المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 4 من محرم 1438هـ | رقم الإصدار: 1438هـ / 003 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 05 تشرين الأول/أكتوبر 2016 م |
بيان صحفي
الأمم المتّحدة تعلن من جهة عن مجاعة تهدّد 5 مليون صومالي
ومن جهة أخرى تنظّم عودة قسريّة للّاجئين!
تُجرِي كينيا بتنسيق مع الأمم المتّحدة إجراءات إخلاء مخيم "داداب" للاجئين الذي يضمّ أكثر من 350,000 شخص ويعدّ أكبر مخيّم للّاجئين في العالم. وقد رضي النّاس بالحياة في هذا المخيّم سيئ الذكر لعقود بالرغم مما ارتبط به من انتشار للكوليرا وحالات اغتصاب للاجئات وشبه انعدام للمرافق وندرة المدارس وسوء الرعاية... صبروا عليه ليفروا بأرواحهم وأرواح أولادهم من الحرب والمجاعة التي لاحقت الصومال خلال ربع قرن من الزمان. لم تكن الحياة يوما مريحة ولا آمنة في مخيّم "داداب" ولكنّ العودة لم تكن خياراً لمعظم سكانه.
تنفذ الأمم المتحدة إجراءات إخلاء المخيم بالرغم من تأكيد مفوّضية الأمم المتّحدة للّاجئين في 14 نيسان/أبريل 2015 أنّ إغلاق داداب بشكل مفاجئ وإجبار اللاجئين على العودة إلى الصومال عمليّة شديدة الخطورة، وستكون لها تبعات إنسانية، ذلك أنّ الصومال تعاني من أزمة غذائية نتيجة التغير المناخي وندرة الأمطار. وقد تراجع حجم المنتجات الزراعية إلى أكثر من النصف خلال ستة أشهر، كما فقد المزارعون عددا كبيرا من ماشيتهم. ويذكر أنّ وكالات الإغاثة قد أطلقت، في كانون الثاني/يناير الماضي، نداء لجمع 880 مليون دولار لتحسن بها الأوضاع الإنسانية. وسبق أن صرّح منسّق الأمم المتحدة في الصّومال بيتر لوكليرك، أنّ "تمويل برنامج إغاثة الصومال لم يبلغ إلاّ نسبة 32 % من أهدافه".
وفي خضم أعمال إخلاء مخيم داداب وتنفيذ برنامج عودة قسرية (يروج لها إعلاميا على أنها عودة طوعية يوافق فيها اللاجئون على العودة مقابل حافز مالي) كشفت الأمم المتّحدة فى تقرير لها في نهاية الشهر الماضي أنّ نحو 5 ملايين شخص يعانون من نقص الغذاء في الصومال بسبب ندرة الأمطار وأضاف التقرير أنّ 300 ألف طفل، أعمارهم أقل من 5 أعوام، يعانون من سوء تغذية حاد، ويحتاجون إلى مساعدة. وأصدر هذا التقرير بالتزامن مع الذّكرى الخامسة لمجاعة الصّومال 2011-2012 والتي قضى فيها أكثر من ربع مليون شخص بالرغم من الإنذارات المبكرة التي لم يستجب لها المجتمع الدولي الذي يندد ويشجب وينشر التقارير ثم يتباكى على ويلات المنكوبين.
وها هي الأمم المتحدة تطلق صفارات الإنذار من جهة وتحذر العالم من خطورة الوضع في الصومال، ومن جهة أخرى تنسق مع كينيا لإعادة اللاجئين بمعدل ألف شخص يوميا (الفورن بوليسي 2016/9/26)؛ تعيدهم إلى مجاعة في بعض المناطق ونسبة بطالة تصل إلى %67 في المئة وتعتبر من بين الأعلى في العالم واقتصاد محلي يعتمد على التحويلات الخارجية من أبناء الصومال المقيمين في الخارج، تعيدهم لمشاكل التضخم وانعدام المرافق وانهيار المؤسسات الذي نتج عن ربع قرن من الحروب والقلاقل الداخلية والغزو الأمريكي وتدخل القوات الإثيوبية والكينية.
إن العالم يعيد التغافل عن سياسة الموت البطيء التي تنتهجها المؤسسات الأممية التي عملت على التدمير الممنهج لقطاع الزراعة وحولت الصومال من بلد مكتفية ذاتيا إلى دولة معتمدة على الدعم الخارجي وغوث من لا يخاف فيهم ولا في أطفالهم إلا ولا ذمة. إن التدخل الأجنبي في الصومال لم يخلف سوى أرض بوارٍ وفراغٍ سياسي وعبثٍ وأسلحة تتدفق على البلاد ليضطر الناس إلى الهجرة غير الشرعية بعد أن ضاقت بهم مخيمات الذل والهوان. حسبنا الله ونعم الوكيل.
﴿وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾
القسم النسائي
في المكتب المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.domainnomeaning.com/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@domainnomeaning.com |
4 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم الطيبة
-
جزاكم الله خيرا
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم
-
حسبنا الله ونعم الوكيل