الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
نسمح للحدود بقتل إخواننا المسلمين على الرغم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نسمح للحدود بقتل إخواننا المسلمين على الرغم من أمر النبي e

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

لقد شاهدنا مؤخرًا كيف أن الحجاج قد اجتمعوا في مكة المكرمة ومنى وعرفة، والكثير مِنّا يتعجب من قدرة عبادة الحج على إظهار وحدة أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويذكرنا الحج بأنه لا فرق بين المسلمين، وأننا أمة واحدة. ومع ذلك، فقد انتهى موسم الحج لهذا العام، والواقع هو أن الحجاج الذين كانوا متحدين في أداء نفس مشاعر الحج عبادةً لله سبحانه وتعالى يعودون إلى بلادهم وإلى مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، وسيواجهون العديد من المشاكل والأزمات في الوقت الذي يكتفي فيه جيرانهم المسلمين في الغالب بالمشاهدة دون أن يقدموا لهم المساعدة الحقيقية الكافية. فأين هو معنى كون الأمة "أمة واحدة"؟

 

التعليق:

 

لقد خاطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأمة في عرفة في التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، وطلب منهم أن يحملوا أمانة الدين والرسالة إلى أجيال الأمة القادمة. ولقد ذكّر صلى الله عليه وسلم المسلمين بالعديد من القضايا المهمة؛ أن نتقي الله في أزواجنا، وأن نحذر الشيطان، وأن نتجنب الربا. ولقد قال أيضًا: «أنَّ كلَّ مسلمٍ أخٌ للمسلِمِ، وأنَّ المسلمينَ إخوَةٌ»، وقال: «فإنِّي قد بلَّغتُ وقد ترَكتُ فيكم ما إنِ اعتصمتُم بِهِ فلن تضلُّوا أبدًا، أمرًا بيِّنًا كتابَ اللَّهِ وسنَّةَ نبيِّهِ».

 

وعلى الرغم من أن هذا أمرٌ واضحٌ يوجب أن تكون الأمة وحدة واحدة، إلا أن الحدود الوطنية تفرق بيننا، ولا يوجد بلد مسلم واحد يُحكم حصرًا بناءً على أحكام القرآن والسنة. وإن المشكلة في سوريا أو الصومال أو التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا، لا يتم التعامل معها على أنها مشكلة تؤثر على الأمة كلها، والتي تقتضي أن تُحشد كل موارد الأمة من أجل معالجتها وحلها كما أمر بذلك الله سبحانه وتعالى. وبينما تدعو الأمة في كل مكان من أجل إخوانهم وأخواتهم الذين يواجهون الويلات في بلاد أخرى، أين هي أصوات الأمة التي تطالب بصوت عالٍ بمحاسبة الحكام في السعودية وتركيا، وتطالبهم بإرسال جيوش تلك البلاد الضخمة إلى سوريا (غير البعيدة) لإنقاذ الناس من القتل على يد جيش "بشار أسد"؟ هل نحن قانعون بمواصلة حياتنا "الطبيعية" بلا انقطاع بينما قتل أكثر من 200000 من إخواننا في البلاد المجاورة؟ أين هي الأصوات في قطر ومنطقة الخليج التي تطالب بإنفاق المليارات من الدولارات لبناء ملاعب كأس العالم لكرة القدم وصالات التزلج في الأماكن المغلقة (في الصحراء) لتطالب فورًا بإنشاء مأوى لملايين اللاجئين الذين فروا من سوريا ومن الأزمات الأخرى؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بأن المسلمين أمة واحدة؟

 

لقد أدرك الحكام الذين كانوا يحكمون بأحكام الإسلام في زمن الخلافة الراشدة أيضًا أن الأمة كانت تدرك مسؤولياتهم وأنها كانت ستحاسبهم بقوة إذا لم يقوموا بعلاج مشاكل الناس. ولكن الأمة اليوم أصبحت قانعة وتكتفي فقط بالدعاء لمعاناة إخواننا وأخواتنا، وتقبل بأن تقوم الكثير من الدول في العالم الإسلامي بتقديم مساعدات تافهة بدلًا من حشد المجتمع كله بكل ما في الكلمة من معنى – كما لو كنا في حالة حرب – من أجل وقف المجازر في سوريا، وتحرير فلسطين، ومساعدة مسلمي الروهينجا، وعلاج المشاكل الكثيرة التي تواجه الأمة اليوم.

 

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكننا من الوعي على واجبنا تجاه هؤلاء الحكام. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكننا من العمل والمطالبة بعودة حكمه في الأرض من خلال إعادة إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تحت راية أمير واحد؛ يزيل الحدود ويقودنا في معالجة قضايانا كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

تاجي مصطفى

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

 

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 06 كانون الثاني/يناير 2016

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع