التداعيات الإعلامية على بيان مكتب تونس المعنون بـ "كفى إرهابا وإرعابا لهذا الشعب المقهور"
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تناولت العديد من وسائل الإعلام المحلية في تونس البيان الصحفي الذي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس المعنون بـ "كفى إرهابا وإرعابا لهذا الشعب المقهور" والذي صدر بتاريخ 29 جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 09 أيار/مايو 2013م. بل ووصلت أصداؤه إلى الجزائر، حيث قام وزير الداخلية الجزائري بالرد عليه..
فيما يلي ما ورد على لسان الوزير الجزائري من الصحافة الجزائرية:
11/05/2013م
ولد قابلية: "حدودنا مع تونس مؤمّنة ولا وجود لأي اتهامات رسمية ضد الجزائر"
اعتبر بيان حزب التحرير السلفي مجرد كتابات صحفية وأعلن عن زيارة مرتقبة الأسبوع المقبل
نفى وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، وجود أي اتهامات تونسية للجزائر بضلوعها قي الفوضى التي تعرفها البلاد، بعد الاتهامات الأخيرة لحزب التحرير السلفي للجزائر، مؤكدا "أن الحدود الجزائرية مؤمّنة ولا يمكن مرور حتى الماء". وقال إن الأمر مجرد كتابات صحفية مادام لا وجود لأي حديث رسمي، رافضا الخوض أو الحديث عن البيان الذي أصدره حزب التحرير السلفي التونسي، حول تآمر دولة شقيقة كانت تدعم نظام العقيد معمر القذافي، في إشارة واضحة وصريحة للجزائر.
وأضاف ولد قابلية، أمس، على هامش زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى ولاية الأغواط، الذي واجه استفسارات الصحفيين بابتسامة عريضة دون تقديم شروحات وافية، أنه لا يمكن حتى للمياه أن تعبر الحدود، أمام الإجراءات الأمنية المشددة مقابل مطاردة قوات الأمن التونسية لعناصر إرهابية بجبل الشعانبي قرب الحدود الجزائرية الشرقية.
وعن إمكانية وجود ثغرات أمنية تكون قد مكنت عناصر إرهابية جزائرية أو تونسية من التنقل من الجزائر نحو تونس أو العكس، أكد ولد قابلية، أن الأمر غير ممكن مع الاحتياطات الأمنية، خاصة مع تنصيب أجهزة المراقبة المتطورة التي تكشف عن كل شيء، وكشف عن زيارة تقوده إلى الشقيقة تونس الأسبوع المقبل، للوقوف على حقيقة الأوضاع والبحث عن تنسيق أمني أكبر لمواجهة خطر الحدود، والتحديات التي أفرزها السلاح المهرب من مخازن القذافي والتدخل العسكري الفرنسي في مالي.
فاطمة الزهراء حمادي
المصدر: جريدة الفجر الجزائرية
***************************************
11/05/2013م
حزب سلفي تونسي يقفز على الواقع ويتهم الجزائر بأعمال إرهابية في تونس
واضح أن بعض السلفيين التونسيين يحاولون في هذا الوقت، خلط الأوراق من خلال تصريحات يراد بها الزج بالجزائر فيما يحدث بمناطق تونسية محاذية لحدودنا. في وقت صرح فيه وزير الداخلية التونسي أن بلاده ستطلب من الجزائر المساعدة لتفكيك وتدمير الألغام التي زرعها الإرهابيون في جبل الشعانبي، خرج حزب سلفي تونسي ليتهم ضمنيا الجزائر بالتورط في الأعمال الإرهابية هناك، على خلفية لجوء جماعة إرهابية إلى التحصن في غابات جبل الشعانبي بالقرب من الحدود الجزائرية منذ 29 أفريل بعدما زرعت ألغام أسفرت عن إصابة بعض عناصر الجيش التونسي. ووصف حزب التحرير السلطة التونسية ممثلة في حركة النهضة بأنها "عاجزة متواطئة، لا تقدر حتى على الإفصاح عن كواليس هذه الأحداث الغامضة". ودون إعطاء أدلة واضحة، اعتبر الحزب في بيانه أن الأحداث التي تشهدها تونس تؤكد أنها تتعرض حاليا " لتصفية صراع إقليمي كاسح بين فرنسا المتراجعة والمتقهقرة من جهة، وأميركا وبريطانيا من جهة أخرى". كما اتهم البيان السلطات التونسية بتنفيذ أجندات غربية من خلال اتخاذها محاربة الإرهاب "ذريعة" للقفز على الإستحقاقات القادمة في تونس وأيضا عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، كما جاء في البيان.
من جهته أكد دحو ولد قابلية أن الجزائر تسعى لتأمين حدودها، حيث أقامت تعزيزات أمنية على حدودها الشرقية مع تشديد المراقبة على التحركات المشبوهة بالمنطقة، وفي حين أشار إلى أن الجزائر "لا تتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد الجار( تونس)"، أكد وجود تنسيق أمني قائم على تبادل المعلومات بين الجزائر وتونس لتأمين حدودهما المشتركة.
ويأتي ذلك على خلفية ما ذكرته بعض تقارير إعلامية غربية بخصوص عودة العديد من الإرهابيين الذين شاركوا في القتال في مالي وأولئك التي يُتوقع عودتهم من سوريا لاحقا بعد أن تتضح الرؤى في ذلك البلد. ويؤكد ما جاء على لسان أكد وزير الداخلية على هامش جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصصت للأسئلة الشفوية هذا الطرح، حيث ذكر بأن المجموعة الإرهابية التي حوصرت داخل التراب التونسي بالقرب من الحدود الجزائرية "دخلت عن طريق مالي مثلما أكدته السلطات التونسية" .
كمال. ب
المصدر: جريدة الجزائر الوطنية
***************************************
تعليق المكتب الإعلامي المركزي على ما ورد في الصحافة الجزائرية:
أولا: حزب التحرير ليس حزبا سلفيا (بالمفهوم المعاصر للسلفية)، وليس حزبا تونسيا، بل هو حزب سياسي عالمي مبدؤه الإسلام يعمل في أكثر من 40 دولة، من ضمنها تونس والجزائر، وهذه حقيقة يعلمها القاصي والداني، ويشهد له بها الخصوم والأعداء قبل الأنصار والأصدقاء.
ثانيا: يبدو أن البيان أصاب الساسة في الجزائر وتونس بمقتل جعلهم يخرجون عن هدوئهم المزعوم، وصمتهم حيال كثير من التصريحات والاتهامات من هنا وهناك، فهبوا ببرود كاذب يدافعون عن أنفسهم، وأن حدودهم آمنة، وأن علاقة الجزائر بتونس على خير ما يرام، مطالبين أدلة على صحة ما جاء في البيان، وهم أكثر الناس دراية وعلما بصحة ما جاء فيه، ولو لم يكن إلا هذه الهبة منهم للدفاع عن أنفسهم دليل على صحة ما جاء في بيان حزب التحرير، لكفى.
ثالثا: إن الحدود المصطنعة التي وضعها الكافر المستعمر لتقطيع أوصال الأمة والتي كرسها وحفظها الحكام الرويبضات الذين نصبهم على رقاب الأمة فجثموا على صدرها وأذاقوها الويلات خدمة لأسيادهم المستعمرين مآلها إلى الزوال القريب بإذن الله، فدولة الخلافة الراشدة وعد الله سبحانه وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، التي لا تعرف حدوداً بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة كائنة لا محالة بل وباتت قاب قوسين أو أدنى بإذنه تعالى، (( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ )).