المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 14 من شوال 1440هـ | رقم الإصدار: 1440هـ / 034 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 17 حزيران/يونيو 2019 م |
بيان صحفي
وكأنّ لبنان كان في أحسن حال وحال، قبل نزوح الآلاف من النّساء والأطفال!
أكثر من 25 ألف نازح من سوريا يعيشون في نحو 1400 غرفة إسمنتيّة في أحد المخيّمات الحدوديّة الواقعة في منطقة عرسال والّتي تحوي قرابة 126 مخيماً يقطنها نحو 60 ألف لاجئ من سوريا.
وفي العاشر من أيار/مايو الماضي صدر قرار عن المجلس الأعلى للدّفاع بضرورة هدم الهياكل الإسمنتيّة في مخيّمات اللاجئين على أن يتمّ تسليم كلّ عائلة خيمة قماشيّة ولوائح خشبيّة خلال 24 ساعة من هدم غرفهم الإسمنتيّة، غير أنّ هذا الأمر لم يتمّ.
آلاف اللاجئين يعيشون في العراء في منطقة عرسال اللبنانيّة ولكن هذه المرّة ليس بفعل الكوارث الطبيعيّة من فياضانات وعواصف هوائيّة، وليس بفعل الحرائق الدائميّة بسبب فقدان وسائل الأمان والحماية، بل بفعل انعدام الإنسانيّة في القوانين المعمول بها على الأراضي اللبنانيّة من جهة، ومن جهة أخرى انعدام الإنسانيّة في الخطابات العنصريّة وإثارة النّعرات والأحقاد الرافضة للتوطين، وكأنّ حائط الإسمنت الّذي يقي من الثلوج وسيول الأمطار في منطقة جرديّة سيحُول دون عودة من سُلب بيته وأرضه ورزقه! وكأن حائط الإسمنت هذا وإن كان بدون كرامة يُعتبر موطناً يسعى المرء للعيش فيه طوال عمره!!
أكثر من مليون لاجئ يعيشون تجاذبات كافّة الأطراف السياسيّة المتنوّعة في لبنان، أصحاب المصالح الشّخصيّة والحزبيّة والطائفيّة. أكثر من مليون لاجئ يُعتبرون ملفا من مجموعة ملفات خلافيّة أخرى يُلقى على طاولة المفاوضات ليصبح لعبة يريد كل طرف أن يلعبها بما يخدم مصالحه ليزيد من تحسين شروطه في الحلّ السّياسي المزمع عرضه وتنفيذه عند كلّ جلسة وزاريّة أو جلسة نيابيّة. أكثر من مليون لاجئ يترنّحون بين خطابين هم لازمَان في الأوضاع الرّاهنة حسب هؤلاء السّياسيين حتّى لا تتفلت الأمور الأمنيّة أو حتّى لا ينقسم البلد. فنسمع الخطاب الأخلاقي والإنساني لأنّه ضروري ويجدر التّمسّك به، مقابل الخطاب الشعبوي الّذي يُحمّل الّلاجئين كلّ المسؤوليّة عن التّدهور الحاصل في الاقتصاد اللبناني وسوق العمل والمستوى المعيشي المتدهور. حتّى أصبح النّازح والفارّ من بطش طاغية الشّام هو المسؤول عن البطالة وتكبيد الخزينة اللبنانيّة خسائر فادحة، وهو المسبّب للتّلوّث البيئي وانقطاع الكهرباء الدّائم، وكأنّ لبنان كان في أحسن حالٍ وحال!
يا أهل لبنان، لا تكونوا كالصّم البكم العمي فتتحوّلوا إلى لعبة من لُعب المسؤولين الفاسدين الكثيرة وطريقتهم التقليديّة في رمي المسؤوليات طوال سنوات حكمهم الجائر، حيث يتقاذفون مسؤوليّاتهم للتّنصّل منها ولا سيّما وأنّهم في مراكز القرار والمسؤوليّة والمحاسَب عن التّقصير هم وليس المستضعفين والّلاجئين والمشرّدين والهاربين من القتل لتنال منهم هذه العنصريّة المقيتة الّتي تغلغلت في نفوس سياسيي لبنان المريضة والحاقدة. قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
أيها المسلمون في لبنان: اعلموا أن الرزق بيد الله وحده، وما نعيشه من ضائقة اقتصادية ومعيشية هو بسبب غياب شرع الله عن الحكم وتوزيع الثروات على مجموعة من الفاسدين الذين يعتاشون على سرقة جيوب الناس، واعلموا أن شرع ربنا يوجب علينا أن نقف مع إخواننا النازحين من أهل سوريا، فهم إخواننا في الدين، يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ فلا تجعلوا لهذه الحدود التي مزقت بلاد المسلمين إلى دويلات، لا تجعلوها سببا في ظلم إخوانكم من أهل سوريا ولا تكونوا عونا للظالمين على إخوانكم. واعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لتحكيم شرع الله ليسود العدل ويرفع الظلم عن المظلوم، ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.domainnomeaning.com/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@domainnomeaning.com |