الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث النبوي الشريف (1) - أحبّ الناس إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث النبوي الشريف (1)

أحبّ الناس إلى الله

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان, ونلتقي بكم في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث النبوي الشريف" ونبدأ بخير تحية وأزكى سلام, فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

 

عَنْ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُما، أَنَّ النَّبِيَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله أَنْفَعُهُمْ لِلّنَاسِ وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى الله سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً أَوْ تَقْضِيَ عَنْهُ دَيْناً أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي المُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِى هَذَا المَسْجِدِ شَهْرًا وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَه وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَه أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قَلْبَهُ رِضاً يَوْمَ القِيَامَةِ وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ المُسْلِمِ فِى حَاجَةٍ حَتَّى تَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزِلُّ الأَقْدَامُ وَإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ لَيُفْسِدُ العَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الخلُّ العَسَلَ». (أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج)

 

هذا الحديث النبوي الشريف يظهر مدى حرص الإسلام على تماسك وتعاضد وتعاون المجتمع المسلم, وفيه بيان لأمور كثيرة يرشدنا إليها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم منها:

 

  1. بين لنا عليه الصلاة والسلام أن أحب الناس إلى الله هم أنفعهم للناس, وقد فسر لنا هذا القول في حديث نبوي آخر: فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِم وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أقَوامًا اخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ». وقد رغبنا صلى الله عليه وسلم بصنع المعروف مع الناس فقال: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ وَالآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ». رواهُ الإمامُ ابنُ حِبّان.
  2. ثم ذكر عليه الصلاة والسلام ثلاثة أعمال, وصفها بأنها أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى الله؛ لأن من شأنها أن تُشيع روح المودة والمحبة, والسعادة والهناء في المجتمع المسلم, وذلك إن تعاون أفراده فيما بينهم, والتزموا بهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم, وهذه الأعمال هي:

                  أ‌- سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ.

 

                  ب‌- أَوْ تَقْضِيَ عَنْهُ دَيْناً.

 

                  ت‌- أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً.  

 

   3- ثم رغب عليه الصلاة والسلام قضاء حوائج الناس فقال: «أَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي المُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ في هَذَا المَسْجِدِ شَهْرًا». علما بأن الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم تفضل ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام, فما ظنكم بثواب الاعتكاف فيه لمدة شهر كامل؟! فبعضِ الأعمال التي قد تكونُ صغيرةً في أعيُنِ النَّاس, لكنَّ ثوابها عظيم عند اللهِ عزَّ وجلّ, كأنْ يسعى الإنسانُ في قضاء حاجةِ أخيهِ المسلم. أو يُعينه على قضائها. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ». متفق عليه.

 

وقد كانَ أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه يحلب لجيرانه الغنم! وحين تولّى الخلافةَ أي أصبح رئيساً للدَّولةِ قالت جارية منهم: "لن يحلب لنا أبو بكر الغنم بعد اليوم! "فقالَ أبو بكر: بلى، وإني لأرجو أن لا يُغيِّرني ما دخلتُ فيهِ عن شيءٍ كنتُ أفعلُهُ". سأظلُّ أحلبُ لكمُ الغنم. هكذا كانَ يفعل الصَّحابة الكرام رضيَ اللهُ عنهم!!

 

بل إنَّ الصَّحابةَ كانوا يعُدّونَ عدمَ توجُّهِ النَّاسِ إليهم لقضاءِ حاجاتِهم، سخطا ونقمة من اللهِ تعالى حلَّت بهم. يقول حكيمُ بنُ حِزام رضيَ اللهُ عنهُ: "ما أصبحتُ وليسَ على بابي صاحبُ حاجة إلا علمتُ أنَّها منَ المصائب!!".

 

بل أبلغُ من هذا، يقولُ ابنُ عباس رضيَ اللهُ عنهما: "ثلاثةٌ لا أُكافِئهم: رجلٌ بدأني بالسَّلام، ورجلٌ وسَّع لي في المجلس، ورجلٌ اغبرَّت قدماهُ في المشيِ إليَّ إرادةَ التَّسليمِ عليَّ. أما الرّابع فلا يُكافئه عني إلا الله تعالى. وهو رجل أعظم من أولئك الثلاثة. قالوا: ومن هو؟ قال: رجلٌ نزلَ بهِ أمر، فباتَ ليلتَهُ يُفكِّرُ بمن يُنْزِلُهُ, ثمَّ رآني أهلاً لحاجتِهِ فأنزَلها بي". أرادني أنْ أنالَ الأجرَ العظيم عند اللهِ عزَّ وجلّ. وهذا من نِعَمِ اللهِ عزَّ وجلّ على عبادهِ.

  1. وفي نهاية الحديث الشريف أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أمور على شكل برقيات أو رسائل قصيرة فقال:

         أ‌- «مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَه».

         ب‌- «وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَه أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قَلْبَهُ رِضًا يَوْمَ القِيَامَةِ».

         ت‌- «إنَّ سُوءَ الخُلُقِ لَيُفْسِدُ العَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الخلُّ العَسَلَ».

 

أحبّتنا الكرام: نَشكُرُكُم، عَلى مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ محمد أحمد النادي - ولاية الأردن

آخر تعديل علىالسبت, 24 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع