الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    22 من ربيع الاول 1440هـ رقم الإصدار: : 1440 / 04
التاريخ الميلادي     الجمعة, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 م

 

 

بيان صحفي

 

ممارسة البلطجة ضد المسلمين في بريطانيا تحولت بسرعة إلى معيار في السلوك

 

(مترجم)

 

تعرض في الشهر الماضي صبي سوري لاجئ وأخته للهجوم في ملعب مدرسته. تم تصوير الحادثتين وانتشرت الصور عبر وسائل التواصل الإلكترونية، التي أظهرت المعتدي الفتوّة وهو يخنق ضحيته. الآن، وبعد مرور شهر، تقوم وسائل الإعلام الرئيسية بالإبلاغ عن الحادث، وتفيد التقارير أن الشرطة الآن فقط تتهم المحرض البالغ من العمر 16 عاماً.

 

بدون اهتمام وسائل التواصل الإلكترونية، يحق للمرء أن يتساءل عما إذا كانت وسائل الإعلام العامة ستبلغ عن الحادث، وعما إذا كانت المدرسة قد اتخذت أي إجراء جاد، أو أن الشرطة كانت ستهتم بالأمر على الإطلاق؟

 

يمكن لعدد لا يحصى من المسلمين في بريطانيا، صغارا وكبارا، أن يتكلموا عن الكراهية التي مروا بها بأنفسهم. يمكن لأولياء أمور أطفال المدارس الإسلامية التحدث عن الأوقات التي تعرضوا فيها لسوء المعاملة والتمييز العنصري، في المقام الأول بسبب لون بشرتهم، ومن ثم بسبب مفهوم العنصرية الذي أفسح المجال لكراهية المسلمين والإسلام الذي يمارسونه.

 

هذا النوع من الكراهية هو نتاج حتمي لمجتمع علماني حيث لم يعد فيه سوى القاسم المشترك الأدنى كرابط وحيد بين الناس. لقد شجعت الحكومة البريطانية، وزبانيتها، وأجهزتها الإعلامية الطائشة التي تروج لها، الشكوك حول الإسلام والمسلمين بشكل يومي. وكان كبير مفتشي المدارس في طليعة المشجعين على عدم التسامح تجاه المسلمين والقيم الإسلامية.

 

هذا الاهتمام الإعلامي الجديد بالتحريض على المسلمين، بينما كان غائباً عند عدد لا يحصى من الضحايا يومياً، يتزامن مع نداءات متجددة للحكومة بتعريف مصطلح الإسلاموفوبيا، بحيث يمكن التعامل معه بفعالية.

 

يجب على الجالية المسلمة في بريطانيا أن تكون حذرة من المبادرات الحكومية لتولي النقاش حول الإسلاموفوبيا، خشية أن يستخدم كأداة لمزيد من العلمنة للجالية المسلمة هنا. الموضوع الأساس في نظر الحكومة هي أن المسلمين ليسوا علمانيين بما فيه الكفاية، وبالتالي أتت هذه الهجمات ضدهم. أما الحقيقة فهي أن الزيادة في الخطاب المناهض للإسلام والمعادي للمسلمين من السياسيين والإعلاميين لها أسس أيديولوجية ولها دوافع سياسية.

 

إن الاعتماد على دولة علمانية لتحديد ومنع الخوف من الإسلام قد يحقق بعض المكاسب للجالية على المدى القصير، ولكنه سيخدم في نهاية المطاف برنامج عمل العلمانية. سيكون التركيز لديهم على منع الهجمات نفسها، بدلا من مناقشة الأفكار التي يحملها المحرضون ضد المسلمين. سيعالج برنامجهم الأعراض بينما يتجاهل السبب، حتى يصرف الانتباه عنه.

 

إن العلمانيين اليوم غير قادرين على الدفاع عن فكرهم العلماني عندما يواجهون الإسلام، لذا فقد قاموا بتشجيع الأجواء المعادية للمسلمين لتجنب أي نقاش حول علمانيتهم. إذا ما قام المسلمون بالتركيز على الإسلاموفوبيا كلما وقعت هجمات، سواء أكانت إهانات فظة أم عنفاً أكثر شراً، فإنها تغلق النقاش حول ما وراء الهجمات، مما يسهل على الجميع تجنب النقاش حول العلمانية والإسلام. لا ينبغي أن يكون تجنب النقاش حول عدل الإسلام وفساد العلمانية التي أنتجت الإسلاموفوبيا، لا ينبغي أن يكون هدفاً للمسلمين الذين يتمسكون بدين الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام للبشرية.

 

إثارة كراهية الإسلام تصرف الانتباه عن القضايا الحقيقية، مركزين بدلاً من ذلك على بعض الأعراض. لا تناقش العقيدة والقيم العلمانية بجدية، بل بدلاً من ذلك تناقش مسألة ما إذا كان من العدل أن يكون المرء متعصباً أو عنصرياً، أو لا يكون، وبخاصة وهم يزعمون أنهم يعيشون في مجتمع علماني متسامح!

 

بدلاً من التركيز على موضوع كراهية الإسلام، يجب أن تسمى محاولة علمنة المسلمين الظالمة من الحكومة والإعلام باسمها، بحيث يتم كشفها ومناقشتها بشكل فعال.

 

يجب كشف الأكاذيب عن الإسلام والمسلمين بأنها أكاذيب، حتى يتم فضح الدوافع المنافقة للمغرضين أيضاً. يجب بيان افتقار الاتهامات والمواقف المضللة للمعتقدات والقيم الإسلامية إلى التفكير العقلاني، بحيث تصبح موضوعاً مطروحاً للتفكير ويمكن تصحيحها. هذا هو نهج القرآن الذي سمّى جرائم قريش باسمها، إضافة إلى عقليتها الإجرامية.

 

يجب على النظام العلماني نفسه أن يقف في قفص الاتهام بسبب الإساءة الوحشية والإرهاب الذي يواجهه المسلمون اليوم، لأنه نظام عاجز عن إيجاد الانسجام في المجتمع، لأنه غير قادر على التسامح مع المعتقدات والقيم المختلفة. بدلاً من توقع أن يضفي المسلمون مزيداً من العلمانية على حياتهم، علينا أن نعزز الدعوة الإسلامية التي تهدف إلى مناقشة المعتقدات العلمانية، وأن لا نخاف من التحدي الفكري الحقيقي.

 

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 04 كانون الأول/ديسمبر 2018م 22:31 تعليق

    اللهم احفظ المسلمين في كل مكان ولم شملهم تحت ظل دولة الخلافة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع