الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

السعودية لم تكن إسلاميةً يوما فكيف لها أن تعود إلى "الإسلام المعتدل"! (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السعودية لم تكن إسلاميةً يوما

فكيف لها أن تعود إلى "الإسلام المعتدل"!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

تعهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإعادة البلاد إلى "الإسلام المعتدل" وطلب دعماً عالمياً لتحويل المملكة المتشددة إلى مجتمع مفتوح يمكِّن المواطنين ويغري المستثمرين.

في مقابلة مع صحيفة الغارديان، قال الوريث القوي للعرش السعودي إن الدولة المحافظة جداً "لم تكن طبيعية" على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وألقى باللوم على المذاهب الصارمة التي حكمت المجتمع كرد فعل على الثورة الإيرانية، حيث إن القادة المتعاقبين "لم يعرفوا كيفية التعامل مع الأمر". (الغارديان)

 

التعليق:

 

إن الدعوة إلى الإصلاح ليست جديدة في السعودية. وقد تم الترويج لها بشكل حثيث في السنوات الأخيرة من قبل بعض أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية، ولا سيما الموالين لأمريكا ومصالحها.

 

لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أنه على الرغم من كل الخلافات والنزاعات، وضع الملك سلمان الأمير محمد بن نايف جانباً وعين ابنه محمد وليا للعهد مكانه. كلاهما، الأب والابن معروفان بميلهم وولائهم لأمريكا.

 

خلال هذا العام فقط، أثبت الأب، الملك سلمان، ولاءه من خلال استقبال الرئيس ترامب في قصر المربع من أجل منحه وسام الملك عبد العزيز آل سعود و350 مليار دولار لصفقة سلاح مذهلة. ولا ننسى موقفه العدائي من قطر، نتيجة إشارة من ترامب.

 

بدأ الابن محمد بن سلمان، في عام 2015 بصفته وزيراً للدفاع هجوماً وحشياً ضد اليمن بناءً على تعليمات من واشنطن ونشر فوراً بدون أي تردد 100 طائرة حربية و150.000 جندي في العملية العسكرية. في حين وقف مكتوف اليدين أمام هجمات نظام الأسد على المسلمين في سوريا، وما يسميه العدو الرئيسي إيران الشيعية، وروسيا الكافرة، لأنه لم تكن هناك تعليمات من واشنطن للتحرك.

 

إلى جانب ذلك فقد كان رئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والإنمائية وقاد "رؤية 2030" وهو مشروع عميق لخطة التحول الوطني لإصلاحات اقتصادية جذرية في أمريكا. وبالتوازي مع هذا الإصلاح الاقتصادي الرأسمالي المتصور، فإن الهدف هو خلق "نموذج دولة إسلامية حديثة" مع "الإسلام المفتوح المعتدل" وإنتاج "مسلم معتدل".

 

وقال في مؤتمر عالمي عقد في الرياض: "إن ما حدث في المنطقة خلال الثلاثين عاماً الماضية ليس الشرق الأوسط. فبعد الثورة الإيرانية في عام 1979، أراد الناس نسخ هذا النموذج في بلدان مختلفة، وكانت السعودية واحدة من هذه البلدان". وناشد أن يعود البلد إلى "ما كان عليه من قبل". وقال "نريد أن نعود إلى ما كنا عليه، وهو الإسلام المعتدل الذي يفتح أبوابه لجميع الأديان. نريد أن نعيش حياةً طبيعية... نتعايش ونساهم في العالم".

 

وسواء أكان هذا مؤشراً على أن أمريكا ستمنح إيران مزيداً من النفوذ في المنطقة بسبب شراكتها الاستراتيجية في أفغانستان والعراق وسوريا، أم لا، فإن الوقت سيكشف ذلك. ولكن هناك شيئا واضحا. فعلى الرغم من أن السعودية تقدم وتعرض ما يسمى بالتغيير على أنه من أجل تلبية النداءات المتزايدة وعدم الرضا من شعبها، إلا أنه في الواقع، قد تم تصميمه في واشنطن وتعزيزه من قبل وكلائها مثل محمد بن سلمان، لتلبية مطالب ومصالح أمريكا في المنطقة، وليس الشعب.

 

كما أن تصريحاته مشكوك فيها ومتضاربة. كما أنها ستكون مضحكة لو أنها ليست بالأمر الخطير.

 

فأولاً: وقبل كل شيء، إن ما يذكره من أحداث إيران عام 1979، ما هي إلا حجة مضللة وزائفة كما لو كانت السعودية مختلفةً تماماً قبل وبعد الثورة الإيرانية.

 

وثانياً: عن أي "إسلام معتدل" يفتح أبوابه لجميع الأديان يتحدث؟ لا يذكر أن حصل أي نزاع خطير في السعودية مع ديانات أخرى، هذا في المقام الأول، حتى مع الذين أعلنوا العداوة ضد الإسلام. ومع ذلك، فما يمكن تذكره هو أنه منذ إنشاء السعودية الحديثة، كان المسلمون هم الهدف الوحيد والرئيسي. وذلك عن طريق الإجابة عن هذه التساؤلات.

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي قاتلت دولة الخلافة العثمانية وتمردت عليها؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي أظهرت المسلمين على أنهم كفار وقتلتهم؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي تعاونت مع السلطة الاستعمارية بريطانيا وطعنت الأمة الإسلامية في ظهرها؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي فضلت الحكم الملكي على الحكم تحت نظام الخلافة؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي اغتصبت النفط، وهو ملكية عامة ومشتركة لجميع الأمة؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي رحبت بأمريكا والدول الغربية الأخرى لاحتلال العراق والبلاد الإسلامية الأخرى؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي أعطت جوائز وأوسمة للأمريكان الذين ذبحوا المسلمين؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي أزالت حضارة الأمة الإسلامية، وبنت الفنادق والبنوك العالية؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي ضللت الأمة لسنوات بتقديم نفسها كدولة إسلامية؟

 

ألم تكن الدولة السعودية هي التي أعطت الفتوى الكاذبة بالصمت على قمع الحكام الفاسدين وأنظمة الكفر، حتى إنها أوصت المسلمين بطاعتهم؟

 

إذا قام أحد بوضع كل هذا في طرف الميزان ووضع النقاش الذي يقول بأن الدولة السعودية استضافت الطلاب وقامت بتعليم بعض المعارف الإسلامية على الطرف الآخر من الميزان لتعويض فظائعها، فلن يعوض هذا أي شيء وسيكون أمراً سطحياً، مثل الذي يظن أن النساء قد حصلن على بعض الحقوق في الدولة السعودية لأنه سمح لهن بقيادة السيارة.

 

لم تكن السعودية "إسلاميةً" أبداً، فكيف لها أن تعود إلى "الإسلام المعتدل"؟! وفقط مع عودة نظام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ستعود شبه الجزيرة العربية إسلاميةً مرةً أخرى.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

 

 

آخر تعديل علىالإثنين, 30 تشرين الأول/أكتوبر 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع