مع الحديث الشريف

أبشروا يا من تحبون لقاء الله

   نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه:

   حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه".

أيها الأحبّة الكرام:

   إن المؤمن يؤمن بما عند الله سبحانه وتعالى، ويؤمن بما أعده الله له في الجنة من الخير العميم، ويؤمن بما بشره به الحبيب صلى الله عليه وسلم من خير، فتراه يحب لقاء الله ويستعجله، وبالمقابل يحب الله لقاءه. وأما الكافر فلا يؤمن بالله تعالى، ولا يؤمن بما أعده الله له من عقاب كبير، لذلك لا يحب لقاء ربه ولا يستعجله، وبالمقابل لا يحب الله لقاءه.

أيها المسلمون:

   كم منا اليوم يحب لقاء الله؟ من كانت أعماله الصالحة أمامه يحب لقاء الله، من كان مستقيما على أمر الله يحب لقاء الله، من كان همّه الله ورسوله يحب لقاء الله، من يهتم بأمر المسلمين يحب لقاء الله، من يعمل لإعادة أحكام الله مطبقة في أرض الله يحب لقاء الله، من صغرت الدنيا في عينيه ورخصت، وهانت عليه نفسه في سبيل مرضاة الله يحب لقاء الله، من يعمل مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة تحقيقا لوعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم يحب لقاء الله، فأبشروا يا من تحبون الله، بمحبة الله سبحانه وتعالى لكم.

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: أبو مريم