المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
التاريخ الهجري | 29 من رمــضان المبارك 1437هـ | رقم الإصدار: 04/37 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 04 تموز/يوليو 2016 م |
بيان صحفي
حُكومَة لا ترعَى مَصالِحَ شعبِهَا ولا تَحْفَظُ أمْنَهُ مَحلُّهَا في هاوية سحيقة
في ليلة الثامن والعشرين، وفي سياق العشر الأواخر المباركات من شهر رمضان، والناسُ بين قائمٍ أو راكعٍ أو ساجد ومبتهلٍ إلى الله عزَّ وجلَّ لكشف البلاء الذي ألمَّ بشعب العراق خاصة والأمة الإسلامية عامة، أو ساعٍ في قضاء حاجات أهلهِ وعيالهٍ امتدَّت يدُ الغدر والخيانة لمنطقة (الكَرَّادةِ) التجاريَّة وسط العاصمة بغداد وهي في أوج ازدحام الناس بتفجير انتحاريٍّ لشاحنة تبريد ملغومة بمادة شديدة الانفجار لتودي بحياة ما يقرب من مائتي إنسان، ومثلِهِم من الجرحى - بحسب وكالة رويترز للأنباء - ولتُخلِفَ دمَاراً هائلاً بالمباني والمحالِّ التجارية والممتلكات وسط حرائق كبيرة حيثُ أفاد مراسل فرانس برس أن 14 سيارة إسعاف كانت لا تزال تعمل حتى منتصف النهار في موقع الاعتداء، إضافة إلى عشَراتٍ من سيارات الإطفاء للسيطرة على النيران.
ونحن إذ نستنكِرُ هذا السلوك الإجراميَّ الذي طال الأنفس البريئة بغير جريرة اكتسبتها - متحدياً حُرمة الشهر الكريم، ومستهيناً بالدماء والممتلكات التي حرَّم اللهُ الاعتداءَ عليها أو الإضرارَ بها كقوله سُبحانَه: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ وقولِ رسولهِ ﷺ: «كلُّ المُسلمِ على المُسلمِ حرامٌ دمُهُ ومَالهُ وعِرضُه» وقولِهِ ﷺ: «لا ضَررَ ولا ضِرارَ في الإسلام» - فإننا وبِصرْفِ النَّظرِ عن المُجرم الحقيقيِّ نرفُضُ ما يقومُ بهِ أزلامَ تنظيم الدولة أو غيرُهُم من المليشياتِ الطائفيَّةِ المتصارعةِ على حُطام الدنيا فيما بينها والتي عمَّ أذاها وطَمَّ بالرغم من صَمْتِ الإعلام المأجور وما يُضْفِيهِ عليها من إنجازات.
وإنَّ منَ المُخزي والمَعيب تقصيرَ وعجزَ الحكومةِ التابعةِ لأمريكا الكافرة، وأجهِزتِها (الأمنية) الفاشلة، الأمرُ الذي باتَ يُقِرُّ بهِ القاصي والداني رغمَ التخصيصات المالية الهائلة لحِفظِ الأمنِ من قوتِ شعب العراق المُبتلى بهم. وإنَّ تلك الأجهِزةَ تتحمَّلُ كامِل المسؤوليةَ لتهافُتِ خُطَطِهمُ الأمنيَّةِ وعُقْمِهَا وعدمِ نجَاعتِها - ليسَ الآنَ فحسب - بل منذُ الاحتلال الغاشم عام 2003، فلقد سَئِمَ الناسُ تأويلاتِهِمُ البائسة، وبَحثَهم عن جِهةٍ يُلقون عليها بالمسؤولية لتبرير عجزِهِم... وها همُ اليَومَ - ونحن على أعتابِ عيدِ الفطر المبارك - يُحَذِّرون الناس منَ الخروج إلى الأماكنِ العامة خوفاً من تفجيرات إجراميَّةٍ مماثلة، أليس في ذلك عونٌ للقتلةِ على ضحاياهُم..؟!
وأخيراً، فلقد باتَ شعبُ العراق الأبيُّ - رغمَ مُحاولاتِ تمزيقِهِ بالطائفيَّةِ النَّتِنَةِ والقوميَّة العَفِنَة - بات قابَ قوسينِ أو أدنَى من الإطاحةِ بكل ما شيَّدتهُ أمريكا الكافرة، والقذْفِ به وبمَنْ ساهَمَ في إنجاحِ مشروعِها الإجرامِيّ جزاءً وِفاقاً لما عَمِلتْهُ أيديْهِم من خيانةٍ للهِ عزَّ وجلَّ، ورَسُولهِ الكريم، وعبادِهِ المؤمنين.. قال الله تعالَى ذِكْرُهُ: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولايةُ العراق
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.domainnomeaning.com |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |
2 تعليقات
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..
-
لا حول ولا قوة إلا بالله