الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أي استقلال احتفل به الشعب الإندونيسي..؟ وأي خطر يهددهم سوى فساد النظام الاستعماري المطبق في البلاد؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أي استقلال احتفل به الشعب الإندونيسي..؟

وأي خطر يهددهم سوى فساد النظام الاستعماري المطبق في البلاد؟

 

 

 

الخبر:

 

احتفل الشعب الإندونيسي، في 18 آب/أغسطس، بعيد استقلال بلادهم وهو ذكرى إعلان الزعيمين أحمد سوكارنو ومحمد حتى استقلال البلاد. ففي هذه المناسبة حث رئيس إندونيسيا جوكووي، أهل إندونيسيا على التوحد لمواجهة التحديات الوطنية بما في ذلك الفقر والتطرف. وقال جوكو ويدودو في خطاب حول حالة الأمة أمام البرلمان الإندونيسى قبل يوم واحد من الاحتفال بعيد استقلال البلاد "إن التحديات التى نواجهها الآن ليست سهلة". وأضاف "ما زلنا نواجه الفقر والفوارق (في الدخل) كما أننا ما زلنا نواجه التطرف والتشدد والإرهاب". وذكر أن الحكومة لا تعمل فقط بجد لمعالجة المشاكل الاقتصادية ولكن أيضا لتعزيز الأسس الأيديولوجية للبلاد. وأضاف " نحن نواصل تعزيز إجماعنا الوطنى لحماية مبادئ البانتشاسيلا ودستور عام 1945 و[شعار] الوحدة في التنوع". (الأوسط، 2017/08/18).

 

التعليق:

 

حصلت إندونيسيا على الاستقلال عسكريا منذ 72 سنة مع انتهاء عصر الاستعمار القديم، ولكن وقعت إندونيسيا تحت الاستعمار الجديد من قبل أمريكا. وذلك بعد أن نجحت أمريكا في إخراج هولندا التي سيطرت على البلاد طوال ثلاثمئة وخمسين سنة، وإطفاء مقاومة الإندونيسيين، وإفشال محاولات إنجلترا التسرب إلى إندونيسيا عن طريق عملائها، والمضايقات لإخضاع حكام إندونيسيا تحت النفوذ الأمريكي بعد إعلان الاستقلال، حيث ظهرت هذه المضايقات في إحداث الثورات ضدها وإدخال الشيوعية إلى إندونيسيا وتشجيع هجرة الصينيين إليها، من أجل ذلك فتحت الحكومة الإندونيسية منذ عهد سوكارنو الأبواب أمام هذا الاستعمار الجديد بطرقه الخبيثة، ومن أهمها: القروض الأجنبية، والمساعدات العسكرية، والاستثمارات الأجنبية...

 

فقد وقّع سوكارنو قبل استقالته من منصب رئاسة الدولة ببضعة أشهر قانون الاستثمار الأجنبي الذي أعطى شرعية للشركات الأجنبية لاستغلال إندونيسيا، حيث كانت شركة بيربوت الأمريكية أول شركة جنت من هذا القانون نفعا، وتلتها شركات النفط، والاستثمار الأجنبي في البنوك وغيرها، حيث أصبح النفوذ الأجنبي يسيطر الآن على 75% من حقول المعادن، و85% من آبار النفط في إندونيسيا، و50.6% من الموجودات المصرفية...

 

وقد خلّف سوكارنو ديوناً أجنبية بمبلغ 6.3 مليار دولار التي امتدت فترة سدادها إلى خمسة وثلاثين عاما بعد استقالته. وهكذا ما أتى حاكم جديد إلا وقد ورث ديونا من سابقه وخلّف ديونا أخرى للاحقه إلى أن تجاوز مبلغ الديون الإندونيسية 4000 ترليون روبية التي تجاوزت أقساط سدادها فقط بالنسبة للميزانية الإندونيسية 30% سنويا.

 

ومن أجل هذه الديون وسيطرة النفوذ الأجنبي على ثروات البلاد اعتمدت إندونيسيا في تمويل حاجاتها على الضرائب المفروضة على الناس حتى تجاوزت 85% من قيمة دخلها، وأجبرت على إلغاء أنواع الدعم لا سيما للوقود والكهرباء اللذين لهما تأثير كبير في ارتفاع الأسعار، وبالتالي زادت نسبة الفقر والمسكنة؛ حيث وصل عدد الفقراء في شهر آذار/مارس من هذا العام 27.77 مليون نسمة، باعتبار أن مقياس الفقير هو من يحصل على دخل 11.000 روبية يوميا (أي أقل من دولار) كما حددته وكالة الإحصاء المركزية. أما إذا قدر الفقر بحسب ما قرره البنك الدولي، يعني دولارين في اليوم، فإن عدد الفقراء في إندونيسيا يصل إلى أكثر من مئة مليون نسمة.

 

إذا كان الأمر كذلك، فأي استقلال احتفل به الشعب الإندونيسي غير شعار لا معنى له في الواقع؟! فإن الشعب ما زال يعاني من ضنك العيش من جراء تطبيق النظام الذي فرض عليهم بقوة الاستعمار الذي أعطى لها شرعية لاستغلال ثروات البلاد واستنزاف دماء شعبها. وحينما عاد وعي الشعب الإندونيسي، وأكثرهم مسلمون، حينما عاد وعيهم على واقعهم وأحكام دينهم فطالبوا بتطبيق شريعتهم وإقامة خلافتهم سار حكام هذه البلاد على طريقة الاستعمار في حربهم لما يسمى بـ(الإرهاب والتطرف)، تغطيةً لفشلهم في رعاية شؤون الرعية وإدارة الدولة، وصداً عن عودة الإسلام ونهضة الأمة الإسلامية التي أرعبت الكفار والمستعمرين.

 

وآخر المحاولات لأجل ذلك هو إصدار الحكومة الإندونيسية قرارات تجاه المنظمات الشعبية لاستهداف حزب التحرير الذي تم حله تذرعا بهذه القرارات الظالمة. وما "ذنب" حزب التحرير إلا عمله الذي هو توعية الأمة الإسلامية ودعوتها للرجوع إلى الإسلام بكافة أحكامه وإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي ستحرر البلاد من كل القوى استعمارية فتملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أدي سوديانا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 22 آب/أغسطس 2017

وسائط

3 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الخميس، 24 آب/أغسطس 2017م 15:41 تعليق

    بارك الله فيكم وأثابكم

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 23 آب/أغسطس 2017م 11:30 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • نسائم الخﻻفة
    نسائم الخﻻفة الأربعاء، 23 آب/أغسطس 2017م 10:23 تعليق

    بارك الله فيكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع