الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جواب سؤال

 

تحالف قائد الجيش الباكستاني مع أمريكا وموالاته لها

 

السؤال:

 

قال قائد الجيش الباكستاني عاصم منير خلال زيارته لأمريكا ("إن باكستان ترغب في توسيع المشاركة الثنائية مع الولايات المتحدة من خلال شراكة طويلة الأمد ومتعددة المجالات" وأكد أن "لقاءاته خلال زيارته للولايات المتحدة مع القيادة السياسية والعسكرية كانت إيجابية للغاية"... صفحة الجيش الباكستاني بالعربية على موقع إكس 2023/12/20) وكانت قيادة الجيش الباكستاني قد أعلنت في 2023/12/11 عن قيام قائد الجيش بزيارة الولايات المتحدة في أول زيارة رسمية له منذ تعيينه... فما المقصود من توسيع مشاركة باكستان مع الولايات المتحدة شراكة متعددة المجالات... وأن لقاءاته مع القيادة السياسية الأمريكية والعسكرية كانت إيجابية؟ فهل يعني ذلك المزيد من التحالف مع المستعمر الأمريكي، وخاصة في موضوع الهند وكشمير... ثم تجاه أفغانستان... وأيضاً لمنع نصرة أهل فلسطين أمام عدوان يهود ومن ثم القبول بكيان اليهود تحت مسمى حل الدولتين؟ وشكراً...

 

الجواب:

 

للإجابة على التساؤلات أعلاه نستعرض الأمور التالية:

 

1- أعلن عن تعيين عاصم منير قائدا للجيش يوم 2022/11/24 خلفا للجنرال قمر جاويد باجوا وبتزكية منه وبموافقة من رئيس الوزراء شهباز شريف الموالي لأمريكا، ما يدل على رغبة أمريكا بتعيينه قائدا للجيش وأنه سيوافقها على مطالبها كما وافقها باجوا وتعاون معها... وقد جاء تعيينه في وقت كانت باكستان تعاني من أزمة اقتصادية، فهو شخص يمكنه ضمان تدفق الأموال من السعودية ودول الخليج الأخرى، لأنه خدم في السعودية ويتمتع بعلاقات جيدة... (ويرى مراقبون أن زيارة قائد الجيش قد تمهد الطريق أمام المساعدات المالية التي تشتد الحاجة إليها... 2023/01/05 https://tribune.com.pk/)

 

وقد كان عاصم منير جزءاً من النظام العسكري التابع بمجمله لأمريكا... وتدرج في المناصب الأمنية والعسكرية فكان قائد المنطقة الشمالية في الجيش بين سنتي 2014-2016 ثم مديراً للاستخبارات العسكرية 2016-2018 وبعد ذلك مديراً للمخابرات العامة 2018-2019، وحارب في منطقة القبائل، فهو من أعمدة النظام الباكستاني التابع لأمريكا... ثم أقيل من منصب المخابرات بقرار من رئيس الوزراء السابق عمران خان دون إبداء أي سبب، وعين مكانه فايز حميد في هذا المنصب. وقد حدث خلاف بين عمران خان وبين الجيش على تعيين قائد الجيش الذي سيخلف باجوا عندما تنتهي ولايته يوم 2022/11/29. وذكرت الأنباء أن عمران خان كان على خلاف مع عاصم منير المقرب من باجوا، ويرغب بتعيين فايز حميد مدير عام المخابرات الداخلية ويعتبر مقربا منه. ويظهر أن عمران خان كان يسعى لفرض إرادته على الجيش بوصفه رئيس وزراء حتى لا يبقى تحت سطوة الجيش. إذ يتصرف الجيش بوصفه وصياً على الحكم ويفرض عليه السياسات التي يريدها. وبسبب هذا الخلاف أقيل عمران خان في نيسان 2022، ومن ثم رفعت ضده دعاوى بتهم الفساد وإفشاء أسرار الدولة. جاء في جواب سؤال في 2022/5/5: (... وكما قلنا آنفاً فلم يتوقع عمران خان أن تكون كل خدماته للجيش ومن ورائه أمريكا لن تجدي له نفعاً! وكأنه لم يدرك أن من يصل للحكم بدعم الكفار المستعمرين عميلاً لهم فإنه يصبح عندهم كحجر الشطرنج يحركونه كما يشاءون، بل يسقطونه كما يشاءون إذا لم يحقق لهم مصالحهم دون حيد، وهذا ما كان مع عمران خان!) وهكذا فلم تحتجّ أمريكا على إسقاط عمران خان وكانت موافقة على ذلك ضمنياً، علما أنه عميل لها، وقد وافق لها هو وباجوا وحميد على ضم كشمير للهند عام 2019، إذ كانوا في زيارة لأمريكا والتقوا برئيسها ترامب قبل الضم بأسبوعين ولم يقوموا بأي عمل جاد للرد على الضم، بل وافقوا عليه ضمنيا إرضاء لأمريكا وحرصا على مناصبهم وعلى بعض المصالح الضيقة. وقد كانت أمريكا تدعم تسلط الجيش على الحكم وعلى رقاب الناس، لأن قياداته أصبحت مرتبطة بها وتحقق مصالحها الاستعمارية، بخلاف الوسط السياسي الذي يوجد فيه عملاء لها كما يوجد عملاء لبريطانيا ولا تضمن ولاء الحكم لها إذا تغير العملاء في هذا الوسط.

 

2- ذكرت صفحة الجيش الباكستاني بالعربية على موقع إكس يوم 2023/12/11 أن ("قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية. وسيلتقي في زيارته كبار المسؤولين وغيرهم من المسؤولين في الولايات المتحدة. وهذه هي الأولى له منذ توليه المنصب")... ونقلت (الشروق نيوز المصرية 2023/12/11) عن صحيفة ذي إكسبرس تريبيون الباكستانية أن ("هذه الزيارة تأتي بعد زيارة مسؤولين أمريكيين كبار لباكستان الأسبوع الماضي، وقد قامت مسؤولة رفيعة في إدارة بايدن مختصة بقضايا اللاجئين بزيارة لمدة أربعة أيام إلى إسلام آباد وهي الأولى ضمن سلسلة من الزيارات لمسؤولين أمريكيين وسط تدهور العلاقات بين باكستان وأفغانستان وبقيت جولييتا فانس نويز مساعدة وزير الخارجية لمكتب السكان واللاجئين والهجرة في العاصمة الباكستانية حتى يوم الخميس الماضي 2023/12/7". ونقل في هذا اليوم أيضا عن قائد الجيش الجنرال عاصم منير قوله "إنه يؤيد قرار حكومة بلاده ترحيل الأجانب غير الشرعيين وأنهم يؤثرون على أمن باكستان واقتصادها كما أكد أن يتم ترحيلهم بكرامة ووفقا للواقع والقوانين المطبقة"). وهنا يظهر مدى تدخل أمريكا في شؤون الباكستان الداخلية ومنه موضوع اللاجئين، وهو موضوع يتعلق بالأفغان الذين لجأوا إلى الباكستان بسبب الحروب ويقيمون في بلدهم الثاني منذ سنين ومنهم منذ عقود... فهم ليسوا أجانب، بل بلاد المسلمين واحدة، وأمريكا هي التي تعمل على استغلال الخلافات بين البلدين المسلمين: الباكستان وأفغانستان، لتوظف هذه الخلافات في العمل لتركيز نفوذها في المنطقة... وهكذا تريد أمريكا أن تجعل العلاقات متوترة بينهما وتحول دون وحدتهما، ومن ثم تنشغل باكستان بهذا التوتر بينها وبين أفغانستان بدل أن تنشغل بقتال الهند لتحرير كشمير! فتضمن الهند تأمين الجبهة مع باكستان، وتركز حكومة مودي جهودها على خدمة أمريكا في الصراع مع الصين.

 

3- ونقلت صفحة المعرفة عن صفحة داون الباكستانية يوم 2023/12/15 أن ("قائد الجيش عاصم منير اجتمع مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم 2023/12/14 وبعد الاجتماع أصدر البنتاغون بيانا مقتضبا قال فيه "إن المسؤولين ناقشا التطورات الأمنية الإقليمية الأخيرة والمجالات المحتملة للتعاون الدفاعي الثنائي". وأنه "التقى الجنرال كيو براون رئيس هيئة الأركان المشتركة"). وذكرت الصفحة أن ("قائد الجيش التقى وزير خارجية أمريكا بلينكن ونائبته للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند ونائب مستشار الأمن القومي جوناثان فينر يوم 2023/12/15"). ونقلت الصفحة عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله ("إن باكستان شريك مهم، ونحن نتعامل مع مجموعة واسعة من المحاورين داخل الحكومة الباكستانية... إننا نتطلع إلى مواصلة الشراكة مع باكستان في مجال الأمن الإقليمي والتعاون الدفاعي". ونقلت الصفحة عن مصدر دبلوماسي حول اجتماعه مع بلينكن قوله "إنهما ناقشا مجمل العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي". وقد أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على سؤال حول لقاء قائد الجيش الباكستاني ورئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني مع أنتوني بلينكن، قائلاً: "إننا نتطلع إلى الشراكة معهم في التعاون الأمني والدفاعي الإقليمي"... موقع الحكومة الأمريكية 2023/12/18).

 

وكل هذا يبين اتساع لقاءات قائد الجيش الباكستاني العسكرية والأمنية بل والسياسية، وكأنه رئيس الدولة!... ولا يستبعد أن أمريكا تريد من اتساع هذه اللقاءات إعادة ضبط الأمور في باكستان، فهي تريد أن تتحقق من أن رجالها وسياساتهم في داخل باكستان على ما تريد، وبخاصة وأن الانتخابات في باكستان قد اقتربت (شباط/فبراير 2024) إن لم تؤجل... وهكذا فإن هذه اللقاءات وإن كانت في ظاهرها تحت مسمى "التعاون" ولكنها في حقيقتها ولاء لأمريكا... والغريب العجيب أن قائد الجيش عاصم منير، يظهر عليه التدين حتى إن بعضهم أطلق عليه "الجنرال الملَّا" أي الشيخ! ومع ذلك يعلن التحالف مع أمريكا والسير في مخططاتها وتنفيذ أهدافها وفتح المجال لها لتبسط نفوذها في المنطقة تحت مسمى الشراكة والتعاون الأمني والدفاعي... وكأنه لا يدرك أن التدين الحق بالإسلام يفرض عليه الولاء لله القوي العزيز ولرسوله ﷺ وليس للكافرين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً﴾... فالتدين ليس اسماً دون مسمى! ﴿أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾.

 

4- نشرت صفحة صوت باكستان في 2023/12/19: (قام رئيس أركان الجيش الفريق سيد عاصم منير بزيارة مقر القيادة المركزية في خليج تامبا في فلوريدا وناقش مجموعة من القضايا، بما في ذلك العلاقات العسكرية والأمن الإقليمي مع الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة. وقالت "العلاقات العامة للجيش الباكستاني" في بيان لها إن رئيس الأركان الباكستاني زار مقر القيادة المركزية الأمريكية وأجرى محادثات متعمقة مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا. وخلال الاجتماع تبادل الجانبان وجهات النظر التفصيلية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة التعاون في شؤون الأمن الإقليمي. وقال رئيس الأركان الباكستاني إن جنرالات الجيشين تبادلوا وجهات النظر حول سبل التدريب المشترك وأكدوا مجدداً على الحاجة إلى تعزيز التفاعلات التدريبية... وخلال الزيارة، زار أكبر جنرال باكستاني أيضاً مركز العمليات المشتركة للقيادة المركزية الأمريكية... وقدمت الإدارة بقيادة بايدن الدعم لباكستان... ووصفت باكستان بأنها "الحليف الرئيسي من خارج الناتو").

 

فمن ذلك يتبين مدى أهمية الزيارة، ومدى أهمية الرجل قائد الجيش الباكستاني لدى الإدارة الأمريكية واجتماعاته مع مسؤولين أمريكيين على أعلى المستويات، وبحثهم معه في القضايا المهمة والتركيز على التعاون الأمني والدفاعي، أي لتكون باكستان رأس حربة لأمريكا في المنطقة لمحاربة تحركات المسلمين ضدها ولتحافظ على نفوذها فيها، وأنها لا تكتفي بالعملاء السياسيين بل بالعملاء العسكريين تحت مسمى التعامل مع مجموعة واسعة من المحاورين داخل الحكومة الباكستانية، وتعتبر الباكستان شريكا مهما أي خادما مهما لسياساتها في المنطقة، علما أنها قد أعلنتها حليفا رئيسيا خارج الناتو منذ عام 2004.

 

5- قالت صفحة الجيش الباكستاني بالعربية على موقع إكس 2023/12/20 ("شارك قائد الجيش الجنرال عاصم منير في حوار صريح مع أعضاء مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية البارزة. وبين قائد الجيش وجهة نظر باكستان بشأن الأمن الإقليمي والإرهاب العابر للحدود وأهمية الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي في جنوب آسيا". وقال قائد الجيش "إن باكستان دولة ذات أهمية من المنظور الجيوسياسي والجيواقتصادي، وترغب في تطوير نفسها كمركز للتواصل وبوابة إلى آسيا الوسطى وخارجها" وشدد على أن "باكستان ترغب في توسيع المشاركة الثنائية مع الولايات المتحدة من خلال شراكة طويلة الأمد ومتعددة المجالات". وأكد أن "لقاءاته خلال زيارته للولايات المتحدة مع القيادة السياسية والعسكرية كانت إيجابية للغاية" وسلط الضوء على أن "باكستان وقفت كحصن ضد الإرهاب العابر للحدود لعقود من الزمن لضمان الاستقرار الإقليمي والسلام والأمن العالميين".

 

مبينا أن "باكستان قدمت مساهمات وتضحيات لا مثيل لها في حربها المستمرة ضد الإرهاب. وستواصل النضال حتى النهاية..." كما سلط الضوء على ضرورة حل قضية كشمير وفقا لتطلعات شعب كشمير وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقال: "إن كشمير هي نزاع دولي ولا يمكن لأي إجراء أحادي أن يغير طبيعة هذا النزاع ضد رغبات الملايين من سكان المنطقة" كما سلط الضوء على الحاجة الفورية لإنهاء المعاناة في غزة وتوفير المساعدة الإنسانية وتنفيذ حل الدولتين لتحقيق السلام الدائم في المنطقة).

 

6- وهنا يركز قائد الجيش الباكستاني على رغبته في توسيع التحالف مع أمريكا وموالاته لها تحت مسمى المشاركة الثنائية ويريدها طويلة الأمد ومتعددة المجالات، أي في المواضيع كافة، ويريد أن يجعل الباكستان حصنا لأمريكا لمحاربة الأمة وحركتها التحررية تحت مسمى محاربة الإرهاب العابر للحدود، أي بين أفغانستان والباكستان على الأخص وغيرها من البلاد الإسلامية على العموم، علما أنهما بلد واحد قسمهما ورسم حدودهما المستعمرون الذين كانوا يحتلون هذه البلاد وقسموها إلى دول متنازعة حتى تبقى ضعيفة لا تقوى على شيء ويتمكنوا من السيطرة عليها واستعمارها واستخدام بعضها ضد بعض.

 

وأما كشمير فقد تزامنت زيارة الجنرال منير إلى واشنطن مع تأييد المحكمة العليا الهندية اندماج الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير، اندماجه مع الهند، فقد نقلت الجزيرة نت 2023/12/14: (أعلن مجلس قضائي مكوّن من 5 قضاة، بما فيهم رئيس المحكمة العليا تشاندرشود، قراره في 12 كانون الأول/ديسمبر الحالي، بقبول قرار الحكومة المركزية بإلغاء الاستقلال الذاتي لكشمير...) والهند لم تتخذ هذا القرار إلا بموافقة أمريكا ودعمها، ومع ذلك فقائد الجيش يزورها ناسياً أو متناسياً دعمها للهند وعداوتها لباكستان! ثم إن قائد الجيش اعتبر قضية كشمير دولية وأنها تحل حسب قرارات الأمم المتحدة الجائرة، علما أن قضية كشمير قضية إسلامية وهي بلد محتل من قبل الهند يجب على الباكستان أن تقوم وتحررها وتساعد أهلها في مقاومة الاحتلال والغطرسة الهندوسية، لا سيما وأنها قادرة على ذلك، إذ إن الحركات الجهادية الكشميرية كادت أن تنتصر على الهند بدعم من الجيش الباكستاني في معركة جبال كارغيل عام 1999 لولا خيانة رئيس الوزراء نواز شريف وقائد الجيش برويز مشرف حينذاك عندما أمرتهما أمريكا بوقف هذا الدعم وسحب القوات الباكستانية وإعلان الحركات الكشميرية إرهابية.

 

وأما عدوان يهود الوحشي على غزة وحل الدولتين الذي يقول عنه (وتنفيذ حل الدولتين لتحقيق السلام الدائم في المنطقة) فإن فلسطين أرض مباركة... أرض إسلامية لا يصح أن يكون لليهود فيها سلطان، ولا حل الدولتين له فيها مكان، بل كما فتحها الفاروق وحفظها الخلفاء الراشدون وحررها صلاح الدين وصانها عبد الحميد من يهود... وهكذا فإن فلسطين أرض إسلامية... وهي ليست معروضة للبيع، ولا تقبل القسمة بين أهلها وبين الذي احتلها وأخرج منها أهلها... فحلها ليس الدولتين، بل هو كما قال العزيز الجبار وقوله سبحانه هو الحل الحق ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾.

 

7- إن المشكلة تكمن في عقلية حكام الباكستان وقادتها العسكريين وطريقة تفكيرهم الخاطئة، إذ جعلوا أنفسهم مطية لأمريكا، مع أنّ لديهم الإمكانيات الهائلة في أن يصبحوا دولة كبرى تتحدى أمريكا وتزاحمها، ويعالجوا قضاياهم ومشاكلهم بأنفسهم حسب مفاهيم ومقاييس دينهم التي جاء بها رسول الله ﷺ وحياً من الله القوي العزيز، فأنقذ العرب من صراع الجاهلية فيما بينهم، وجعلهم بالإسلام خير أمة أخرجت للناس... فتحت بلاد فارس وأزالت دولة الفرس وكانت دولة كبرى حينذاك... وفتحت القسطنطينية عاصمة الروم وكانت أيضاً دولة كبرى حينذاك... وعز الإسلام والمسلمون بدولة الإسلام التي أنارت الدنيا بالعدل ومن ثم حق الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا... وهذا ما يستنصركم حزب التحرير لتحقيقه بإقامة دولة الإسلام، الخلافة على منهاج النبوة كما وعد الله سبحانه ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ وبشر به رسوله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ» أخرجه أحمد.

 

في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة 1445هـ

2024/01/03م

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع