الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحكومة الإندونيسية الديمقراطية تفشل في إنهاء معاناة ملايين الأطفال بسبب حرائق الغابات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

الحكومة الإندونيسية الديمقراطية تفشل في إنهاء معاناة ملايين الأطفال بسبب حرائق الغابات


(مترجم)

 

 


الخبر:


جاكرتا غلوب: قال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث (BNPB) أن ست مقاطعات إندونيسية قد أعلنت حالة الطوارئ بسبب الضباب الدخاني الناجم عن حرائق الغابات في سومطرة وجزيرة كاليمانتان والتي تواصل تغطية مدن بأكملها. وقال سوتوبو بورو نوجروهو أن كلاً من رياو، وجامبي وجنوب سومطرة وكاليمانتان الغربية، وكاليمانتان الوسطى وجنوب كاليمانتان قد أعلنت حالة الطوارئ بسبب الضباب الدخاني.


وقال المتحدث باسمBNPB في جاكرتا "أن هناك نحو 25.6 مليون إندونيسي في سومطرة وكاليمانتان يتعرضون مباشرة إلى الضباب الدخاني بسبب حرائق الغابات". وأضاف "إنهم يستنشقون هواء غير صحي للغاية، ويعاني الآلاف من الناس من التهابات الجهاز التنفسي."


وقال سوتوبو أنه اعتبارا من صباح يوم الجمعة، فإن ما لا يقل عن 80 في المئة من سومطرة قد تأثر بالدخان إلى حد ما. (جاكرتا غلوب، 9 تشرين الأول/أكتوبر 2015)

 

 

التعليق:


أصبح الضباب الدخاني الناجم عن اندلاع الحرائق في غابات الخث، القاتل الصامت الذي يهدد صحة عشرات الملايين من الناس في إندونيسيا. هناك 26.5 مليون شخص على الأقل في سومطرة وكاليمانتان يعيشون تحت حصار الضباب الدخاني السام. ووفقا للبيانات الرسمية، فإنه لغاية بداية تشرين الأول/أكتوبر 2015 فقد خمسة أطفال حياتهم وأصيب 222 ,984 شخصا بأمراض الجهاز التنفسي. الرضع والأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن والمصابون بالأمراض المزمنة مثل الربو، هم الفئة الأكثر ضعفا والأكثر تعرضا للموت. وهناك عدد غير قليل من النساء اللواتي يتهددهن خطر الإجهاض. وعلى المدى الطويل فإن احتمال إصابة مليون طفل بإعاقة عقلية بات ظاهرا، بالإضافة إلى حالات جديدة من سرطان الرئة وغيرها من الأمراض الفتاكة.


إن الكوارث المتكررة منذ 18 عاما تظهر خطأ أساسياً في إدارة غابات الخث. فقد تجاهلت الحكومة الإندونيسية التي تعلن عن نفسها أنها حكومة ديمقراطية حالة أراضي غابات الخث باعتبارها من الممتلكات العامة التي يجب أن تدار من قبل الدولة لمصلحة الرعية. وهناك بعض التشريعات التي تقر منح تصاريح خاصة، في شكل إدارة امتيازات، لمراقبة الغابات والأراضي الخثية لشركات خاصة بما في ذلك الشركات الأجنبية. يجب أن يدرك الناس أن اللائحة الحكومية لحماية وإدارة النظم البيئية للخث والتشديد في تصاريح الامتياز وغيرها من اللوائح لن تكون قادرة على القضاء على التوجه الربحي الذي يكمن وراء أنشطة شركات أصحاب الامتيازات. كذلك فإن التصديق على الاتفاقيات العالمية حول تغيرات المناخ، وبروتوكول كيوتو ومفهوم ريد بلاس ثبت أنه لا يؤدي إلا إلى إدامة حكم هؤلاء الناس البائسين.


حلول كاملة


من الصعب جدا بل من المستحيل إنهاء الكوارث الواقعة جراء اندلاع الحرائق في الأراضي والغابات في ظل النظام الديمقراطي الرأسمالي كما هو الحال اليوم. لأنه، من أجل التوجه الربحي، فإن الملايين من الهكتارات من الغابات والامتيازات العقارية تمنح للقطاع الخاص. وفي الواقع فإن هذا هو أحد الأسباب الجذرية لتلك الكوارث.


لن يتم إنهاء حرائق الغابات والأراضي الكارثية إلا بالنظام الإسلامي من خلال نهجين: التشريعي (القانوني) والإجرائي (العملي).


في النهج التشريعي، جعل الإسلام الغابات من الملكية العامة، أي أنها ملك عام لجميع أفراد الأمة، فعن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «المسلمون شركاء في ثلاث في الكلإ والماء والنار» (أبو داود وأحمد).


وحيث إنها من الممتلكات العامة فإنه لا يجوز منح امتياز الغابات للأفراد والشركات الخاصة. بهذا الحكم الشرعي، يمكن القضاء على الأسباب الكامنة وراء قضايا الأراضي وحرائق الغابات. وبهذه الطريقة، يمكن منع حدوث حرائق الغابات وأراضي الخث بشكل تام من البداية.


إن إدارة الغابات، كونها من الممتلكات العامة، يجب أن تتم من قبل الدولة بما يحقق مصالح الرعية، ويجب أن تكون مستدامة. ومن خلال إدارتها بشكل كامل من قبل الدولة، سيكون من السهل تحقيق توازن بين المصالح الاقتصادية، ومصالح الرعية والحفاظ على الغابات. كما أنه ينبغي على الدولة تثقيف وبناء الوعي المجتمعي لتحقيق استدامة وفوائد الغابات لجيل بعد جيل.


وإذا استمر حدوث حرائق الغابات والأراضي، فإنها يجب أن تعالج من قبل الحكومة، لأن واجب الحكومة أن تولي اهتماما لشؤون رعيتها والحفاظ على سلامتهم. وسوف يتم محاسبة الحكومة على ذلك.


أما النهج الإجرائي، فإنه يتوجب على الحكومة أن تتخذ خطوات إدارية وسياسات معينة، وكذلك استخدام العلوم المتطورة والتكنولوجيا، فضلا عن تمكين الخبراء والجمهور في الوقاية والتخفيف من أثر الحرائق.


أيها المسلمون:


إن إنهاء مشكلة حرائق الأراضي والغابات بشكل تام من خلال النهجين، التشريعي والإجرائي، لا يمكن أن يتحقق إلا بالتطبيق الكامل للشريعة الإسلامية. ويمكن أن يتحقق ذلك فقط من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. هذا ما يجب أن يدركه جميع المسلمين في هذا البلد في أقرب وقت ممكن. مع إمكانية إنهاء الأنواع المختلفة من الكوارث التي من صنع الإنسان، بما في ذلك الضباب الدخاني. وفي النهاية، سيكون الجمهور قادرا على الشعور بحياة هادئة دون الحاجة إلى القلق إزاء الكوارث الناجمة عن الأنشطة البشرية.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عفة أينور رحمة
الناطقة الرسمية لحزب التحرير في إندونيسيا

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع