- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
لقد طال إعسار الأمة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ». رواه الترمذي برقم 1306.
أيّها الأحبة الكرام:
إن الإعسار كما يحصل في الدنيا يحصل أيضا في الآخرة، ولكن شتان بين إعسار وإعسار، ففي الدنيا يستطيع الإنسان أن يصبر على الفقر وعلى قلة المال، ويستطيع أن يتحمل هموم الرزق، ولكن في الآخرة الأمر أشدّ صعوبة وأمر وأنكى، فالجميع يحتاج إلى رحمة الله سبحانه، الجميع يحتاج إلى ظل عرش الرحمن، ويكفي أن تكون قد أنظرت معسرا في الدنيا لتنال شرف أن يظلك الله تحت ظل عرشه سبحانه في هذا الكرب العظيم يوم لا ظل إلا ظله.
أيها المسلمون:
لقد طال ليل الأمة وهي تنتظر من يُنظرها؛ بل من يرفع عنها عسرها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، لقد طال عسر الأمة وهي تترقب من يأخذ بيدها إلى بر الأمان وتطبيق أحكام الإسلام عليها، لقد طال عسر الأمة وهي تترقب حياة كريمة بلا فقر وبلا جهل وعوز وبلا ذل وبلا هم وغم، لقد وقعت الأمة بسبب حكامها في عسر بعد عسر وفي كرب بعد كرب، بعد أن باع حكامها البلاد بما فيها من خيرات لأعدائها، بعد أن باعوا نفطها وثرواتها، بعد أن باعوا الخلجان والموانئ والأنهار، بعد أن باعوا الغاز والذهب، وباعوا المؤسسات والمدارس والجامعات، نعم؛ باعوا كل شيء حتى أنهم باعوا تاريخها وحضاراتها وانتصاراتها، فكيف بعد ذلك لا يكون التاريخ مزيّفا؟ وكيف لا تكون الأمة فقيرة معسرة؟ ومن يرفع عنها عسرها ويعيد لها المفقودات إلا خليفة عادل يستحق بجدارة أن يستظل تحت عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم