الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مفهوم مضلل عن دور المرأة في الهبة الديموغرافية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مفهوم مضلل عن دور المرأة في الهبة الديموغرافية
‏(مترجم)‏

 

 


الخبر:‏


في 13 تشرين الأول/أكتوبر، أصدرت وزارة تمكين المرأة وحماية الطفل في إندونيسيا بيانا صحفيا بعنوان "دعم ‏المرأة لإنشاء الهبة الديموغرافية" التي سلطت الضوء على أهمية دور المرأة في إنشاء الهبة الديموغرافية المتوقعة ‏في إندونيسيا. ويجري خلال هذه السنوات الأخيرة حث الحكومة الإندونيسية وجيل الشباب فيها على التحضير لما ‏يسمى الهبة الديموغرافية، والتي من المتوقع أن تحدث في 2025-2035، عندما يكون عدد الأشخاص داخل الفئة ‏العمرية المنتجة أعلى من عدد المسنين والأطفال. وقالت جوان ييمبيسي، وزيرة تمكين المرأة وحماية الطفل أن "للهبة ‏الديموغرافية أربعة شروط مسبقة، أحد هذه الشروط هو تحسين مشاركة المرأة في سوق العمل". وشددت على أن ‏قدرات المرأة في العمل أكبر من الرجل، ولكن هذه القدرات لم يتم تهيئتها بعد للدور والمشاركة في سوق العمل.‏

 


التعليق:‏


من المثير للاهتمام، أن تكون العلاقة بين السياستين المذكورتين أعلاه - سرد عن الهبة الديموغرافية وسياسة ‏المساواة بين الجنسين - ينظر إليها فقط من ناحية الميزة الاقتصادية، أي كيف يمكن لقدرات الشباب ودور المرأة أن ‏تعود بالنفع على التنمية الاقتصادية في هذا البلد المسلم.‏


يبدو أن المنظور العلماني الرأسمالي قد اخترق الحكومة الإندونيسية، حتى إنها لم تعد قادرة بعد الآن أن ترى ‏العلاقة الإنسانية القوية - وهي علاقة نبيلة، ونقية، فضلا عن أنها استراتيجية - بين الأمومة ونوعية جيل المستقبل. ‏وهذه ليست سوى دليل آخر على القيمة الرأسمالية الفاسدة التي تغدر بأمومة المرأة وتشجع على ما يسمى بـ"التمكين ‏من خلال العمل" كتكريم للمرأة، ثم تطبق في وقت لاحق‎ ‎اقتصاديات المرأة‎ ‎كحل لتباطؤهم الاقتصادي. من ناحية ‏أخرى فإن الطموح للنمو الاقتصادي - دفع حكام هذا البلد للتضحية بنوعية جيلهم المستقبل، لأن الشباب ينظر إليهم ‏فقط كعمال ومحرك للنمو الاقتصادي، وليسوا كبناة حضارة نبيلة ذوي شخصيات مستقيمة نبيلة.‏


هناك تناقض صارخ بين النموذج الإسلامي والرأسمالية، فالإسلام يحافظ فعليا على هذه العلاقة الإنسانية السامية ‏بين دور المرأة في الأمومة ونوعية جيل المستقبل، من خلال ضمان بقاء طبيعة الأمومة فعالة في المجتمع وضمان ‏استدامة ولادة جيل المستقبل الأفضل نوعية من خلال دعم التعليم والنظام الاجتماعي والاقتصادي للحضارة ‏الإسلامية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على ضمان حقوق المرأة في التعليم وحقوقها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ‏إن تمكين المرأة الأساسي في الإسلام هو تعزيز دورها كحارسة للحضارة ومربية للأجيال القادمة، وليس كقوة ‏عاملة.‏


إن حكام المسلمين في إندونيسيا بحاجة إلى التعلم من سلسلة الدمار التي أصابت البلدان الرأسمالية العلمانية في ‏الغرب والشرق، حيث قتل النمو الاقتصادي جيلهم المستقبل ودمر الحضارة، وفي الوقت نفسه أدى إلى التجريد ‏الشامل من الإنسانية واستغلال الملايين من النساء في بلادهم. وغالبا ما يصاحب التطور السريع أزمة اجتماعية، ‏وانهيار مؤسسة الأسرة، وفقد جيل (تقليص السكان) بسبب انخفاض معدل المواليد والزيجات والتي هي غالبا بسبب ‏مشاركة أعداد كبيرة من النساء في القوى العاملة. وسوف تشهد إندونيسيا المتلازمة نفسها عاجلا أو آجلا، إذا استمر ‏الحكام بتقليد الرأسمالية والقيم العلمانية من الغرب.‏


أيها الحكام المسلمون، تذكروا قول الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ ‏أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾‏

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع