وإعادتها لعبادة الأوثان.

 

إن معاناة الأخت هاديا تجسد واقع المرأة المسلمة في الهند في ظل غياب الأمة الإسلامية ودولتها... امرأة تعيش في مجتمع يحتقر المرأة ولا يضع لها أي قيمة ولا تأمن فيه على نفسها... امرأة تعيش في عاصمة الاغتصاب في العالم وفوق هذا هي مسلمة في مجتمع يعادي الإسلام... مجتمع هندوسي يميني متطرف بغطاء علماني وقح.

 

لو كانت هاديا اسماً لبقرة لكان لها شأن آخر في الهند!

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى محمد (أم يحيى)

آخر تعديل علىالثلاثاء, 05 كانون الأول/ديسمبر 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع