- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
في إطار الحوار الوطني الذي يجري هذه الأيام في الخرطوم جُعل موضوع الهُوية بنداً من الأجندة التي تبحث في لجنة تسمى لجنة الهُوية والثقافة، وقد حملت صحف الخرطوم الصادرة يوم أمس أنباء عن توصل اللجنة المذكورة إلى توافق حول هوية السودان بعد جدل ونقاش بين المؤتمرين وتوافقوا في نهاية الأمر على أن تكون هوية السودان هي الهوية القطرية.
التعليق:
إن إثارة موضوع الهوية في بلد إسلامي دخل فيه الإسلام منذ فجره الأول وصهر كل مكوناته بالإسلام وصارت الثقافة الإسلامية وحدها هي ثقافة أهله كما هي في جميع البلاد الإسلامية حتى سقوط دولة الخلافة وتمزيق بلاد المسلمين إلى دويلات وطنية حكمها الكافر بنفسه، أو أوكل من يحكمها باسمه بأنظمته وثقافته، ورغم كل ما فعله المستعمر الإنجليزي في السودان لم يستطع تغيير هوية أهل السودان الإسلامية، والجميع يعلم أن اختلاف الأعراق والألوان والألسن لا علاقة له بالهوية، بل الاختلاف هذا آية من آيات الله عز وجل الذي خلق الخلق من رجل واحد هو آدم عليه السلام، وآدم خلقه الله تعالى من تراب، يقول الله عز وجل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ [الروم: 22].
إذن، لماذا الحديث والبحث عن هويتنا الآن؟ وهي محسومة منذ مئات السنين، فنحن مسلمين سواء أكنا عرباً أم أفارقة، سوداً أم بيضاً، فكل هذا لا يغير في هويتنا.
والإجابة واضحة لكل ذي بصر وبصيرة، لأن من فرض الحوار هو الذي يفرض أجندته، بل ومخرجاته، وهو يريد ببند بحث الهوية سلخ أهل السودان من هويتهم الإسلامية بهذه الدعاوى الباطلة من اختلاف الأعراق والثقافات وما إلى ذلك من ترهات العلمانيين أذناب الغرب الكافر، فمهما اتفقوا أو اختلفوا، ستظل هوية الإسلام هي هويتنا، وعندما تعود الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والعائدة قريباً بإذن الله، سيدخل كل فئران الغرب في جحورهم، وتعلو رايات العقاب على كل رايات الباطل، وتسقط القطرية وغيرها، لأن الزبد يذهب جفاء، ويبقى ما ينفع الناس. ﴿ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان أبو خليل
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان