- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ طَعْمَ الإِيمَانِ، مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ". جامع الترمذي 2669
إن هذا الحديث الشريف من الأحاديث الكثيرة التي فيها أمارات ودلائل تدل على الإيمان الصادق الحقيقي وكيفية السلوك المتلازم مع الإيمان، فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يخبرنا بـأن هناك ثلاثة أمور إن أدركهن العبدُ واشتهر فيهن علم أن الإيمان قد وقر في قلبه وتجسد في نفسه، وهذه الأمور الثلاثة وهي: كونُ الحب لله والرسول مقدماً على كل شيء، وهذا الأمر وهو تقديم ما يحب على غيره وسواه مهما كانت المغريات فهذا الأمر ليس بسهل، ولكن إدراكه متحصل إن اجتهد المسلم وداوم عليه في كل شيء، فيصبح من السجايا التي يتحلى بها، والأمر الثاني هو إنشاء العلاقات بين المسلمين على أساس العقيدة ورابطة الإسلام القوية وأن يحافظ على الضابط الصحيح في العلاقة وهو الإسلام الذي جمع بينهم، وهذا الأمر أيضا ميسور وسهل لمن التزم به وداوم على وضع هذه الحدود القوية والروابط المتينة، والأمر الأخير وهو الندم وعدم العودة إلى الكفر بعد الإسلام والهداية، ويصبح المرء لا يكترث للعذابات والنقمات التي تحصل له مقابل الإيمان والإسلام الذي اهتدى له، وهذه الأمور الثلاثة تجعل المرء يشعر بقيمة الإسلام والإيمان في حياته، والنتيجة الطبيعية لهذه الأمور الشعور برضا الله عنه والتيقن بالجائزة الكبرى التي أعدها الله له في الآخرة.
فاللهَ نسألُ أن يجعلنا من الذين يتذوقون الإيمان وطعمه، وأن نكون من الذين يفوزون بالجائزة الكبرى بالبعد عن النار ودخول الجنة, فاللهم آمين.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح