الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

المكتب المركزي: القسم النسائي "من يذود عن أطفال الغوطة؟"

كلمة بث حي عبر الفيسبوك ألقيت يوم السبت 24 شباط/فبراير 2018م

د. نسرين نواز / مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

(مترجمة)

 

 

   

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
 
 

أيها الإخوة والأخوات:

 

فيما أنتم تشاهدون هذا البث، لا تزال القنابل التي يلقيها النظامان السوري والروسي الوحشيان تسقط على رؤوس أمتنا في الغوطة الشرقية. لا يمكن للكلمات أن تعبر عن الأهوال التي نشهدها في هذه الأرض المباركة. فمنذ يوم الأحد الماضي، وخلال أسبوع واحد فقط، قتل أكثر من 500 شخص، من بينهم 150 طفلا... وما زال عدد الوفيات يرتفع يوما بعد يوم.

 

تستهدف هذه القنابل المدنيين بصورة عشوائية؛ رجالا ونساء وأطفالا ورضعا في المنازل والمحلات التجارية والمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والأسواق، ما يترك الأطفال مدفونين تحت أنقاض المباني. وقد أُجبر الأطفال على اللجوء إلى الكهوف والملاجئ أو أقبية منازلهم وهم ينتظرون دورهم للموت.

 

وقد لجأ الأطباء إلى رعاية الأطفال الخدج والأطفال حديثي الولادة في الحاضنات في الأقبية حيث يواجهون الموت من البرد القارس. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة الوضع بأنه "جحيم على الأرض".

 

فالأغذية والوقود والأدوية تعاني من نقص حاد بسبب ما يقرب من خمس سنوات من الحصار الوحشي الذي تمارسه الحكومة السورية. يستخدم الأطباء أدوية منتهية الصلاحية لعلاج المصابين والجرحى، وهناك مجاعة جماعية أثرت على الأطفال أكثر من غيرهم. فوفقا للأمم المتحدة، يقال إن حوالي 12٪ من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.

 

وها هن الأمهات يتمنين الموت قبل أن يموت أطفالهن، وهن يرين أن لا مفر من ذلك بسبب هذا القصف الوحشي العنيف... فهم على الأقل سيرتاحون وتنتهي معاناة المعدة الممتلئة! في حين إن الأمهات الأخريات يدعون أن يأخذ الله أرواح أطفالهن! لماذا...؟ لإنهاء آلامهم، لإنهاء معاناتهم... لأنهم على الأقل سيكون لديهم طعام في الجنة. هل يمكنكم أن تتخيلوا حجم المعاناة التي يعانيها الإخوة والأخوات، عندما تفضّل الأم الموت على حياة طفلها الذي تحب بكل قلبها، لأن الموت سينهي عذاباته!

 

أم هل يمكن أن تتخيل مدى اليأس، عندما ينقذ الأطباء في الغوطة الشرقية بقلوب منفطرة الطفل بعد الطفل، الذين أصيبوا من القصف المتواصل، مبتوري الأطراف، مصابين بالعمى، ممزقة أجسادهم الصغيرة إلى أشلاء... إنهم لم يعد لديهم القلب لإخراج الأطفال من أرحام الأمهات المصابات لأنهن لا يستطعن تحمل التفكير في أهوال العالم الذي سيولدون فيه.

 

الإخوة والأخوات الأعزاء،

 

ها نحن نرى القنابل التي تمطر على رؤوس الأطفال الجوعى من الغوطة الشرقية وهم يواجهون حملة الإبادة. وها نحن نرى الصف بعد الصف من الأطفال القتلى الملفوفين في أكفان الموت المضرجة بالدماء. ونرى دموع أمهات الغوطة وهن يبكين من أجل غذاء لإطعام صغارهن الذين يموتون جوعا. ونرى الهلاك الكامل على هذه الأرض المباركة، وذبح إخواننا وأخواتنا لجعلهم يذعنون، تمهيدا للغزو البري من قبل جزاري المجرم بشار وقتلته، الذي قد يكون أسوأ مما رأيناه في حلب.

  

وعلى الرغم من كل هذه الفظائع، فإن هذا المعاناة التي لا يمكن تصورها، فإن المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والأنظمة في العالم الإسلامي يشاهدون جميعا ما يجري، ويشيحون بوجوههم بعيدا، ما يعطي المجرم بشار وحلفاءه المجرمين - قتلة الأطفال هؤلاء - الرخصة لمواصلة الذبح مع الإفلات من العقاب. جاعلين من اتفاقياتهم بشأن حماية حياة الإنسان وحقوق الإنسان وحقوق الطفل ألعوبة فارغة!

  

من الواضح، أن هذا "الجحيم المستعر" ليست كافيا حتى لتحريك إنسانيتهم! فبالنسبة لهم، أنهار الدم التي سالت من أبناء الغوطة ثمن يستحق أن يدفع لتحقيق مصالحهم السياسية الملطخة بالدماء في هذه المنطقة! وفي الواقع، يبدو أنه لا يوجد حد للوحشية التي هم على استعداد أن يمارسوها لضمان تحقيق أهدافهم الأنانية.

  

أيها الإخوة والأخوات،

 

إنه لمن المؤكد أن لا حاجة إلى مزيد من الإثباتات لنبين أننا لا نستطيع أن نأمل كثيرا في أن تقدم الحكومات الغربية التي لا تخدم سوى مصالحها الذاتية أو الأمم المتحدة أو أنظمة العالم الإسلامي الحماية للأمة في سوريا عندما تخلوا جميعا عن أطفال الغوطة، في الوقت الذي لم تقدم فيه كل ما يسمى مبادرات السلام، والتدخلات وتقديم الحلول المقترحة إلا مزيدا من الوقت للمجرم السفاح بشار لتشويه واغتصاب وقتل المسلمين. إن ما نشاهده على شاشاتنا من الأهوال في الغوطة الشرقية، المصنفة على أنها "منطقة تصعيد" في قمة أستانة للسلام في العام الماضي... هي الوجه الحقيقي لما يسمى بمبادرة السلام في أعين روسيا، وتركيا، وإيران والمجتمع الدولي!

  

إذن، ما الذي يمكننا القيام به كأُمة لوضع حد لهذا الكابوس... لحماية دماء إخواننا وأخواتنا وأطفالنا في الغوطة؟

  

- بالطبع يجب علينا أن نستمر في تقديم أموال الصدقة... على أمل أن يصل ولو بعض منها على الأقل إلى أولئك الذين هم في حاجة ماسة إليها... لكننا نعلم أن المساعدات لن توقف سفك الدماء!

  

- وبالطبع أيضا يجب أن نُلح بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يُهزم نظام بشار المجرم وجميع حلفائه وأن يحمي أمتنا في سوريا من هذا الذبح والاضطهاد... لا حول ولا قوة إلا بالله... لا قوة إلا بالله فإنه هو القادر على كل شيء... ولكن ماذا قال لنا النبي الحبيب e؟ قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ».

  

فما هو المعروف الذي يجب أن نأمر به، والمنكر الذي يجب علينا أن نُنكره لنُنهي حمام الدم هذا على خيرٍ إن شاء الله؟ إن الواجب علينا أن ندعو إلى إقامة عاجلة لحكم الله؛ خلافة على منهاج النبوة، درع الأمة وحاميتها... كما قال النبي e: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

   

وإن علينا أن ندعو إلى وضع حد لحكم هذه الأنظمة الوضيعة في العالم الإسلامي... كلها دون استثناء... على صمتهم بل فعلهم ما هو أسوأ إذ يتآمرون مع المجرم بشار وأعداء الدين الآخرين في ارتكاب الجرائم بحق هذا الأمة.

  

- أنظمة كنظام مصر والسعودية والأردن والإمارات الذين عوضاً عن إرسال جيوشهم للدفاع عن نساء وأطفال الغوطة... يرسلونها لذبح وتجويع أطفال اليمن!

  

- أنظمة كنظام تركيا، التي عوضا عن استخدام طائراتها المقاتلة وترساناتها الهائلة لإنقاذ النساء والأطفال المسلمين في سوريا... تستخدم جيشها لقتل إخوانهم الأكراد.

  

- أنظمة كنظام باكستان، التي بدل إرسال جنودها لمحاربة الظالمين والقتلة لهذه الأمة... ترسلهم لمحاربة إخوانهم المسلمين نيابة عن أمريكا!

  

لا حول ولا قوة إلا بالله!

  

الإخوة والأخوات الأعزاء،

  

هل يمكن أن يكون هناك أي شك في أن الطريقة الوحيدة لإنهاء ذبح المسلمين في الغوطة الشرقية وسوريا كلها وكذلك في أجزاء كثيرة من العالم، هل يمكن أن تكون إلا بإقامة عاجلة للخلافة، لأن هذه القيادة الإسلامية وحدها هي من ستهتم حقا بحرمة الحياة البشرية، والتي ستكون درعا حاميا للمسلمين، والتي ستوحد جيوش المسلمين وتجيشها على وجه السرعة لوضع حد لهذا الجحيم المستعر؟

  

أليس من الواضح وبشكل صارخ أن ما يحتاجه أطفال الغوطة هو جيش للدفاع عن دمائهم وبث الرعب في قلوب قتلتهم... لذلك فإني أتوجه إليكم بسؤال... هل هناك أية دولة تعتقدون أنها سترسل حقا جيشها للقيام بذلك؟ لا! لأن مئات الآلاف من المسلمين قد قتلوا في سوريا على مدى السنوات السبع الماضية، ومع ذلك لم نر شيئا!

  

ونحن نعلم أنه بمجرد تجييش جيش على رأسه قيادة إسلامية مخلصة من شأنه أن يوفر الحماية للمسلمين! في الواقع، يرجع ذلك كله إلى غياب الخلافة، ما أعطى طغاة وقتلة المسلمين في هذا العالم مجالا على طبق من ذهب لترويع وذبح أطفال هذه الأمة. ولا يمكن أن نسمح لهذا أن يستمر!

  

الإخوة والأخوات،

  

إذا كنا كأمة لا نركز كل اهتمامنا وأوقاتنا وجهودنا بحزم وجدّ على هذا الحل الحقيقي... الإقامة العاجلة للخلافة... التي ستضع حدا لهذا الكابوس وتنهيه على خير... فإننا للأسف سنستمر في رؤية ذبح المسلمين في الغوطة وفي سوريا كلها، بل سنشهد تكرار الأمر في البلاد بعد البلاد بعد البلاد! أرجوكم لا تنظروا للخلافة على أنها أمر بعيد الأجل، وبأن إقامتها ستكون في المستقبل البعيد... لا! بل هي ضرورة ملحة الآن... وفي حين إننا نلهي أنفسنا بخليط من مبادرات مرقعة أو نضع الأمل في الخطط الغربية والدولية وعملياتهم الفاشلة... فإننا ببساطة نطيل معاناة أمتنا!

  

وفي ضوء الجرائم التي ارتكبت في قلب الغوطة، أطلق القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير حملة على الإنترنت بعنوان "من يذود عن أطفال الغوطة؟"، سندعو فيها المسلمين، وأصحاب النفوذ في الأمة، والإعلام، والعلماء، والأئمة وغيرهم، فضلا عن أولئك الموجودين في جيوش المسلمين، سندعوهم جميعا دعوة ملحة إلى إقامة الخلافة على منهاج النبوة.

  

ندعوكم لدعم هذه الحملة من خلال نشر موادها على نطاق واسع، والتي يمكنكم الوصول إليها على صفحة المرأة والشريعة على الفيسبوك. ولكن الأهم دعوتنا لكم إلى حمل الدعوة لإقامة الخلافة إلى كل من تعرفونه؛ أصدقائكم وعائلاتكم وكل من تستطيعون الاتصال به وعلى شبكات التواصل... وبخاصة إلى أصحاب النفوذ والتأثير ممن تعرفونهم، بما في ذلك أولئك في جيوش العالم الإسلامي؛ لا تألوا جهدا ولا تدخروا سبيلا! كما أرجوكم أيها الإخوة والأخوات... ألا تتأخروا، افعلوا ذلك الآن! لأننا قد شهدنا ما يكفي من سفك دماء أمتنا!

  

رسالتي الأخيرة هي رسالة إلى المؤمنين في جيوش المسلمين. يا أبناء الجيوش! يا من تملكون القوة العسكرية لإنهاء حمام دم المسلمين هذا! كم من الذبح أكثر مما شهدنا تحتاجون أن تشهدوا لتضعوا على عاتقكم الواجب الذي افترضه الله عليكم بحماية هذه الأمة من القمع الذي تعانيه؟؟؟ ألا يمزق قلوبكم الرعب والكرب العظيم الذي ترونه في عيون أطفال الغوطة؟ ألا تطارد عقولكم صرخات أمهاتهم؟ هل تعتقدون أنكم تمتلكون عذرا مقبولا، تقدمونه لربكم يوم القيامة، لتخليكم عنهم؟!

  

أنتم أحفاد القادة العظماء أمثال خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح ومحمد بن القاسم... فلماذا تخدعون أنفسكم بإقناعها أنكم مدينون بالولاء لهؤلاء المجرمين والجبناء الذين تسمونهم قادتكم في حين إن هؤلاء الخونة تخلوا عن المسلمين وتواطئوا مع أعداء دينكم وشاركوهم الجرائم بحق هذه الأمة! يا أبناء الجيوش الإسلامية! اكسروا قيد ولائكم لهؤلاء الخونة وليكن ولاؤكم وانقيادكم لخالقكم فتكونوا المدافعين عن أمتكم وتعطوا النصرة بدعمكم المادي لإقامة الخلافة!

  

أقبلوا على شرف أن تكونوا أنصار هذا الزمان وجيش الخلافة الراشدة الثانية فتصبحوا بذلك أبطال هذه الأمة وتنالوا الشرف العظيم في الآخرة إن شاء الله! يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾

  

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع