الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مجزرة نيوزيلندا: الحكومات الغربية وإعلامها هما سبب الكراهية!

(مترجم)

 

ما لا يقل عن خمسين من المسلمين الأبرياء قتلوا في صلاة الجمعة في مسجدين من مساجد مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، حيث أطلقت النار بدم بارد على النساء والشيوخ والأطفال. وقد قام أحد منفذي الهجوم بتصوير الاعتداء الجبان الحاقد وبثه بشكل مباشر.

 

وبدأت تتوالى الإدانات الشكلية من السياسيين الغربيين لهذا الاعتداء، وهي إدانات يشوبها الحذر من إطلاق صفة الإرهاب على هذا الهجوم، حيث إن ضحايا الهجوم هم من المسلمين. ولكن المجرمين الذين يقفون خلف هذا الهجوم، جعلوا منه نقطة تحوّل في تاريخ نيوزيلندا، الأمر الذي لم يدع أمام رئيسة وزراء نيوزيلندا إلا أن تصف الهجوم بالإرهابي، إذ إن الدافع السياسي وراء الهجوم، قد فصّله بيان يميني متطرف، نشر على صفحات الإنترنت.

 

الحقد والقتل بدم بارد، اللذان انطوى عليهما هذا الهجوم، يعيدان إلى الأذهان المجازر التي قامت بها قوات الاحتلال الغربية ومرتزقتها في العراق وأفغانستان، حيث قامت بارتكاب المجازر بحق المسلمين المدنيين وهدم المساجد، بل وهدم مدن بأكملها. إنه الحقد نفسه على الإسلام والمسلمين، الذي يتغذّى به الوحش اليميني المتطرف، الذي أوجده الغرب بنفسه.

السياسة المعادية للإسلام، داخلياً وخارجياً وخطاب إعلامي حاقد مستمر منذ 18 سنة أنتجا أفراداً وجماعات إلى حيّز الوجود، على شاكلة منفذ عملية أوتوا في النرويج، أندرس برايفيك، الذي أطلق على نفسه صفة "المحارب الصليبي".

 

هؤلاء المجرمون ينظرون إلى أنفسهم - وهم ينفذون جرائمهم - على أنهم محاربون نبلاء، يقاتلون من أجل مستقبل شعوبهم؛ مثلهم في ذلك مثل قوات الاحتلال الغربية، ومن ورائهم الساسة الذين يرسلونهم.

 

عندما يدوس الساسة الغربيون على مبادئهم - ومنهم سياسيو الدنمارك - فيصوّرون الإسلام، على نحو مستمر، بأنه خطر يهدم مجتمعاتهم، مسوّغين بذلك التجسس وفرض الرقابة والتضييق على المسلمين المقيمين في هذه البلاد، فإنه، وبكل أسف، يصبح متوقعاً أن يقوم البعض بأخذ مهمة الحرب في بلاده على عاتقه، متأثراً بالتوجه السياسي والخطاب الإعلامي الحاقد ضد المسلمين.

 

لذا فإن الحكومات الغربية ووسائل إعلامها هم من يتحملون مسؤولية الحقد الذي قاموا - ولا زالوا يقومون - بضخه في مجتمعاتهم منذ سنين طويلة، وهم من يتحملون تبعاته الكارثية، فهم الذين أوجدوا المناخ المناسب لذلك.

 

يجب أن يعلم ساسة الغرب أن المسلمين ليسوا بحاجة لدموع التماسيح التي يذرفونها ولا لاستنكاراتهم المنافقة المتوقعة.

 

يجب على الدول الغربية الكف عن التدخل في بلاد المسلمين، وعن شن الحروب ودعم الأنظمة الدكتاتورية والقمعية، وكذا الكف عن التدخل في شؤون حياة المسلمين في دول الغرب، وعن إثارة الكراهية تجاههم، فهذا يؤدي حتماً إلى وقوع الجرائم والاعتداءات في حقهم.

 

نسأل الله أن يتقبل الشهداء وأن يشفي الجرحى، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

 

ونسأل الله تعالى أن يعجّل بعودة الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة التي ستحمي المسلمين في العالم كله وتقوم بنشر الإسلام ورحمته للناس أجمعين.

التاريخ الهجري :8 من رجب 1440هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 15 آذار/مارس 2019م

حزب التحرير
اسكندينافيا

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 19 آذار/مارس 2019م 01:43 تعليق

    نسأل الله أن يتقبل الشهداء وأن يشفي الجرحى، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع