- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
القرآن يشفع لأصحابه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِه». رواه مسلم برقم 804.
أيّها المستمعون الكرام:
إن للقرآن الكريم منزلة عظيمة في حياة الأمة، فهو كلام الله سبحانه الذي تعمر به القلوب، وتشتد به السواعد، وتتفتح به العقول وترتفع به النفوس، فهو بمثابة الروح من الجسد بالنسبة للمسلم، فلا زاد إلا به ولا سعادة إلا بتلاوته وبتطبيقه، ولما التزم به سلفنا الصالح عزّوا وسادوا وسعدوا وفازوا، ولما تخلى عنه المسلمون اليوم أصبح حالهم يغني عن وصفهم.
أيها المسلمون:
وفي هذا الحديث دعوة لقراءة القرآن لما في ذلك من الفضل العظيم، وأي فضل أعظم من أن يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأصحابه؟ نعم يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، ولكن من هم أصحابه؟ هل هم الذين يقرؤونه فقط؟ وهل يمكن أن يشفع القرآن لمن يقرؤه ولا يطبق أحكامه؟ أيكون القرآن شفيعا لمن يمر على آيات الصلاة والزكاة يقرؤها وهو لا يصلي؟ أيكون القرآن شفيعا لمن يقرؤه فقط؟ إن الجواب في حديث آخر للرسول صلى الله عليه وسلم حيث قيّد فيه قراءة القرآن بالعمل به بقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ ...» فأين من يدعون اليوم لقراءته وهم يمرون عن آيات الحكم بما أنزل الله وهي معطلة؟ كيف يقرؤون (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) وهم في الجاهلية الثانية يغرقون ولا يعملون لتغييرها؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم