الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - من طلب الدنيا حلالا

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

من طلب الدنيا حلالا

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

روى ابن أبي شيبة في مصنفه قال:

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالاً اسْتِعْفَافاً عَنِ الْمَسْأَلَةِ، وَسَعْياً عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفاً عَلَى جَارِهِ، لَقِيَ اللَّهَ وَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ, وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حلالا مُكَاثِراً، مُرَائِياً، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ".

جاء في كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح في شرح هذا الحديث:

قوله: (من طلب الدنيا حلالا): أي من طريق حلال.

(استعفافاً): أي لأجل طلب العفة عن المسألة: ففي النهاية الاستعفاف طلب العفاف والتعفف, وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس.

(وسعيا على أهله) أي: لأجل عياله ممن يجب عليه مؤنةُ حاله.

(وتعطفاً على جاره): إحسانا عليه بما يكون زائدا لديه.

(لقي الله تعالى يوم القيامة ووجهه) أي: والحال أن وجهه من جهة كمال النور وغاية السرور (مثل القمر ليلة البدر): قيد به لأنه وقت كماله.

(ومن طلب الدنيا حلالاً): أي فضلا عن أن يطلبها حراما

(مكاثرا): أي حال كونه طالبا كثرة المال لأحسن الحال ولا صرفه في تحسين المآل. (مفاخراً): أي على الفقراء كما هو دأب الأغبياء من الأغنياء.

 (مرائياً): أي إن فرض عنه صدور خير أو عطاء.

 (لقي الله تعالى وهو عليه غضبان)

 ولعله صلى الله عليه وسلم لم يذكر من طلب الحرام, إما اكتفاء بما يفهم من فحوى الكلام , وإما إيماءً إلى أنه ليس من صنيع أهل الإسلام أو إشعارا بأن الحرام أكله وقربه حرام, ولو لم يكن هناك طلب ومرام.

قال الطيبي رحمه الله: وفي الحديث معنى قوله تعالى (يوم تبيَضُّ وجوه وتسوَدُّ وجوه) وهما عبارتان عن رضى الله تعالى وسخطه, فقوله: ووجهه مثل القمر مبالغة في حصول الرضا بدلالة قوله في مقابلته: وهو عليه غضبان (رواه البيهقي في شعب الإيمان, وأبو نعيم في الحلية)  انتهى

 أحبّتنا الكرام

 

في هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام كما حث على العمل الحلال، حث كذلك على الإنفاق في الحلال وحرم كنز المال أو إنفاقه مراءاةً وزهواً وتكبراً.

فدوافع العمل أي السعي للكسب (طلب الدنيا) عند الناس كما بين الحديث الشريف تتراوح بين أمرين:

سعيٍ  في طاعة

وسعيٍ في معصية

فأما الطلب في الطاعة فأن يعمل الرجل لكسب قوته حتى لا يضطر لسؤال الناس فهو يريد أن يحفظ ماء وجهه ويقي نفسه ذل المسألة.

أو من أجل كسب نفقة عياله وهو من التكاليف التي أمره بها الشرع الحنيف وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب لذا كان عمله هذا واجباً.

أو من أجل تكثير ماله لإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف فهو عمل يتجلى فيه الشعور بالمسؤولية. والحرص على أداء حق الأخوة في الإسلام.

وهي دوافع يريدها الإسلام ويرضى عنها الرحمن لذا فقد كان ثوابها مميزاً, وعظيماً .......فالقمر ليلة البدر يكون في كامل ضيائه وبهائه. وهذا حال من نال رضوان الله ومحبتَه.  

 

أما طلب الدنيا في المعصية كما جاء في الحديث فهي أن يطلبها حلالا لكن لغاية محرمة

فجمع المال وتكثيره دون أن ينفقه يعتبر كنزا للمال وقد حرم الله كنز المال قال تعالى: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"

وكذلك جمع المال من أجل إنفاقه مراءاة للناس وزهواً وتكبراً عليهم فإنه حرام أيضا، وفاعله يبوء بغضب الله وبئس المصير.

اللهم اجعلنا من المنفقين بالمعروف ولا تجعلنا من البخلاء أو المرائين

آمين

 أحبّتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

آخر تعديل علىالسبت, 08 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع