الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معلومات - أحداث بوليفيا

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما يجري في بوليفيا يتمثل في صراع بين حكام خمسة ولايات مدعومين من أمريكا وبين الدولة التي تسيطر فقط على أربع ولايات.

وشرارة الأحداث الأخيرة كان سببها محاولة الرئيس موراليس الإقدام على إصلاحات دستورية جديدة يترتب عليها إعادة تقسيم المزارع ومنح بعضها إلى الفقراء والهنود الحمر.

وتبنت أمريكا موقف البيض الذين يسيطرون على المزارع والأراضي الخصبة في البلاد والذين كان منهم الحكام قبل موراليس.

ولما وجد موراليس تكتل حكام الولايات ضده ودعم أمريكا لهم تراجع عن المواجهة وقبل بالحوار، لكنه يسعى وبكل قوة للتخلص منهم بالتدريج. والبداية تمثلت بطرد السفير الأمريكي ومن ثم إبعاد التأثير الأمريكي عن المعارضين لحكمه.

يتبنى موراليس الاشتراكية بشكلها اللاتيني الذي يأخذ طابع رفض الرأسمالية الليبرالية الأمريكية التي أدَّت إلى تحكم حفنة من البيض بمصير الأكثرية من الهنود الحمر والفقراء.

وتلقى موراليس دعماً من اليوناسور وهو اتحاد دول جنوب أمريكا اللاتينية الذي يسعى إلى تشكيل اتحاد سياسي واقتصادي بين اثنتي عشرة دولة أمريكية في أمريكا اللاتينية.

إن هذا الاتحاد يشكل غطاءً إقليمياً جيداً لحماية الدول الصغيرة في أمريكا اللاتينية كبوليفيا، ويمنع أمريكا من الاستفراد بها.

لقد كان تحول دول أمريكا اللاتينية عن حكم العسكر، وإذعان أمريكا وقبولها لوصول حكام معادين لها ولعولمتها عن طريق الانتخابات، كان لهذا التحول الفضل في انعتاق دول أمريكا اللاتينية من قبضة أمريكا.

وتساهم البرازيل، بما لديها من ثقل اقتصادي وسياسي في أمريكا الجنوبية، تساهم في حماية استقلال وحرية الدول الصغيرة، إذ إنها أصبحت تملك ثامن أكبر اقتصاد في العالم، ولديها كل أسباب القوة التي تجعلها غير قابلة للابتلاع من قبل أمريكا، وقررت البرازيل بناء خمسين مفاعلاً نووياً في الخمسين سنة القادمة، وتقدمت على أمريكا في إنتاج الوقود الحيوي، ولديها سياسات اقتصادية ناجحة تديرها الدولة. ولم تتزلف في لعبة الخصخصة التي تروج لها أمريكا في الدول (النامية).

ومع كل هذا ، فإن أمريكا لا تخشى كثيرا هذه التحركات في أمريكا الجنوبية، لأنها حتى الآن تحركات محلية نتيجة الظلم المحلي الرأسمالي الواقع على فقراء أمريكا اللاتينية، وبخاصة من البيض ضد الهنود الحمر .

غير أن ما يخيف أمريكا وتخشاه هو أن تكون أمريكا اللاتينية موطئ قدم لنفوذ دول منافسة في القارة الجنوبية، فإن هذا الأمر خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة منذ مبدأ مونرو إلى الآن.

لكن يمكن القول إن هناك بوادر تململات جادة في أمريكا الجنوبية يمكن لأية دولة مبدئية قوية، أن تستغلها لهز الأرض تحت أقدام الولايات المتحدة.

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع