الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

محاربة الفساد لا تحتاج مكنسة بل تحتاج نظاماً عادلاً ورجلاً رشيداً

 

 

الخبر:

 

أشرف رئيس الحكومة يوسف الشاهد صباح يوم الأحد بساحة الحكومة بالقصبة على تظاهرة "مكنسة لكل مواطن ضد الفساد" التي ينظمها المجتمع المدني بالاشتراك مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

 

وأكد رئيس الحكومة بالمناسبة على أهمية هذه المبادرات والتظاهرات في مقاومة الفساد مشددا على أن الحرب على هذه الآفة قد انطلقت من قصر الحكومة بالقصبة وستتواصل ولن تستثني أحدا مهما كان.

 

التعليق:

 

فصل آخر من فصول مسرحية الحرب على الفساد بالاشتراك مع هيئة شوقي الطبيب لمكافحة الفساد، فصل آخر من محاولة استغباء واستبلاه الرأي العام، ومحاولة تمييع وتتفيه قضية الفساد.

 

فبعد أن اختزلوا ظاهرة الفساد في ملاحقة أشخاص من موظفين ورجال أعمال ومهربين، وإيهام عامة الناس أن الإيقاع بهم هو الهدف المنشود والنهائي، وهذا ما منح الرأي العام والإعلام ما ينشغل به ويصب عليه غضبه.

 

يتحفنا اليوم رئيس الحكومة بمبادرة أقل ما يقال عنها إنها سخافة أو تفاهة سياسية "مكنسة لكل مواطن ضد الفساد"! في إيحاء لدور الأفراد لمحاربة كل مظاهر الفساد من رشوة وغش ومحسوبية متغافلًا ومتناسيًا أن كل هذه المظاهر ما هي إلا نتائج وإفرازات لنظام رأسمالي يجعل من الفساد محركًا ودافعًا أساسيا له.

 

إن الحكومة ومن لف لفها من هيئات وطنية وجمعيات مدنية، طبعا بقيادة الغرب ومنظماته الموازية، تعمل جاهدة لتحويل وإخفاء حقيقة الصراع من خلال هذه المبادرات الخاوية المضمون، لإيهام الرأي العام بالتغيير، دون المس أو حتى التلميح بمنبع ومصدر الفساد الحقيقي، والمتمثل بالفساد التشريعي في صلب النظام العلماني، الذي تعالى على نظام الله واتخذ من هوى البشر مصدرا لاستلهام أنظمته وقوانينه، وخادما مطواعا لمصالح فئة قليلة من أصحاب رؤوس الأموال على حساب عامة الناس.

 

إن محاربة الفساد لا تكون بمبادرات رئاسية لتبييض من ساهم في نهب البلاد ونشر الفساد وتغلغل الدكتاتورية وغطرسة الحزب الحاكم، ولا تكون بالخضوع وفتح الأبواب لمستعمر ناهب لثروات البلاد ولا تستحق (مكنسة لكل مواطن)، بقدر ما تستحق نظاماً وتشريعاً ربانياً ورجلاً راشداً عادلا، الضعيف لديه قوي حتى يرد له حقه والقوي لديه ضعيف حتى يأخذ منه الحق.

 

جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام ليتفقد أحوال الجيش فالتقى مع قائد الجيش أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وحين حان موعد الغذاء قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أتأكل من طعام الجيش أم من طعام قائد الجيش؟ فقال سيدنا عمر: أرى هذا وأرى هذا، فرأى طعام الجيش وإذا به اللحم والمرق والثريد، ثم قال أرى طعام قائد الجيش، فجيء به وإذا هو كسرات من الخبز اليابس وكوب من اللبن، فسأل هذا طعام قائد الجيش؟ قالوا نعم، فقال سيدنا عمر لابن الجراح: صدق من سماك أمين هذه الأمة.

 

ويأتيك البعض اليوم ليقول "حكومة الوحدة الوطنية على منهاج حكومة عمر بن الخطاب"! أين أنتم من أفعال الصحابة رضوان الله عليهم؟!

قال الله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ممدوح بوعزيز

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

آخر تعديل علىالأربعاء, 01 تشرين الثاني/نوفمبر 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع