- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
فصائل عراقية تعيد النظر في مطالبها بانسحاب القوات الأمريكية
الخبر:
كشفت وكالة أسوشيتد برس، نقلا عن مسؤولين عراقيين وأمريكيين، أن الفصائل العراقية المسلحة المتحالفة مع إيران بدأت تعيد النظر في مطالبتها بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وذلك بعد سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وكانت الفصائل السياسية والمسلحة الموالية لإيران، خاصة الإطار التنسيقي الشيعي، من بين أكثر الجهات التي طالبت بإخراج القوات الأمريكية من العراق، خصوصا بعد دعم واشنطن لكيان يهود في حربه على قطاع غزة.
لكن التطورات في سوريا غيّرت الحسابات، حيث تخشى الفصائل العراقية من أن يؤدي انهيار النظام السوري إلى خلق بيئة خصبة لعودة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما قد يشكّل تهديدا مباشرا على العراق.
وقال مسؤول في الإطار التنسيقي الشيعي "معظم قادة الإطار الآن يؤيدون بقاء القوات الأمريكية في العراق، لأنهم يخشون من أن يستغل تنظيم الدولة الفوضى في سوريا لإعادة تنظيم نفسه، ما قد يهدد الأمن الداخلي في العراق). (الجزيرة نت، "بتصرف يسير" 2025/01/31م)
التعليق:
ليس غريباً عن أي جماعة سياسية أو عسكرية أن تكون مواقفها متناقضة غير منضبطة إذا لم تكن قائمة على أساس مبدئي عقائدي، وهذا حال الكثير من الجماعات التي قامت على أسس مصلحية نفعية، أو فكرة طائفية مقيتة أو قومية أو غيرها من دعاوى الجاهلية.
وهكذا تبدل موقف الفصائل المسلحة في العراق بين ليلة وضحاها، من كونها قادرة على مسك الأرض وفرض الأمن، وأنّها صمام الأمان بوجه الإرهاب، وأنّ البلاد لا حاجة لها ببقاء القوات الأمريكية، إلى المطالبة ببقاء القوات الأمريكية زعماً منها بأن هناك تهديداً بعودة تنظيم الدولة للمشهد بعد زعمها نفسها سابقاً بل وتشدّقها بالقول مراراً إنّها تمكنت من الإجهاز على التنظيم وطرده من المناطق التي كان يسيطر عليها.
والحقيقة التي يخفيها زعماء تلك الحركات هي، أنّهم يخشون أن يلحق بهم ما لحق بحليفهم بشار، بعد التهديدات التي وجهتها إدارة ترامب للحكومة العراقية للضغط باتجاه حلّ الفصائل المسلحة الموالية لإيران ضمن الرؤية الأمريكية الجديدة بتحجيم الدور الإيراني، فكانت مطالبة الفصائل ببقاء القوات الأمريكية بمثابة الانبطاح استرضاءً للمحتل الكافر، ومحاولة ثنيه عن قراره بحل الفصائل، وليس لأمر يصبّ في صالح البلاد، ناهيك عن كونه إثماً عظيماً. ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.
أيها المسلمون: من كان مستمسكاً فليستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن كان آوياً فليأوِ إلى ركنٍ شديد، ومن كان معتصماً فليعتصم بحبل الله الوثيق، بين يديكم كتاب الله الذي به اهتديتم، وسنة رسوله ﷺ التي أفلحتم إن بها اقتديتم، فلا تكونوا كالذين ضيّعوا وأضاعوا من الفصائل وغيرهم، وخانوا الله ورسوله ﷺ وخانوا أماناتهم من أجل عرضٍ من الدنيا قليل، ولتكن مواقفكم مبدئية منطلقة من عقيدتكم العصماء، تنالوا معيّة الله، وتفلحوا باستجابة أمر الله، وتحيوا أعزّة في ظل لا إله إلا الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال زكريا