الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
جحيم لكن باردة جدا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

جحيم لكن باردة جدا

 


الخبر:


احتجاجا على سياسة استقبال اللاجئين التي تمارسها الحكومة في ألمانيا يسحب رئيس بلدية مدينة ماجْدِبُرْجِ الألمانية السيد لوتس ترومبر عضويته في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المتآلف في الحكم مع الحزب المسيحي الديمقراطي وذلك بسبب خلافه مع الحزب على سياسة الحكومة المتعلقة باللاجئين [دي فلت]


وعلى صعيد متعلق تلقت السيدة ميركل رسائل معارضة من 126 سياسياً من أعضاء حزبها، وهناك 20% من أفراد حزبها يعارضون سياستها في فتح الحدود، ويطالبون بمنطقة عازلة يتم فيها الفصل في قبول اللجوء أو رفضه قبل دخول الحدود الألمانية [دي فلت]

 

 

التعليق:


تزداد حدة الحوار السياسي على الصعيد الرسمي والشعبي حول سياسة فتح الحدود، بعد أن قارب عدد اللاجئين الذين دخلوا الحدود الألمانية طالبين اللجوء السياسي 800 ألف لاجئ قدموا من سوريا والعراق وأفغانستان والصومال ومن ألبانيا وكوسوفو والجبل الأسود وبعض البلاد من وسط القارة الأفريقية. وتظهر خشية أهل البلاد الألمان على أنفسهم من ذوبانهم في الأقليات الوافدة، أو حتى مجرد احتكاكهم مع ثقافات أخرى، وذلك كله تكريس لفكرة القومية النازية التي لا تزال تسيطر على عقول الكثير من الألمان. وما أن كادت حركة "مناهضة أسلمة أوروبا" المعروفة باسم (بيجيدا) أن تختفي من الوجود بعد أن اشتعلت في مناطق شرقية في ألمانيا معادية للإسلام والمسلمين من وجهة نازية، حتى عادت من جديد مدفوعة بقوة شعبية تستقطب المعادين لسياسة فتح الحدود بما يصفونه "إغراق ألمانيا بالأجانب" وقد عادت للتظاهر بقوة في أنحاء متفرقة من البلاد.


اللافت للنظر أن الدولة ما زالت بالفعل تتخبط في تنفيذ هذه السياسة، وظاهر الحال يكشف عن قلة حيلة الدولة أو عجزها عن تقديم السبب الحقيقي لهذه السياسة لتواجه أو تقنع الجهلة من أعضاء بيجيدا أو قليلي البضاعة من أعضاء حزبها أو الحزب المؤتلف معها.


ومما زاد الطين بلة على سبيل المثال أن تقوم الدولة بتسكين 1000 لاجئ في قرية عدد سكانها 100 نفر في بلدة تدعى سومته جنوب شرق هامبورج مما أدى إلى تهييج الرأي العام في كافة أنحاء ألمانيا حول هذا القرار وما يشابهه في مناطق أخرى معدومة السكان.


وعلى سبيل المثال تقوم الدولة باستخدام الصالات المخصصة للنشاطات العمومية في التجمعات السكانية وتعطيها لللاجئين مما يزيد من إثارة الرأي العام ضد هذه السياسة لأن الناس يرون أن قد انتقص من أسباب رفاهيتهم لحساب أجانب سيكون لهم الأثر السلبي في المجتمع حسب اعتقادهم.


كما أن الدولة تعتمد بشكل كبير على الأعمال التطوعية التي استنفدت تقريبا ولا تجد دعما سياسيا ولا اجتماعيا مما يؤدي إلى إهمال اللاجئين أو تركهم في المخيمات التي لا يراعى فيها على الأقل خصوصية العائلات أو الحرمات فتزداد المشاكل والتشاحن بين اللاجئين مما يؤدي إلى العنف كما حصل في بعض المخيمات.


فيما قالته اليوم إحدى النساء المهاجرات وسمعته في مقابلة لها أنها قالت: "كنا نظن أن ألمانيا جنة، فإذا بها جحيم، ولكن هذه الجحيم باردة جدا" وذلك إشارة إلى المعاناة التي يعانيها اللاجئون في المخيمات، وخاصة مع تساقط الثلوج صباح هذا اليوم في مناطق متعددة في ألمانيا وقد صحبته موجة برد وصقيع مفاجئة أدت إلى ارتباك في خدمات المخيمات لعدم توفر ما يلزم لمواجهة فصل الشتاء الذي دخل هذا العام مبكرا.


هذا، وقد ازدادت المخاوف من وقوع اعتداءات على المخيمات وملاجئ المهاجرين، وخاصة مع وجود كثير من التهديدات التي تم تنفيذ بعضها حيث بلغت اعتدائين أو ثلاثة كل يوم، وكما حصل من إحراق ملجأ على يد أحد رجال الإطفاء في مدينة ألتينا وسط البلاد [دي فلت]


نسأل الله أن يعجل بنصر المجاهدين في الشام وأن تكون ثورتهم سببا في نصر المسلمين في كل مكان بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ترفع الظلم عن المظلومين، وتعيد المهاجرين إلى بلادهم سالمين.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلامة

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع