الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - مَا أَكَلَ أَحَدٌ طعاما قط.....

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف

مَا أَكَلَ أَحَدٌ طعاما قط.....

 

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

روى البخاري في صحيحه:

 

"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ الْمِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَاماً قَطُّ خَيْراً مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ".

 

ورد في فتح الباري لابن حجر في شرح هذا الحديث:

 

قَوْلُهُ: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ)

زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ "مِنْ بَنِي آدَمَ".

قَوْله: (طَعَاماً قَطُّ خَيْراً مِنْ أَنْ يَأْكُل مِنْ عَمَلِ يَده)

 

فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ "خَيْرٌ" بِالرَّفْعِ وَهُوَ جَائِزٌ، وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ مِنْ "كَدِّ يَدَيْهِ" وَالْمُرَاد بِالْخَيْرِيَّةِ مَا يَسْتَلْزِمُ الْعَمَلَ بِالْيَدِ مِنْ الْغِنَى عَنْ النَّاس. وَلِابْنِ مَاجَهْ مِنْ طَرِيق عُمَر بْن سَعْد عَنْ خَالِد بْن مَعْدَان عَنْهُ "مَا كَسَبَ الرَّجُلُ أَطْيَبَ مِنْ عَمَل يَدَيْهِ" وَلِابْنِ الْمُنْذِر مِنْ هَذَا الْوَجْه "مَا أَكَلَ رَجُلٌ طَعَاماً قَطُّ أَحَلَّ مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ" وَفِي فَوَائِد هِشَام بْن عَمَّار عَنْ بَقِيَّة حَدَّثَنِي عُمَر بْن سَعْد بِهَذَا الْإِسْنَاد مِثْل حَدِيث الْبَاب وَزَادَ "مَنْ بَاتَ كَالّاً مِنْ عَمَلِهِ بَاتَ مَغْفُوراً لَهُ" انتهى

 

مستمعينا الكرام

 

لا شك أن كسب المال هو هَمُّ كلِّ إنسان فبدون المال لا يمكن للإنسان أن يحصل على حاجاته أساسية أو كمالية لأجل الحياة ....وقد عالج الإسلام مشكلة الكسب أو التملك بأن شرع أسباباً للتملك وهي محصورة في:

 

العمل

الإرث

الحاجة إلى المال لأجل الحياة

إعطاء الدولة من أموالها للرعية

الأموال التي يأخذها الأفراد دون مقابل مال أو جهد

 

والرسول الكريم في هذا الحديث الشريف يحث على السبب الأول من أسباب التملك وهو العمل وسواء أكان العمل باليد أو بالفكر فالمهم أن يعمل على كسب قوته بنفسه ولا يتكل على غيره, وسواء أكان العمل بالزراعة أو بالصناعة أو بالتجارة أو بالخدمات فكله عمل مقبول وممدوح بشرط أن يكون عملاً حلالاً ليكون الكسب حلالا طيبا. فقد حرم الإسلام الانتفاع بشيء محرم كالميتة والخمر فحرم العمل بصناعتها أو الاتجار بها, كما حرم الانتفاع بجهد محرم كالبغاء والرقص فحرم العمل بالبغاء والرقص وأمثالها.

 

والحديث الشريف إذ يمدح الذي يعمل بيده ويكسب من كدّه فإن ذلك ليعلم الناس النشاط والطموح, والحفاظ على العزة والكرامة وينهاهم عن الخمول والكسل وإراقة ماء الوجه بالاتكال على الآخرين في الحصول على المال ....

 

فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 

والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب إلى الجبل فيحتطب ثم يأتي به فيحمله على ظهره فيبيعه فيأكل، خيرٌ له من أن يسأل، ولأن يأخذ ترابا فيجعله في فيه خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه.

 

 مستمعينا الكرام

 

إن العمل عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله حيث يكسب ما يمكنه من الإنفاق على نفسه وعياله ويستغني عن الآخرين فيحفظ ماء وجهه وفوق ذلك فإنه يخدم أمته ومجتمعه فينال حب الله ورسوله.

 

اللهم ارزقنا حبك وحب رسولك واجمعنا معه يوم القيامة على حوضه الشريف ليسقينا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا  ....اللهم آمين

 

مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 26 نيسان/ابريل 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع