- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب لا تزال طائفة من أمتي
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب لا تزال طائفة من أمتي"
حدثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد قالوا: حدثنا حماد وهو بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".
أيها الأحبّة الكرام:
هذا طلب بصيغة الإخبار من رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن يكون في الأمة طائفة ظاهرة على الحق، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تبقى على الحق، لا تزيغ عنه ولا تتنكب، وإن تخاذل بعض الناس وإن غيروا وبدلوا، وإن خطف بريق الحكم أبصارهم، وإن أعمى المال العيون، وإن غرّت الدنيا بزيف جمالها أصحاب النفوس الضعيفة، فهاموا فيها على وجوههم يطلبونها في الليل والنهار، لا يعرفون لحياتهم طعما غير طعم الشقاء الذي يعانون، والمذلة التي يرجون،.. كلا إنها حياة الهوان التي لم يرضها لنا رب العالمين، وحذرنا منها ومن هذه المعيشة الضنك، "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولكن أكثر الناس لا يفقهون، ولكن أكثر الناس لا يتفكرون.
أيها المسلمون:
إن فيكم طائفةً ظاهرة على الحق، تعيش بينكم، ترجو من الله أن يمنّ عليها بنصره وتمكينه، تفقّهت في واقع الأمة المُعاش والضنك الذي وقعت فيه، وتفقهت في أحكام الله ودينه القويم، وبدأت العمل بكل ما أوتيت من قوة ووعي لتغيير هذا الواقع الضنك، لترفع عن الأمة ما رفعه الرسول– صلى الله عليه وسلم- من كفر الجاهلية، من قتل ونهب، وربا وزنى، وخمور وفجور.
أيها المسلمون:
وكما حارب أعداء الدين رسولكم الكريم -صلى الله عليه وسلم-، بكل جبروت وبكل ما وقع بأيديهم من سلاح، وكما عاش عليه الصلاة والسلام مُحارَبا بين أهله، فحزب التحرير يعيش هذا الواقع اليوم، فالحرب عليه بالسر والعلن، فقد استطاع الغرب الكافر أن يجنّد جنودا من أبناء هذه الأمة ومن خارجها، ليشوهوا هذه الفكرة التي يطرحها بقوة وهي: عودة الإسلام في كل بلاد المسلمين بعد توحيدها في دولة واحدة، فلا حدود ولا سدود، ولا نقاط تفتيش، أو قل عصابات وقطّاع طرق، ما حدا ببعض المضبوعين بالثقافة الغربية من أبناء هذه الأمة الكريمة، والذين ألفوا العيش في ظلام الرأسمالية العفن، أن يرفضوا هذه الفكرة، بل إن بعض من ينتسبون إلى الحركات الإسلامية التي قامت على أساس عودة الإسلام والتي وصلت إلى سدة الحكم، حاربت فكرة عودة الإسلام ونظام الخلافة، ولا غرو في ذلك، فشعاع النور في هذه الطائفة الظاهرة على الحق، منعهم من النظر، فمن يخرج من الظلام إلى النور لا يستطيع فتح عينيه دفعة واحدة. لذلك سنبقى وستبقى هذه الطائفة بنص حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- نبين للناس وللأمة بكل مكوناتها، هذه الفكرة، وهذا الحق، حتى تفتح عيونها وحتى يقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا.
أحبّتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم