الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

كلمة المكتب الإعلامي المركزي لمؤتمر الخلافة في جاكرتا [كلمة المهندس عثمان بخاش مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في مؤتمر الخلافة العالمي في جاكرتا الذي انعقد يوم الأحد، 23 رجب الفرد 1434هـ الموافق 02 حزيران/يونيو 2013م] --------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الحق تبارك وتعالى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) سورة الصف 8-9.

 


أيها الأحبة


إن لله سننا كونية في الأرض تسير بحسبها حياة الأمم والمجتمعات ومن هذه السنن سنة التدافع وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )، وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ..)


لقد اقتضت الحكمة الربانية اختبار الناس وابتلاءهم، فإن هم اعتصموا بحبل الله والتزموا شرعه وجاهدوا في سبيله كانت لهم الغلبة والدولة على أعدائهم، أما إذا أصابهم الوهن وتقاعسوا عن نصرة دين الله وتنافسوا حب الدنيا فصاروا شيعا وأحزابا فحينها يتمكن منهم أعداؤهم المتربصون بهم.....


والمسلمون أمة من الأمم يصيبهم ما يصيب غيرهم من عوامل الضعف والقوة، ويشهد التاريخ أن المجتمع الإسلامي في القرون الأولى كان قبلة العالم وينبوع الحضارة، ثم أثرت فيه عوامل عدة أدت إلى ضعف روابط العقيدة بين أفراده وتنافس زعماء المسلمين على الدنيا مع إهمالهم لعوامل وحدة المسلمين، ما أدى إلى طمع القوى الخارجية المتربصة بهم فكان ما كان من حملات الصليبيين والمغول، إلا أن شعلة الإيمان لم تنطفئ في قلوب المسلمين وما إن ظهرت القيادة المخلصة من بين صفوفهم التي جمعت شملهم حتى انتفضت الأمة لتطرد الصليبيين ولتكسر شوكة المغول الغزاة الذين دخلوا في دين الله وصاروا من جنده وأبطاله بعد أن كانوا من غزاته وأشد أعدائه، ثم انطلقت جيوش المسلمين لتنشر الإسلام في قلب أوروبا.....


ثم تكاثر أعداء الخارج على الأمة مع الوهن الداخلي في المجتمع المسلم وتمكن الغرب الصليبي من هدم دولة الخلافة في الثامن والعشرين من رجب سنة 1342هـ الموافق للثالث من آذار سنة 1924م.


واليوم وبعد مضي أكثر من تسعة عقود على هدم الخلافة، وبعد أن ظهر الفساد في البر والبحر وضجت البشرية من مآسي الحضارة العلمانية الملحدة التي انحطت بالإنسان إلى درك دون البهائم بما نشرته من قيم مجون وفساد وانحراف عن الفطرة السوية، والسياسة الاستعمارية التي مكنت حفنة من أصحاب الرساميل من التحكم بمصائر البشر واستعبادهم، وقد بان عوارها حتى للمنصفين من أبنائها بحيث اعترف بعض منظريها بفساد النموذج الليبرالي العلماني الرأسمالي وبدأوا يتلمسون سبل الخلاص، ولكن بمزيد من الترقيع....

 


أيها الأحبة


عنوان هذا المؤتمر "التغيرات العالمية المؤذنة بعصر دولة الخلافة"، ومن أهم هذه التغيرات فضلا عن سقوط الاتحاد السوفياتي وما مثله من طرح حضاري قام على أساس المبدأ الشيوعي، ثم سقوط النظام الغربي وانكشاف عوراته وكذبه فيما يزعمه من حقوق الإنسان وحرياته حين أسفر عن عدائه المطلق للإسلام وللقيم الإسلامية من حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب إلى حق المسلمين في بناء المساجد إلى فضائح "أبو غريب" وغوانتنامو وباغرام، كل هذا أسقط النموذج الحضاري الليبرالي المزعوم، ثم جاءت الأزمات المالية المتعاقبة والتي لم تنته بعد لتكشف عن إفلاس النظام الاقتصادي الرأسمالي.... نعم هذه هي المتغيرات التي جعلت العالم يتطلع إلى الأمة الإسلامية لتقدم نموذجا حضاريا ربانيا يقوم على الهدي القرآني الخالد المنزه من أهواء البشر ورغباتهم.


هذا على مستوى التغيرات العالمية أما على صعيد الأمة الإسلامية فقد عانت الويلات من حكم الأنظمة التي فرضها الغرب عليها، وقدمت الأمة، وخاصة حملة الدعوة منها، التضحيات الكبيرة في مقارعتها ومحاسبتها للحكام العملاء الذين دعمهم الغرب بكل ما أوتي من دهاء ومكر مضفيا على الحكام صفة الديمقراطية وواحة الاستقرار، طبعا الاستقرار الذي يمكن الغرب من استعباد العباد ونهب ثروات البلاد، وهي اليوم على موعد مع فجر جديد بعد أن زالت غشاوة الانضباع بالحضارة الغربية وعادت تتلمس العزة في شرع ربها.


وقد كثرت تصريحات القادة الغربيين التي يعترفون فيها بخوفهم من عودة دولة الخلافة التي تجمع شمل المسلمين شرقا وغربا، ولا يتسع المجال لنقل أقوالهم، ولكن نشير إلى بعض منها،


- تصريح الجنرال ريتشارد دنات، قائد القوات البريطانية السابق في أفغانستان الذي قال: "بصراحة إذا تبنى المسلمون الأفكار السياسية في الإسلام ونظام حكم الخلافة فإنه سيكون غير مقبول، وسيكون الرد العسكري من قبل بريطانيا مبررا"، وأضاف أنه لا يوجد لديه مشكلة مع المسلمين في صلاتهم أو في إقامة الشعائر الدينية، ما داموا خاضعين للحياة السياسية والقيم الغربية.


- في أواخر عام 2002م قام رئيس جهاز الاستخبارات الألماني (أوغست هانينغ) بجولة في عدد من الدول العربية بدأها بمنطقة الخليج التقى خلالها بقادة عدد من أجهزة المخابرات العربية ليحذر من قيام الخلافة.


- في نوفمبر عام 2004م نقلت مجلة نيوزويك الأمريكية عن كيسنجر داهية السياسة الأمريكية قوله: "إن العدو الرئيسي هو الشريحة الأصولية الناشطة في الإسلام والتي تريد في آن واحد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة وكل المجتمعات الأخرى التي تعتبرها عائقا أمام إقامة الخلافة".


- تحدث بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق فقال: "إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحكم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية"،


- قال جورج بوش الابن في 9/10/2005م: "عند سيطرتهم على دولة واحدة سيستقطب هذا جموع المسلمين ما يمكنهم من الإطاحة بجميع الأنظمة في المنطقة وإقامة إمبراطورية أصولية إسلامية من إسبانيا وحتى إندونيسيا".


- قال وزير دفاع أمريكا دونالد رامسفيلد في حفل توديعه: "إنهم يريدون الإطاحة وزعزعة أنظمة الحكم الإسلامية المعتدلة وإقامة دولة الخلافة".


- في سنة 2004م عقد مركز نيكسون للأبحاث مؤتمرا في استانبول تحت عنوان "تحديات حزب التحرير- فهم ومحاربة الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة" بحث فيه خطر حزب التحرير في سعيه لإقامة دولة الخلافة وانتشار دعوته في أوساط الأمة.


- قال رئيس فرنسا ساركوزي بتاريخ 24/8/2007م: "لا داعي لاستعمال اللغة الخشبية لأن هذه المواجهة يرغب بها المتطرفون الذين يحلمون بإقامة الخلافة من إندونيسيا إلى نيجيريا رافضين أي شكل من أشكال الانفتاح وأي شكل من أشكال الحداثة والتنوع".


- أقرت الخبيرة في شؤون حزب التحرير زينو باران بأنه: "قبل سنوات كان الناس يسخرون منهم عندما ينادون بالخلافة! أما الآن فقد انتشرت الدعوة إلى الخلافة".


- يقول الجنرال مايرز قائد قوات الكفر المحتل للعراق: إن الخطر الحقيقي والأعظم على أمن الولايات المتحدة هو التطرف الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة كما كانت في القرن السابع الميلادي،()


- وفي روسيا حذر الكاتب الروسي "جيرمان سادولييف" من "سان بطرسبرج" بمقالة بعنوان "دولة الخلافة الروسية" من قدوم دولة الخلافة.....


- وفي كتابه المفتوح الموجه إلى الرئيس الأمريكي أوباما أقر الكاتب الأمريكي (جو شيا) بأن: "الحقيقة الجلية هي أنه لا يستطيع أي جيش في العالم، ولا أية قوة عسكرية - مهما بلغت درجة تسليحها - أن تهزم فكرة"، داعيا أوباما إلى التفاوض مع دولة "الخلافة الخامسة" القادمة بدلا من مواجهتها.


هذا غيض من فيض ما صدر عن قادة العالم الغربي ومفكريه حول دولة الخلافة القادمة التي ترتعد فرائصهم عند سماعها. وهذه الأقوال تشهد على أن الغرب يدرك حق الإدراك أن الخلافة أصبحت ملء سمع العالم وبصره وأنها مطلب غالبية الأمة الإسلامية كما تكشف استبيانات الرأي العام، ما يذكرنا بانتشار دعوة الإسلام في يثرب عشية الهجرة النبوية.


صحيح أن الغرب نجح، إلى الآن، في احتواء انتفاضات ما سمي "بالربيع العربي" في تونس وليبيا ومصر واليمن، إلا أن هذا الحراك قد هز أركان الوضع السياسي الذي فرضه الغرب على بلاد المسلمين بعد هدم دولة الخلافة، وما نشهده اليوم في سوريا من ثورة عجزت أمريكا عن احتوائها أو لجمها أو إجهاضها بالإتيان بمرسي آخر يخدم مصالحها يدل على أن الأمة لم تعد تخدع بأنصاف الحلول...


لقد عمل حزب التحرير من أول يوم على توعية الأمة على حقيقة صراعها ضد الغرب الكافر وعملائه المحليين، وخاض صراعا فكريا سياسيا شرسا ضد الحكام الذين كان أول همهم محاربة الله ورسوله والعاملين لاستئناف الحياة الإسلامية.


ذاك هو الحزب الذي يعمل لإنهاض أمة الإسلام، خير أمة أخرجت للناس لتعود عزيزة بعد أن أنهكها الذل والهوان،


الحزب الذي يعمل لإعادة تحكيم شرع الله في الأرض بعد أن شاعت في الأرض عقيدة فصل الدين عن الحياة،


الحزب الذي يعرف ماذا يريد وكيف يصل إلى ما يريد،


الحزب الذي يستقي منهجه من كتاب الله وسنة رسوله قولا وفعلا، معتصما بحبل الله متمسكا بشرعه مهما ادلهمت عليه الخطوب وواجهته العقبات والصعوبات،
ولا زال الحزب بقيادة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة يغذ الخطى لصهر الأمة في سعيها لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة التي بشر بها عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إذ قال:


"تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت".


واثقا بوعد الله الحق: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)

 


فيا أمة الإسلام


هبوا إلى جنة عرضها السموات والأرض واستجيبوا لداعي الله ورسول الله


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)

 


ويا ضباط الجيوش المسلمة


اعملوا مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة فتنالوا مرضاة ربكم وتفوزوا بعز الدنيا والفلاح في الآخرة.....


أيها الأحبة المشاركون معنا في هذا الحدث الجليل اليوم والمتابعون لنا عبر العالم نقول لكم عسى الله أن يجمعنا بكم في ظل راية الخلافة في مؤتمرنا القادم
اللهم انصرنا بدينك وانصر دينك بنا وأكرمنا بمبايعة خليفة المسلمين عاجلا غير آجل


إنك ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



المهندس عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع