الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خطبة جمعة البابا عدو الإسلام والمسلمين لا مرحباً به في بلاد المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (114، 115) النساء.

في الآية الأولى بيّن المولى سبحانه أن لا خير في كثير مما يسره القوم ويتناجون به في الخفاء، إلا من أمر بصدقة أو أمر بطاعة الله، قال الإمام الطبري رحمه الله: "المعروف هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه من أعمال البر والخير، والاصلاح هو الاصلاح بين المختصمَين"، وقد جعل المولى ثواب من عمل ذلك ابتغاء لمرضاته الجنة. وفي الآية الثانية يبين المولى شناعة مشاققة الرسول صلى الله عليه وسلم  فبين أن من يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم  في ما جاء به من الله من بعد ما ظهر له الحق بالمعجزات، ومن يسلك طريقاً غير طريق المؤمنين، ويتبع منهجاً غير منهاجهم ( نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)، أي نتركه مع اختياره الفاسد وندخله جهنم عقوبة له.

أيها المسلمون: إننا نحتاج لتنظيم حياتنا، وحل مشكلاتنا، وقد كفل لنا المولى سبحانه هذا التنظيم، وكفل لنا حل هذه المشكلات بشريعة الإسلام، وهذا التنظيم لا يتم إلا إذا بادرنا وسعينا لهذا التنظيم وحل هذه المشكلات، ولكن بعض المسلمين عندما يبادرون أو يتناجون لحل مشكلة ينسون قضية وجودهم في الحياة، والبعض لا يهتم أصلاً ولكن يعيش كيفما اتفق عليه الناس، إن أحسنوا احسن، وإن أساءوا أساء!! ولذلك حذرنا المولى سبحانه من أن نتناجى بالإثم أو العدوان، وأعظم هذه المناجاة جرماً؛ مشاققة رسولنا الكريم واتباع غير سبيل المؤمنين، وقد ظن كثير من أبناء المسلمين وجود الخير لحل مشكلاتنا في غير ملتنا في اشخاص يكفرون بديننا، فعند زيارة بابا الفاتيكان لبلاد المسلمين، استبشر البعض خيراً فقال أحدهم هنا في السودان (مرحباً به) في مقالة له بصحيفة يومية، والبعض استقبله في الأردن استقبال الأبطال الفاتحين، داعياً إلى فكرة التسامح بين الأديان كما يزعم، والبعض الآخر وجه لبابا الفاتيكان نداء للضغط على يهود حتى يسمحوا بإقامة دولة لأهل فلسطين، جنباً إلى دولة يهود، وان يلعب دوراً فيما يسمى بعملية السلام، وقد فرح بابا الفاتيكان بهذا الاستقبال ووصف إسلام ملك الأردن بأنه الإسلام الصحيح.

أما بالنسبة لبابا الفاتيكان هذا فهو رأس من رؤوس الكفر في الدنيا، وهو من أعدى أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن أعدى أعداء المسلمين، ففي محاضرة له تجرأ ذلك النجس على شتم الرسول صلى الله عليه وسلم  في جامعة ريجنسبيرج في ولاية بافاريا الألمانية في يوم 21/9/2006م حيث قال: (أروني شيئاً جديداً أتي به محمد، فلن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف". فهل يجوز استقبال من يقول ذلك؟ وهل يكون في من جعل نفسه عدواً ونداً لله خيراً لنا؟ وإذا به يتم إدخاله إلى مساجد الله (بيوت الله في الأرض)، والله عز وجل يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) المائدة (51، 52)، وهذا غير ما بدر من عداوته الظاهرة من سبه لديننا ولرسولنا عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (118) آل عمران.

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وصحبه الكرام النجباء، وبعد،،،

أيها المسلمون: إن الخير كل الخير في تنظيم أمور حياتنا وحل مشكلاتنا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  وبالتالي لا يمكن شرعاً ولا عقلاً أن يأتي الخير من الكفر وأهله، فهم يحسدوننا، ولا يتمنون الخير لنا ابداً، يقول الله عز وجل في شأنهم في سورة البقرة: ( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )، (البقرة: 105) فهذا بابا الفاتيكان يدعو للتسامح رغم كل جرائمه، وفي الوقت نفسه يقف مع يهود، ولا يتكلم عن جريمة واحدة اقترفها يهود في إخواننا في فلسطين، بل يدافع عنهم ويتحدث عن المحرقة المزعومة قائلاً: (إن أي انكار للمحرقة أو الهولوكوست جريمة لا يجوز التساهل معها بأي حال من الأحوال .... إنه لا يجوز التساهل مع أي محاولات لانكار حدوث المحرقة اليهودية أو التقليل من بشاعة جرائم الإبادة التي ارتكبت في حق اليهود إبان الحقبة النازية).

أيها المسلمون: قد تبين أن الكفار لا يريدون لنا الخير، ونجدهم عندما يقدمون إلى بلادنا يأتون بشعارات براقة، أو كلمات ناعمة لخداعنا، والمؤمن لا يخدعه ماكر ولا مخادع، فالأصل أن نسأل سؤالاً ما الذي يدفع برأس الكفر ليزور بلادنا؟ أولاً الاعتذار ليهود بعد إنكار أحد قساوسته للمحرقة اليهودية، وثانياً تحييد المسلمين، فلا يجعلنا مع الإسلام ولا مع الكفر، بل الرضا بالكفر أقرب، وهو أن لا يقف المسلمون موقفاً يرضي الله ورسوله. فهو شاتم لرسولنا الكريم وعدو لنا. أما الأمر الثالث فهو زيادة عمليات التنصير في بلاد المسلمين، والذي يحمل لواءه هذا البابا، وقد دعا من قبل لتنصير أهل دارفور!

أيها المسلمون: لا بد أن نحدد موقفاً من هذه الزيارة المشئومة على أساس العقيدة الإسلامية، ولا بد أن نحدد موقفاً من التحاكم إلى هذا البابا وظن الخير فيه رغم عدواته لنا، فمن يرحب بهذه الزيارة فعليه أن يراجع دينه، والذي لا يغضب لله ولا يهتم بذلك فالأصل أن يهتم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أصبح وهمه غير الله فليس من الله ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم».

أيها المسلمون: إن الذي جعل أبناء المسلمين يلجأون لمثل هؤلاء (بابا الفاتيكان أو محكمة العدل الدولية، والذي يقيم العلاقات مع أمريكا) هو غياب الدولة الإسلامية التي تجعل اتباع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم  وحده هو طريقها، وسبيل المؤمنين هو ديدنها، وهذه الدولة هي التي تحفظ ديننا، فلا يتنصّر أبناؤنا لا في دارفور ولا في غيرها، وتطرد كذلك كل المجرمين والمغتصبين والمحتلين من بلادنا، وتقتص ممن اعتدى على حرماتنا ومقدساتنا.

أيها المسلمون: إن الواجب علينا هو إقامة دولة الخلافة الراشدة التي تنسي الكافرين والمنافقين وساوس الشيطان.

اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً، اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وقنا برحمتك، واصرف عنا شر ما قضيت.

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع