- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
![أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لحزب إيران في الحكومة الجديدة](/ar/media/k2/items/cache/246986054be570a8a9b4a0d31e4376ec_M.jpg?t=1738737235)
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لحزب إيران في الحكومة الجديدة
الخبر:
قالت خمسة مصادر مطلعة إن واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع حزب إيران أو حلفائه من ترشيح وزير المالية لعضوية الحكومة، وذلك تكريساً لواقع جديد في لبنان بعد حرب كيان يهود عليه وللحد من نفوذ الحزب في البلاد، وأن هذا الضغط يشمل اتصالات أمريكية مع رئيس لبنان الذي دعمته أمريكا وكذلك رئيس الوزراء المكلف. (آر تي، 2025/1/31)
التعليق:
من أخطر التطورات الناتجة عن عملية طوفان الأقصى بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أن منطقة الشرق الأوسط برمتها قد أضحت مفتوحة على كل الاحتمالات، فبعد أن انهارت صورة جيش يهود وظهر أنه جيش ضعيف، وظهرت المقاومة في غزة تقاتل بصلابةٍ عجزت عنها دول، فإن الخطر الشديد قد صار يلف مستقبل كيان يهود رغم كل ما يسمع في الإعلام من جعجعات تهدف للتغطية على كل ذلك.
وفي ظرف الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة فإن كيان يهود قد حاول تجديد صورة الردع لديه عبر ضرب محور المقاومة، فكادت ضرباته لحزب إيران في لبنان أن تنهيه بعد مقتل الصفوف الأولى من القيادة، وكان هذا بسبب نخر الجواسيس داخل محور إيران، ولما شاهد العالم ضعف القوة الإيرانية في ردها الباهت على هجمات كيان يهود مع أنها تمتلك قوة كبيرة فقد هلل كيان يهود باستعادة صورة الردع، لكن لما انهار النظام السوري بشكل مريع فقد استشرفت الأمة النصر ورأت الأمة التجليات العملية لقوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ﴾.
فقد أصبحت المنطقة مفتوحة أمام التغيير بشكل لم يكن أبداً منذ قرن من الزمان، وقد رأى الغرب ذلك فامتلأ رعباً خاصة وأن حرب طوفان الأقصى قد ملأت الأمة عزيمةً على طلب التمكين وتوحيد البلاد الإسلامية في دولةٍ واحدةٍ وهزيمة كيان يهود وكنسه من فلسطين. ولعل ما نشاهده اليوم من زيارة تتلوها زيارة وتعقبها بعد ذلك زيارة أخرى لسوريا من المسؤولين الأجانب لهي دليل على أن الغرب أصبح يقاتل في آخر خنادقه للحفاظ على نفوذه في المنطقة وحتى لا تفلت الأمور كلياً من بين يديه.
في هذا الظرف جاء للحكم في أمريكا رئيس قديم جديد هو دونالد ترامب، وهذا الرئيس يجاهر بما يريد، وفي سياق ما ذكر آنفاً فإن أمريكا تضغط على لبنان لمنع حزب إيران من التدخل في الحكومة الجديدة، وذلك من باب إشعار كيان يهود بشيء من الطمأنينة التي فقدها في حرب سماها هو حرباً وجوديةً لأنه يرى بأم عينيه الدرجة العالية للخطر القادم من المسلمين.
وفي هذه الطلبات الأمريكية خير كثير للمسلمين، إذ إنها تسقط آخر ستر كان يستتر به هؤلاء الحكام العملاء، فيظهرون كما لم يظهروا من قبل بخياناتهم وأنهم مجرد أداة بيد أمريكا، وليس لهم علاقةً بشعوبهم، ومثل ذلك ما صرح به رئيس أمريكا علناً بأن الأردن ومصر ستقبلان باقتراحه لتهجير الفلسطينيين من غزة، فهو واثق من ذلك لأنه يعلم درجة خيانتهم وأنهم يقولون له غير ما ينقله عنهم إعلامهم، وهكذا حتى لا يبقى أي عذر للأمة، حتى الشريحة المنتفعة من الحكم في بلادنا، فتنهض الأمة نهضة رجل واحد تمسك بحلاقيم هؤلاء الحكام، فتعلنها وبشكل مدوٍ، دولة إسلامية توحد كافة بلاد المسلمين، دولة الخلافة على منهاج النبوة.
وهذه الدولة اليوم هي أقرب للحقيقة والواقع من طرفة عين، وإن أمر إعلانها سيكون صاعقةً على كيان يهود وأمريكا وأوروبا، ولكافة أعداء الإسلام، وهذا سيباغتهم كما باغتتهم أحداث سوريا، فينزع الله ملك هؤلاء المجرمين من حكامنا ويذلهم ويؤتي الملك للمخلصين المدافعين عن دينه ويعزهم في هذه الدنيا، قبل الآخرة. وإن غداً لناظره لقريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي