الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ماليزيا

التاريخ الهجري    22 من جمادى الثانية 1440هـ رقم الإصدار: ح.ت.م./ب.ص. 1440 / 05
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019 م

 

بيان صحفي

 

إساءات موجهة لرسولنا الكريم e: فماذا يجب أن يكون ردنا؟

 

(مترجم)

 

منذ إسقاط الخلافة العثمانية، والعالم ينضح بالعداء ضد الإسلام والمسلمين. ومن المذابح الجماعية للمسلمين، إلى القتل والتعذيب والوصم بـ(الإرهاب)، وحتى الإساءات الموجهة ضد الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، كل ذلك أصبح أمرا "عاديا" في العديد من دول العالم. أما الإساءات التي تطال سيدنا محمداً عليه أفضل الصلوات والتسليم والتي يمكن مشاهدتها في الغرب انتشرت الآن إلى البلاد الإسلامية ومن ضمنها ماليزيا!

 

ففي 2019/2/17، صُدم الماليزيون بمنشور من أحد حسابات الفيسبوك تحت اسم فو سينغ واي ينشر رسما كاريكاتيريا عن الرسول e وعائشة رضي الله عنها بشكل مهين جدا مع كلمات وقحة. ومنذ نشره كان هنالك أكثر من 400 تقرير من الشرطة حول البلاد. أما الشخص المتورط فقد تم احتجازه ثم الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام مما صعَّد من غضب المسلمين. وبهذا الخصوص، فإننا ندعو الشرطة للنظر في هذه القضية بجدية من خلال الروح الإسلامية والعقيدة وأحكام الشريعة، آخذين بعين الاعتبار أن الذي أسيء إليه هو رسولكم عليه الصلوات والتسليم، الذي ستحتاجون شفاعته يوم المحشر!

 

وإننا في حزب التحرير/ ماليزيا وبدون أي مساومات وبكل وضوح وصراحة ندين أي شكل من أشكال الإساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من أي شخص أو مجموعة. ونأسف أن الوزير المسؤول عن الدين لا يرى أن الأمر بالغ الخطورة والجدية وأنه ببساطة يدعو جميع الأطراف إلى التعقّل وتفهّم الأديان الأخرى في هذه القضية! فأي رد فعل هذا؟! كما أننا نأسف أنه لا يوجد أي فتوى من المفتين ولا حتى أي إدانة بسيطة من السلطات الدينية بما يتعلق بهذه الإساءة! فلتتذكروا أيها المفتون ورجال السلطات الدينية أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسولنا وشرفنا، وأن أي إساءة له صلى الله عليه وسلم هي إهانة لنا ولشرفنا. فكيف يمكنكم مشاهدة الإساءة هكذا ببساطة دون فعل أي شيء؟! كيف يمكنكم إطباق الصمت في الوقت الذي قامت فيه الأمة الكريمة بإعلاء أصواتها والوقوف دفاعا عن شرفنا؟!

 

ونود أن نذكر أولئك الذين يهاجمون ديننا ويهاجمون رسولنا صلى الله عليه وسلم أن هجومكم بالنهاية سيبوء بالفشل. فكلما هجمتم على نبينا الكريم أكثر ستزداد قوة المؤمنين أكثر، وستؤدي إلى زيادة أعداد غير المسلمين الذين يعتنقون الإسلام كما نرى حول العالم، خصوصا في الغرب. وكما نرغب بتذكيركم أن الذي يسيء لرسولنا حسب أحكام ديننا الإسلامي، فإن عقوبته هي الموت كما ورد في أحاديث عدة منها: «عن ابن عباس رضي الله عنه: أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏وَتَقَعُ فِيهِ ‏‏فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ قَالَ فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ ‏الْمِغْوَلَ ‏فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلاً فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ فَقَامَ الْأَعْمَى ‏يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ ‏‏وَتَقَعُ فِيكَ‏ ‏فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ ‏وَتَقَعُ فِيكَ ‏فَأَخَذْتُ ‏‏الْمِغْوَلَ ‏‏فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا ‏هَدَرٌ» (رواه أبو داود والنسائي واحتج به أحمد)

 

وإنه لأمر مؤسف أن هذه الدولة لا تقوم بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، باستثناء بعض القضايا التي تتعلق بأحكام الأسرة والزواج والميراث وما شابه ذلك. وبكونها دولة ديمقراطية، فإن فكرة الحرية في ظل الديمقراطية تهيمن على الناس، وبالأخص غير المسلمين. وإنه من هذه الفكرة الغربية عن الحرية، حيث إن التصرفات الإنسانية لا علاقة لها بالدين، ينتج عنها أناس يفعلون ما يشاؤون بما في ذلك إهانة الديانات الأخرى على سبيل التسلية لا غير! وتحت نظام الحكم هذا (الديمقراطية) التي تؤمّن حق حرية التعبير، فإن كارهي الإسلام يمكنهم دوما الإساءة للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم والاستمرار بفعل ذلك كما يحدث ذلك في الغرب، والآن في هذه الدولة! وطالما أن هذا النظام الذي وضعه الغرب بيده السلطة والقوة، فإن غير المسلمين لن يخافوا أبدا من الإساءة للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم.

 

أما عندما كان الإسلام هو الأقوى، فالعقاب على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على رعايا الدولة فقط، بل شمل دول الكفر نفسها حيث لم يكن لها مجال للهرب من العقاب لارتكابها مثل هذا التصرف المشين. فالأحكام الشرعية تمنع وبكل وضوح أي محاولة للإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم أو المساس بقدسية الإسلام، ليس فقط من داخل الدولة، بل من خارج حدودها أيضا. فمن المعلوم تاريخيا أنه في عام 1889م كانت ستعرض مسرحية في فرنسا فيها إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، فقام خليفة المسلمين في ذلك الوقت عبد الحميد الثاني بإرسال رسالة تحذيرية لفرنسا يمنعها فيها من عرض المسرحية، وبالفعل أذعنت فرنسا للتهديد ومنعت عرض المسرحية خوفا من أي تصرف قد يقدم عليه الخليفة. ثم بعد ذلك تم التنظيم للمسرحية نفسها لأن تعرض في بريطانيا، فأرسل الخليفة تحذيرا آخر إلى بريطانيا لوقف المسرحية، فلم تتوقف بريطانيا عن عرض المسرحية فقط، بل وقامت بإرسال اعتذار عن "خطئها" أيضا.

 

ومن الجدير بالملاحظة أن تلك الأحداث جرت عندما كانت بريطانيا دولة عظمى كأمريكا اليوم، وفرنسا كانت واحدة من القوى العظمى في ذلك الوقت. أما الخلافة فلم تترك أي مجال لدول الكفر للإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم. فقد أدركت دول الكفر عزة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزة الإسلام في نفوس المسلمين وبأنهم مستعدون للدفاع عنهما مهما كان الثمن. وعلى المسلمين أن يدركوا أن دولة الخلافة هي الحامية لشرف رسولنا صلى الله عليه وسلم داخلها وخارجها. وبدون الخلافة فإن الإساءة لرسولنا الكريم والهجوم على ديننا سيستمر دون أن يوقفه ويدافع عنه أحد كما نرى اليوم.

 

وفي الختام فإننا نود أن نشدد على أن على الأمة أن تتصرف لحماية شرف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. فهذا النظام والقوانين التي وضعها البشر فشلت بشدة في حماية شرفنا. فلم يقم الحكام بأي شيء تبعا للإسلام. أما الاحتجاجات والمظاهرات التي قام بها المسلمون كرد على الإساءة للرسول الكريم بهدف التعبير عن غضبنا لذلك فهي مطلوبة ومرغوبة جدا، لكنها ليست كافية. فعلى الأمة أن تتحرك لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية والتي ستستعيد شرفنا ولن تترك مجالا للكارهين وأعداء الإسلام للإساءة لرسولنا الكريم أو المساس بقيم ومقدسات المسلمين.

 

عبد الحكيم عثمان

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ماليزيا

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ماليزيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
Khilafah Centre, 47-1, Jalan 7/7A, Seksyen 7, 43650 Bandar Baru Bangi, Selangor
تلفون: 03-89201614
www.mykhilafah.com
E-Mail: htm@mykhilafah.com

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 03 آذار/مارس 2019م 02:38 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل ، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع هداه إلى يوم الدين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع