المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 29 من رمــضان المبارك 1438هـ | رقم الإصدار: 1438هـ / 051 |
التاريخ الميلادي | السبت, 24 حزيران/يونيو 2017 م |
بيان صحفي
المغرب: الحسيمة درس في الكفاحية
تتصاعد احتجاجات الأهالي في المغرب وتحديدا في الحسيمة وما جاورها بعزيمة لافتة للنظر لأكثر من سبعة أشهر، ولكنها في هذه الأيام أخذت شكلا أكثر كفاحية وشعبية إثر الكلمة التي قالها ناصر الزفزافي ردا على خطيب يتهم الحراك بإثارة الفتنة. إن النظام في المغرب شأنه شأن الأنظمة العربية يتصور أن الحل هو في مزيد من الشراسة والقمع؛ لذلك فقد بادر باعتقال قيادات في الحراك ومن بينهم ناصر الزفزافي فتعاظمت الاحتجاجات، ولكن بكثير من الحكمة إذ نفى القائمون عليها والمشاركون فيها النزعة الطائفية والانفصالية. وكسبت هذه التحركات سمعة طيبة عند عامة الناس في الداخل والخارج وضمنت التأييد التلقائي، من ذلك مثلا المسيرات التي شهدتها كثير من الدول الأوروبية، وكذلك المسيرة الحاشدة التي نظمت في الرباط يوم الأحد 11 حزيران/يونيو 2017 وكانت شعاراتها ضد "المخزن" أي القصر الملكي.
لم يكن مقتل محسن فكري إلا شرارة انطلقت لتشعل من جديد روح الكفاحية الكامنة بالريف بعيدا عن كل تأطير تتحكم فيه الدولة سواء أكان حزبياً أم نقابياً أم "جمعوياً"... ثم تبعتهم مجموعة من المدن المغربية ليعبروا عما في صدورهم منذ أمد بعيد من الإحساس بالظلم والفقر والقهر و"الحكرة" أي الاحتقار... ففي التعليم مثلا وصل الأمر إلى المنحدر حتى لقد قيل تندرا إنه تلزمه معجزة لإصلاحه، وفي الرعاية الصحية وصل الأمر حد المعاناة اليومية... والبطالة تفاقمت ونتج عنها مآس لا تحصى... وقد جاء تقرير البنك الدولي الأخير الذي نشرته صحيفة الـL'Economiste في نيسان/أبريل 2017، بأرقام تؤكد هزال الوضع الاقتصادي على كافة الأصعدة.
هذه التحركات أيضا تفسر سبب النسبة العالية للممتنعين عن المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة باعتبار أن اللعبة الديمقراطية لم تعد تنطلي على الناس، وهذه التحركات هي أيضا التقاط لأنفاس ثورة 20 شباط/فبراير 2011 التي حصل الالتفاف عليها بإصلاحات وهمية وصفقات مصلحية عقدت مع بعض التيارات السياسية ولكن أثرها ظل مكتوما في الصدور.
إن تحركات الشارع في المغرب دائما ما تكون عارمة وهي الأوسع والأكثر اكتساحا في البلاد العربية مناصرة لقضايا الأمة وردا على العدوان عليها، حيث يذكر الجميع ذلك عند العدوان الصليبي على العراق، وعدوان كيان يهود الغاصب على أهلنا في فلسطين... والمطلوب اليوم هو أن تكون هذه التحركات الآتية من وجع الناس وإحساسهم بالقهر منضبطة بأحكام الإسلام الحنيف، وبلا دعوات انفصالية، وليست مستندة إلى أي جهة مشبوهة ودون الخروج عن السلمية الكفاحية ولاسترجاع ما اغتصبه الحكام ومن ورائهم الغرب ألا وهو الحكم بالإسلام، ولا حكم بالإسلام إلا في دولة، وهذه الدولة حصرا وقصرا وفق الأحكام الشرعية وهي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ﴾
رضا بلحاج
عضو المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@domainnomeaning.com |