المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 23 من جمادى الأولى 1440هـ | رقم الإصدار: 1440هـ / 014 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 29 كانون الثاني/يناير 2019 م |
بيان صحفي
إلى القيّمين على "المؤشر العالمي للفتوى"
عاجلوا بالتوبة قبل فوات الآوان!
في خضم المعركة المصيرية التي تخوضها الأمة بشبابها وشاباتها ورجالها ونسائها بل وأطفالها الشهداء الذين قضوا نحبهم نتيجة السياسات الإجرامية لفرعون العصر أمريكا، ومن سار في تنفيذ مخططاتها من حكام المسلمين الذين أمعنوا في المسلمين تقتيلا وتهجيرا وتجويعا بل وقصفا بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، هذا فضلا عن صواريخ توما هوك كروز العابرة للمحيطات والبحار من بحر قزوين إلى البحر المتوسط إلى البحر الأحمر إلى بحر العرب، بل أضف على ذلك طائرات الدرون التي تصول وتجول في سماء باكستان واليمن والصومال وأفغانستان...
في هذا الخضم كله تأبى شرذمة من بعض رجالات الأزهر إلا اللحاق بركب معسكر الإجرام الأمريكي الفرعوني، فتسخّر منابر الأزهر الشريف - الذي لطالما كان قلعة من قلاع الإسلام وحصنا يلوذ به المسلمون في التصدي لمخططات المستعمرين ومكرهم المتواصل - لنشر السموم العقدية والضلالات الفكرية التي تستهدف مسخ عقيدة المسلمين وتحويلها إلى عقيدة شوهاء لا تختلف عن عقائد ملل الكفر بشيء، بل تشاركها في التسبيح بحمد فرعون العصر أمريكا وتمجيده، وصولا إلى وصم كل من تسول له نفسه الصدع بعقيدة التوحيد القائمة على شهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وصمه بـ(الإرهاب) وأنه من الفرقة المارقة التي تنغص على المستعمر الأمريكي عيشه، وتعده من الساعين في الأرض الفساد! أما ما تنشره أمريكا من فساد وإفساد وإجرام فهذا، بنظر "المؤشر العالمي للفتوى" التابع لدار الإفتاء المصرية، عمل خير وإصلاح ذات البين! ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾.
وآخر ذلك ما نشره المؤشر المذكور من الرد على المواقف العقدية التي تصدع بحكم الله في مفهوم الوطنية النجسة المستوردة من الحضارة الغربية، فيستنكر (المؤشر) موقف حزب التحرير، ومعه حركات إسلامية عدة، الرافض لصنم الوطنية المستوردة، بل ومما احتج به المؤشر أن حزب التحرير يرى أن "العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة ودار الإسلام هي البلاد التي تُطبق فيها أحكام الإسلام".
وهذا ما يناقض أركان الديانة الوطنية التي يجهد الغرب المستعمر منذ قرابة قرنين في فرضها والترويج لمفاهيمها المسمومة، مستعينا في ذلك بالبعض ممن يتزيّى بزي العلماء والمحسوب عليهم، نعم العلماء الذين يفترض بهم أن يكونوا ورثة الأنبياء فيكونوا في طليعة الأمة يقودونها للتصدي للحملات الاستعمارية التي تتتالى أمواجاً فوق أمواج كأمواج البحر تستهدف النيل من هذا الدين العظيم ومن وحدة الأمة الإسلامية، لتمعن فيها تقسيما وتجزئة وتفريقا، متخذة من العصبية الوطنية سلّما لإثارة الأحقاد والضغائن بين المسلمين بل ولحضهم على سفك دماء بعضهم بأيديهم، كما جرى للصياد من غزة الذي انحرف به قاربه في البحر وهو يسعى طلبا للرزق فارتكب جريمة تخطي حدود الصنم الوطني المصري المزعوم، فقام الجندي المصري بإطلاق النار عليه وقتله.. فهذا هو الوثن الوطني الذي ينعق "المؤشر العالمي للفتوى" بالذود عنه، ويتصدى لمواقف المسلمين المطالبين بالاعتصام بالعقيدة الإسلامية، فقد ختم بيانه بالقول "وفي النهاية أكد المؤشر على أهمية دور المؤسسات الوطنية والدينية في خدمة أوطانها ودعم جهودها في مختلف المجالات، بما يحقق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار للبلاد والعباد". فهو يزعم الحرص الكاذب على الأمن والاستقرار، ولو كان صادقا لجهر باستنكاره لجرائم طاغية مصر السيسي الذي سفك الدم الحرام في ميادين مصر وشوارعها، ولا يزال يعتقل عشرات الآلاف من أبناء مصر بغير وجه حق، بينما يسارع في موادّة يهود والأمريكان.
إن أعظم ما يبتلى به الإسلام، ويبتلى به أهله وأتباعه، أن يذوب الحد الفاصل بين الإسلام والكفر، وبين الحق والباطل، وبين سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين... فعندها يضيع الدين وتنقض عراه عروة عروة.. كما قال عمر رضي الله عنه: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية".
من أجل هذا قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأنعام: 55].
فوضوح الكفر والشر والإجرام وسفوره ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح... واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات؛ ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف المجرمين وفي سبيلهم ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين وفي سبيلهم، ولا بد من وضوح الألوان والخطوط. وقد حذرنا الحق سبحانه من اتباع سنن النصارى واليهود، فنهى عن طاعة العلماء المتاجرين بالدين فيحلون الحرام ويحرمون الحلال: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
ومع هذا فإننا نختم بدعوة القيمين على "المؤشر العالمي للفتوى" التابع لدار الإفتاء المصرية، أن يسارعوا بالتوبة إلى الله وينحازوا إلى صف الأمة فينالوا شرف "وراثة الأنبياء" حين يصدعون بكلمة الحق، فهذا أحب إلينا وهذا ما يفرضه الله سبحانه ورسوله r، أما إن كانوا من عصابة المخابرات الأجنبية فنحذرهم من غضب الله في الدنيا والآخرة، ونبشرهم بأن وعد الله هو الحق ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾.
﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْد حِين﴾
الدكتور عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@domainnomeaning.com |
1 تعليق
-
بارك الله جهودكم أستاذنا الفاضل وبارك
وأعلى صوتكم وسدد سهمكم ونصر بكم