الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نص كلمة الأستاذ أبو الحسن الأنصاري التي ألقاها خلال ندوة "الإساءة لرسول الله" التي جرى تنظيمها يوم الأحد الموافق 16/09/2012م من قبل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية - الكويت

بسم الله الرحمن الرحيم



بسم الله القائل: { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا }، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم القائل: «نصرت بالرعب مسيرة شهر»، أما بعد..


أيها المسلمون،


ليست هذه هي المرة الأولى التي يتطاول فيها أعداء الإسلام من الأوروبيين والأمريكان على مقدسات المسلمين، بل إن دول الكفر قاطبة لا توفر فرصة في التعدي والاعتداء على هذه الأمة ومقدساتها، إنها من حقدها على الإسلام وبغضها لله ولرسوله ولحملة رسالته تفتح الباب، بل المنابر، تحت مسميات متعددة، وبشكل قانوني معلن ومخفي، للحاقدين على الإسلام للتعدي عليه وعلى كل ما له علاقة به. إنهم في حرب حقيقية مستمرة ضد رب العالمين، ضد القرآن الكريم، ضد العقيدة الإسلامية، ضد نبي هذه الأمة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّين }.


أيها المسلمون،


إن السبب في استضعاف المسلمين والإساءة إلى مقدساتهم المرة تلو الأخرى، أن الغرب الكافر لا يخشى تحمّل أي تبعة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية لهذه الإساءات.


والواقع المحسوس اليوم ينطق بذلك.


فلم تُقطع أية علاقة دبلوماسية، ولم تلغ أي صفقة سلاح، ولم تغلق أي قاعدة عسكرية، ولم يسحب أي دولار من بنوكهم، ولم تمنع قطرة بترول واحدة عن أسواقهم.


فمم يخشى الغرب الكافر إن أساء للإسلام وقرآن الإسلام ونبي الإسلام؟!


أيخشى الحكامَ في بلاد المسلمين، وهم قد وضعوا الإسلام خلف ظهورهم، فعطلوا أحكامه ومنعوا ذروة سنام الإسلام، الجهاد؟


أيها المسلمون،


قد حدث في أواخر القرن التاسع عشر 1890م أن قدّم الكاتب الفرنسي "ماركي دي بوريز" مسرحية لتعرض على مسرح الكوميدي فرانسيز، وقد كان فيها شيء من إساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل خليفة المسلمين حينئذ السلطان عبد الحميد إلى فرنسا بمنع عرض المسرحية، ليس فقط على مسرح فرانسيز، بل على كل المسارح الموجودة في فرنسا، فخضعت فرنسا لأمره واتخذت قراراً بذلك، وأرسلت للسلطان رسالة جاء فيها: "نحن على ثقة بأن هذا القرار الذي اتخذناه تلبية لرغبات حضرة السلطان سيعزز بيننا العلاقات القلبية..."، ولما حاول كاتب المسرحية أن يعرضها في إنجلترا وبدأ الإعداد بعرض المسرحية على مسرح اللسيوم الشهير علم السلطان فأرسل بمنعها، فمُنعت، واعتذرت بريطانيا التي كانت عظمى آنذاك عن الإعدادات التي تمت لعرض المسرحية... حتى قبل عرضها.


أيها المسلمون،


إنّا نطالب بإغلاق السفارة الأميركية وإلغاء الاتفاقية الأمنية وسحب الأرصدة من البنوك الأميركية والأوروبية ووقف تصدير البترول لهم.


ولئن نعود إلى اللبن والتمر نصرةً لرسول الله خيرٌ لنا من الأرض وما عليها.


أيها المسلمون،


ها هي الأمة قد تجاوزت المليار مسلم وتغضب غضبة رجل واحد ولكنها لا تستطيع رد الإساءة والاقتصاص لرسولها الكريم.


إن الخـلافة وحدها هي التي تقطع ألسنة السوء، وكلمة من أمير المؤمنين يصدح بها قائلاً: "من لي برأس المسيء" "لا نجوت إن نجا" تبقي حصن الإسلام منيعاً. فالله سبحانه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به».


وصلى الله على سيدنا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع