الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم


يا علماء الأمه الكرام!


إن قول الحق لا يُقرب من أجل ولا يُباعد من رزق


(مترجم)

 


عن أبي الدّرداء (رضي الله عنه)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ». (أبو داود والترمذي)


لما لهذه المرتبة العالية والمسؤولية التي وضعها الله سبحانه وتعالى على عاتقكم، فقد قررنا أن نخاطبكم، على أمل أن نكون من الذين يقفون على الحق، ولا يخشون أحدًا إلا الله سبحانه وتعالى.


الإخوة والعلماء الأفاضل:


إن العلماء ورثة الأنبياء في الإيمان والعلم والأفعال، والمواقف الشجاعة من أجل قول الحق. ولكن أين هم العلماء في هذا العصر؟ أين هم ورثة الأنبياء اليوم؟


في حين إن كبار علماء المسلمين في ماضينا اشتهروا لعلمهم الوفير والفهم العميق للدّين، وما جعلهم عظماء حقًا هي مواقفهم الشجاعة من أجل الحق وتحديهم الثابت للأخطاء في وقتهم، مثل:


عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وقف صارمًا ضد الخوارج


سعيد بن جبير رضي الله عنه، وقف بشجاعة ضد طغيان الحجّاج بن يوسف


سفيان الثوري رضي الله عنه، رفض حتى لمس رسالة من هارون الرشيد لأنه يعتقد أنها جاءت من ظالم. وطلب من أحد مرافقيه بقلب الرسالة والكتابة على ظهرها: "إلى هارون" وليس "لأمير المؤمنين"، وقال "باختصار": "أنت قد قررت بنفسك التعامل بأموال المسلمين كما تشاء، لذلك أنت ظالم، وسوف أشهد ضدك".


أبو حنيفة رضي الله عنه كان غير راضٍ عن قيادة المنصور بشكل عام. وقالت له والدته في يوم من الأيام عندما كان في السجن، "يا نعمان، إن هذه المعرفة لم تنفعك إلا لضربك وسجنك، وهذا يكفي لأن تتخلى عنها". فأجابها: "يا أماه، إذا رغبت العالم لكنت حققت ذلك، ولكني أردت أن يعلم الله سبحانه وتعالى أنني أحافظ على العلم الذي أعطاني، ولم أسلم نفسي معها للجحيم".


أحمد بن حنبل رضي الله وقد حثّه عمه، عندما كان في السجن، بالامتناع عن المعارضة علنا لرأي المعتصم. فأجاب: "إذا كان العلماء لا يقولون الحق، وبالتالي فإن الناس يتجاهلونه، فكيف بعد ذلك سيعرف الحق؟"


هذه ليست سوى القليل من مواقف علماء المسلمين العظماء في الماضي، فأين هم علماء المسلمين العظماء اليوم؟ ما هي مواقفكم من قضايا الأمة الحالية؟ ما هو موقفكم بشأن قول الإمام الغزالي رضي الله عنه "إن فساد الناس هو بسبب فساد الحكام، وفساد الحكام هو بسبب فساد العلماء"؟ ما هو موقفكم بشأن أمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذ أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَلا تَكتُمونَهُ﴾؟


إن الناس دون العلماء ضائعون في جهل ويكونون فريسةً سهلةً لشياطين الإنس والجن. وبالتالي، فإن وجود العلماء هي نعمة من الله سبحانه وتعالى للناس على وجه الأرض، وهم الفوانيس في الظلام، وأئمة الهدى، والدليل على وجود الله سبحانه وتعالى في الأرض. من خلالهم، تُرَدُّ الأفكار الخاطئة، وتزول غيوم الشك من قلوب وعقول الناس. وقد شبههم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجوم عندما قال: «إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الأَرْضِ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ، يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ يُوشِكُ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ» (أحمد)


وفي ضوء هذه المسؤولية التي كلفكم بها الله سبحانه وتعالى، نذكركم، بصفتنا إخوانكم أنه يمكنكم اتباع خطى العلماء الكبار من أجل:


محاسبة الحكام في العالم الإسلامي: سواء أكان ذلك طغيان الأسد أم السيسي لاعتدائهم المباشر للأمة، أم الحكومة السعودية بشن غارات تقصف إخواننا وأخواتنا في اليمن، ويجب أن يعلو صوت العلماء ضد هذه الخيانة.


كشف مخاطر القوى الاستعمارية للأمة والإنسانية: مع انتخاب نجم البرنامج الواقعي التلفزيوني، دونالد ترامب، فقد سهل الله سبحانه وتعالى لنا فضح فساد النخبة العلمانية الليبرالية وسياساتها. ونحن نرى أن القوى الاستعمارية - الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا - تقوم بالتآمر في العلن وفي الخفاء ضد هذه الأمة على وجه التحديد، وضد الإنسانية بصفة عامة؛ سواء أكان الاعتداء على المواطنين في ولاية ساوث داكوتا، أم استمرار التدخل في العراق وسوريا، وأدت السياسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية إلى الكثير من الفقر والمشاق للبشرية والحيوانات والبيئة. إذا لم ينكر العلماء هذه السياسات، فمن الذي سيقوم بتوجيه الأمة والإنسانية إلى الحق؟


ونود أن نختم هذه النصيحة بالتذكير بقول حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الحديث: «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ، أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ، أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ» (أحمد، ابن حبان، ابن ماجه)


نسأل الله العظيم أن يثبت أقدامنا وأن يبعثنا كإخوة وأخوات في جنات الفردوس.

 

التاريخ الهجري :25 من ربيع الاول 1438هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 24 كانون الأول/ديسمبر 2016م

حزب التحرير
كندا

1 تعليق

  • omraya
    omraya الأربعاء، 04 كانون الثاني/يناير 2017م 15:47 تعليق

    جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع