- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عودة النازحين صفعة للاحتلال
الخبر:
تدفق مئات الآلاف من النازحين، صباح الاثنين، إلى مدينة غزة وشمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي سيرا على الأقدام بما يشبه السيل البشري في مشهد مهيب اختلطت فيه مشاعر الحنين بذكريات المعاناة.
التعليق:
في مشهد شبيه بنفرة الحجيج من جبل عرفة، شاهدنا جموع النازحين يعودون إلى شمال غزة مكبرين مهللين. فوقفة عرفة تكفير لذنوب البشر، وأبطال غزة وأهلها قاموا بواجب جيوش الأمة في مقارعة الاحتلال.
فقد عاش أهل غزة في عذاب ومعاناة أكثر من 15 شهرا بسبب الحرب عليهم، وعانى النازحون بسبب أوامر الإخلاء فعاشوا هذه الأشهر الطويلة من القتال في مخيمات مؤقتة في خوف ورعب ونقص في الغذاء والماء والرعاية الطبية والدواء.
وبعد اتفاق وقف إطلاق النار فرح هؤلاء النازحون رغم آلامهم وأحزانهم بأنهم سيعودون إلى بيوتهم في مدينة غزة والشمال رغم أنها مدمرة وتحتها أشلاء أهاليهم وأحبائهم. فرحوا بوقف تشردهم، وقرب عودتهم لمنازل هُجّروا منها قسرا، بالإضافة إلى لمّ شمل أفراد العائلات الممزقة بين شمال القطاع وجنوبه.
ولكن أبت النذالة والقذارة أن تفارق أهلها فقد نغص الاحتلال فرحتهم المنقوصة تلك ومنعهم من العودة بحجة عدم إطلاق سراح أسيرة يهودية. وها هم اليوم يسمحون لهم بالعودة فكان هذا الطوفان البشري الهادر الذي ملأ شارع الرشيد الساحلي على طوله.
ورغم كل محاولات التهجير وعمليات التدمير والإبادة التي مارسها جيش الاحتلال في مدينة غزة وشمال القطاع إلا أن العديد من أهلها رفضوا النزوح والتهجير ووقفوا سداً صلباً منيعاً أمام هذه المخططات، وكانت عودتهم اليوم إيقاظاً ليهود من أحلامهم بالتهجير، وبهذا فشلت أهدافهم العدوانية في كسر الصمود، وأثبتت لهم مجددا قوة أهل غزة ورسوخهم في أرضهم رغم عمق الألم وحجم المأساة.
وقد شاهدنا وسمعنا فرحة العودة وحب الأرض والتشبث بها والتي اختلطت بالدموع والحزن على فقد الأهل والمال والبيت والولد. ورأينا كيف أن غرور نتنياهو وتبجّحه أنهم لن ينسحبوا من تلك المناطق وعمله بكل الوسائل القذرة والأسلحة الثقيلة بأنواعها على تهجير أهلها تحطم أمام صخرة الصمود والإيمان لأهل غزة الأبطال.
ولعل هذا يكون رداً أيضا على تصريحات ترامب لإعادة تسويق خطته السابقة في تهجير الفلسطينيين. حيث صرح أنه طلب من الأردن ومصر إيواء عدد من أهل غزة حتى يعيدوا إعمارها، الأمر الذي رفضه الصامدون.
نسأل الله تعالى أن تكون هذه الحرب وهذا الصمود والإيمان من إرهاصات النصر القادم بإذن الله، وأن يقيض الله للأمة الإسلامية الجيش الذي يقوده الإمام الجُنة الذي يخلص الأرض المباركة كلها من يهود ويعيدها إلى حضن الأمة الإسلامية في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، مصداقا لقوله تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)