أيهما أكثر تدميرا لليمن إعصار تشابالا أم أعاصير التحالف العربي؟!!
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الرئيس هادي خلال استقباله، في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليمن مبارك الجابري
الخبر:
قال الرئيس هادي خلال استقباله، في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليمن مبارك الجابري؛ "لقد لعبت الإمارات دوراً هاماً اتسم بالقوة والشجاعة والأخوة المتمثل في إغاثة الشعب اليمني وتأهيل عدد من المدارس والمستشفيات والكهرباء وإصلاح شبكات المياه ودعمها الإنساني للمحافظات التي تشهد الإعصار "تشابالا". ويأتي اللقاء، بعد يوم من إعلان دولة الإمارات سحب الدفعة الأولى من جنودها المشاركين ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، واستبدالها بدفعة ثانية، "لتنفيذ مهامها في اليمن".. (المصدر: الأمناء نت)
هذا وقد تعرضت اليمن إلى إعصار تشابالا الاستوائي القوي، الذي تلاشى يوم الأربعاء 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، مخلفا خسائرَ وأضراراً واسعة.
التعليق:
إن الأعاصير شأنها شأن البراكين والزلازل من الكوارث الطبيعية التي تحدث بأمر الله سبحانه وتعالى ولا يستطيع أحد منعها. إلا أن الإسلام أوجب على الدولة اتخاذ التدابير اللازمة والتهيئة المسبقَة لمحاولةِ التقليل من تأثيرِها وللتعامل مع آثارِها بسرعة وفعالية وإغاثة المنكوبين والملهوفين ممنِ ابتُلوا بها منَ الرعية. إلا أن شيئا من هذا لم يحدث في اليمن المدمرة أصلا، فكان الإعصار الذي ضرب السواحل الجنوبية الشرقية للبلاد، أزمة تضاف إلى الأزمات الحادة التي تعاني منها اليمن المكتوية بالحروب والمنكوبة بانعدام السلطة والرعاية.
إن كارثة أهل اليمن العظمى هي غياب الحاكم الراعي الورع الذي يتعاطى مع الكوارث، كما فعل خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه في عام الرمادة عندما ألمت بالمدينة مجاعة، فكتب إلى أَبي موسى رضي الله عنه بالبصرة، وإلى عمرو بنِ العاص رضي الله عنه بمصر أَن يا غَوثاه لأُمة محمد، فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البُر وسائر الأُطْعِمَاتِ، ووصلَت ميرة عمرو رضي الله عنه في البحرِ إلى جدةَ ومن جدةَ إلى مكةَ. وكارثة أهل اليمن والأمة جمعاء هي تلك السدود والحدود التي تفصل بلاد المسلمين، والوطنية والقومية والطائفية القذرة التي تمزق جسد الأمة والتي تمنع وحدتها ومناصرة المسلمين بعضهم بعضا كما أمرهم الرسول r حين قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
إن أس بلاء أهل اليمن هم الحكام العملاء الذين يتصارعون على أنظمة خبيثة زرعها الغرب لتنفيذ أوامره في المنطقة. حكام خونة أخضعوا البلاد للغرب المستعمر الذي لا همّ له سوى خدمة مصالحه، فأوقعوا أهل اليمن في حروب وصراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وقد تفانى أدوات الغرب في المنطقة، في خدمة أسيادهم الغرب الكافر فأرسلوا طائراتهم وبوارجهم ودباباتهم تجاه اليمن، فدمروا البلاد وقتلوا الأطفال وشردوا الأسر وحولوا أهلها جياعا لا مأوى لهم ينامون ويستيقظون على أصوات قنابلهم. أما حكام دول الخليج وعلى رأسهم السعودية والإمارات فينطبق عليهم مقولة "يقتلون القتيل ويمشون في جنازته"!، فهم لا يستحيون أن يفعلوا كل هذا باليمن وأهلها ثم يأتوا وقد لبسوا ثوب النفاق والخيانة متباهين بإيصال فتات أموال المسلمين لإغاثة المصابين والمرضى والضعفاء، والأنكى أن يشيد بهم الرويبضة والعميل مثلهم، عبد ربه هادي، بالقوة والشجاعة والأخوة، متعامين أن أهل اليمن ليسوا بحاجة إلى طعامهم وكسوتهم بل بحاجة إلى أن يكفوا أيديهم عنهم ويخرجوا جنودهم ودباباتهم منها.
إن كارثة الأمة الكبرى ومصيبة المسلمين العظمى هي غياب حكم الله في الأرض المتمثل في دولة الإسلام، وهذه هي الدولة الشرعية التي تحتاجها اليمن والأمة جمعاء، بل دولة يحكمها خليفة راشد يرعى شؤون المسلمين ويحل مشاكلهم بالإسلام، ويستمد شرعيته من الإسلام لا من الإنجليز أو الأمريكان.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الكوارث والفتن، ويخلصنا من حكم الطواغيت ويرزقنا خلافة راشدة على منهاج النبوة يحكمنا فيها خليفة ينطبق عليه وصف نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما الإمام جنة، يقاتل من ورائه ويتقى به»، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد