المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 13 من رجب 1440هـ | رقم الإصدار: 1440هـ / 026 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 20 آذار/مارس 2019 م |
بيان صحفي
أعداد متزايدة ليست بجديدة ولكنها ضرورة حتمية لمزايدات مالية
قبل مؤتمر بروكسل للمانحين من أجل سوريا
دخلت الحرب الوحشية الدائرة في سوريا ضد المدنيين في 15 آذار/مارس عامها التاسع. وقد أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص وفق التقارير الدولية الصادرة، هذا وقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ما يصل إلى 19800 طفل منذ عام 2011. ويقدر عدد الأطفال الذين بحاجة ماسة إلى المساعدة حوالي 8.6 مليون طفل، وأكثر من ستة ملايين طفل هم الآن إما نازحون أو يعيشون كلاجئين، ونحو 2,5 مليون منهم خارج مقاعد الدراسة، هذا ويتعرض أكثر من 3 ملايين طفل لخطر الألغام إذ سُجل حوالي 40% ممن قتلتهم الألغام هم من الأطفال.
وها هي الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية التابعة لها ما زالت تدق ناقوس الخطر وتحذر من مخاطر هذه الحرب الدائرة وخصوصاً على الأطفال. ففي 11 آذار/مارس الحالي قال صندوق الأمم المتحدة الدولي للطوارئ (اليونيسيف) "إن عدد الأطفال الذين قتلوا في سوريا العام الماضي أي عام 2018 كانوا أكثر من أي سنة أخرى حتى الآن، حيث قتل ما لا يقل عن 1106 أطفال في عام 2018 نتيجة للقتال في سوريا". هذا وقد صدر بيان مماثل عند بداية عام 2018 من ممثل اليونيسيف في سوريا بعنوان "بداية دامية لسنة جديدة في سوريا، أكثر من 30 طفلاً يُقتل في الأسبوعين الأولين من عام 2018". وكانت قد أظهرت تقارير سابقة أيضاً أن الأطفال يتحملون وعلى نحو متزايد تبعات الحرب في سوريا إذ شكلوا نحو 23% من الضحايا المدنيين في عام 2016. كما سجلت الأمم المتحدة بين عامي 2016 و2018 مقتل نحو 2500 طفل، حيث قال المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وقت سابق "إنها حرب على الأطفال، آلاف الأطفال قتلوا ولا يزالون يقتلون".
أعداد متزايدة ليست بجديدة بل وليست بغريبة في ظل هذه الحرب المستمرة دون هوادة وبشكل وحشي على المدنيين كافة وخاصة الأطفال منهم، إذ يعتبرها البعض نتيجة حتمية كغيرها من الحروب التي تقع.
ثماني سنوات وما زالت التقارير نفسها والتحذيرات المتكررة تصدر من هذه المنظمات مع اختلاف بنسب الأرقام عند كل عام بمعدلات تنذر بالخطر الشديد مع استمرار ازدياد عدد الوفيات بين الأطفال...
أرقام تُستخدم للمزايدات المالية، إذ أصدرت الأمم المتحدة هذا البيان قبل أيام من عقد مؤتمر بروكسل للمانحين لدعم مستقبل سوريا والمنطقة والذي عُقد يوم الخميس 14 آذار/مارس الحالي، حيث كانت المساهمات أقل من المتوقعات وفق ما قاله ممثل الأمم المتحدة "طلبنا 9 مليارات دولار فيما بلغ إجمالي التعهدات 6 مليارات دولار فقط" إذ حددت الأمم المتحدة الاحتياجات المالية لسنة 2019 بنحو 5,5 مليار دولار لمساعدة حوالي 5,6 مليون لاجئ سوري خارج بلادهم، في حين قدّرت أنها تحتاج إلى 3,3 مليار دولار للنازحين داخل البلاد!!
أرقام مالية هائلة تزداد كلما تتزايد أرقام الوفيات باستمرار، لنسأل: هل يتم صرفها على المحتاجين واللاجئين كما خُطط لها؟! وهل غيرت من حال الأطفال الذين يموتون جراء آلة الحرب الهمجية الدولية؟!
دول استعمارية تقوم على نهب الثروات وتهدف إلى تجويع الناس وهم أبعد ما يكونون عن حروف الإنسانية التي يتشدقون بها، تقدم أموالاً طائلة لمنظمات هي أدوات هذه الدول الكبرى الاستعمارية لتنفيذ سياساتها في العالم!! يقتلون أطفالنا ثم يتباكون عليهم ويذرفون دموع التماسيح لينهبوا ويستمروا في ترسيخ سيطرتهم بل سطوتهم على البلاد الإسلامية بل على العالم أجمع.
فكما للباطل جولة فإن للحق صولات وجولات وسيعم الأمن والأمان وينعم أطفال المسلمين بالهناءة والاطمئنان وسيعيشون طفولتهم في ظل عدل الإسلام، وما ذلك ببعيد فهو وعد رب العالمين بأن العاقبة للمتقين.
أيها المسلمون! اعلموا أن رفع معاناة البشرية جمعاء وليس الأطفال فقط لن تكون إلا ببيعة شرعية لخليفة للحكم بما أنزل الله واستئناف الحياة الإسلامية بخلافةٍ راشدة ثانية على منهاج النبوة، فهي ستكف أيدي العابثين في أمننا وأماننا وستوقف معاناتنا ومعاناة أطفالنا، وستشفي صدورنا وتعيد الفرحة إلى قلوبنا وتعيد معها عزتنا ومكانتنا المرموقة بين الأمم، فلا ننتظر أموالهم، والتي ستكون حسرة عليهم لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.domainnomeaning.com/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@domainnomeaning.com |
1 تعليق
-
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وفي جهودكم