الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أجوبة أسئلة سياسية  الانتخابات الباكستانية | اعتراف أميركا باستقلال كوسوفو | جولة بوش الإفريقية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أجوبة أسئلة سياسية

الانتخابات الباكستانية | اعتراف أميركا باستقلال كوسوفو | جولة بوش الإفريقية

 

 

أولاً:ـ وفق النتائج الأولية للانتخابات الباكستانية التي نشرت أمس بعد فرز الأصوات لـ 222 من مقاعد الجمعية الوطنية البالغ عددها 272، فاز حزب الشعب الذي كانت تقوده بنازير بوتو بـ 73 مقعداً، وحزب الرابطة جناح نواز شريف بـ 63 وحزب الرابطة جناح قائد الذي يدعم مشرف بـ 29 مقعداً فقط ... وهذه صوره قريبة من الصحة عن النتائج النهائية ... وهذا كاف ليبين مدى تراجع التأييد لمشرف، فهل يعني ذلك أن نفوذ أمريكا في باكستان قد تراجع لدرجة الانحسار من باكستان في مقابل عودة النفوذ البريطاني إلى باكستان عن طريق حزب بوتو؟

 

للجواب على هذا السؤال لا بد من ذكر الأمور التالية:


1ـ لقد كان واضحاً أن مشرف قد فقد شعبيته تجاه المسلمين منذ رمى بنفسه في أحضان أمريكا ودعمها في الحرب على أفغانستان، وهيأ لها أجواء باكستان منطلقاً للعدوان على أفغانستان ... ثم ما قام به من مجازر في منطقة القبائل والمناطق الحدودية مع أفغانستان، ومن بعد ما قام به من مجزرة المسجد الأحمر ... وما تبع ذلك من أحداث دموية قام بها في (سوات) وغيرها..

 

2ـ لهذا رأت أمريكا أن لا بد من دعم مشرف بالحركات العلمانية، فعقدت صفقة مع بريطانيا وبالتالي بين مشرف وبنازير بوتو التي كانت (منفية) في بريطانيا عدد سنين، وكانت خلالها قد سارت مع بريطانيا وبالتالي أصبح تأثير بريطانيا في حزبها قوياً. وكانت الصفقة تقضي أن ترفع تهم الفساد ... التي كانت موجهة إلى بوتو وتعاد (نظيفة) إلى باكستان، ويساعد حزبها في انتخاب مشرف رئيساً للجمهورية وفق الهيئة الانتخابية البرلمانية السابقة، أي قبل الانتخابات البرلمانية الحالية، ثم تصبح بوتو رئيسة للوزراء ... أي تقاسم للسلطة: فمشرف رئيس للجمهورية، وبوتو رئيس للحكومة. ولقد اضطرت أمريكا لذلك حفاظاً على بقاء مشرف في الحكم ضماناً لمصالحها، وقبلت بأن تتنازل شيئاً ما لبريطانيا أي لبوتو، لأنها كانت تخشى أن تخسر معظم نفوذها، إن لم يكن كله، بخسارتها لمشرف نظراً للحملة الشعبية من المسلمين ضده في باكستان.

 

وسارت الأمور وفق الصفقة، فرجعت بوتو، وانتخب مشرف رئيساً للجمهورية، حيث تخلى حزب الشعب في البرلمان عن الوقوف ضد انتخابه ... وبدأت بوتو تجوب باكستان بحملاتها المحسوبة جيداً.

 

3ـ لكن بوتو لاحظت مدى كراهية الناس لمشرف، فاستغلت هذه النقطة على طريقة الانجليز، وركبت الموجة وصارت حملاتها مركزة ليس على حدود الصفقة بل لإسقاط مشرف وقد نجحت في ذلك لدرجة أقلقت أمريكا وبالتالي مشرف ... ثم اغتيلت بوتو ...، ومع ذلك زادت شعبية الحزب ولم تنقص، وكاد الحزب يستقطب، ليس مؤيديه فحسب، بل كل معارضي مشرف، ليس حباً في حزب الشعب،بل كراهية لمشرف.

 

4ـ وكان هذا جرس إنذار لأمريكا فخشيت أن تكتسح بوتو الانتخابات، ليس فقط بأن تفوز بالأغلبية، بل قد تصل إلى الثلثين، ما يجعل إمكانية قلع مشرف وبالتالي النفوذ الأمريكي وعودة النفوذ الانجليزي، جعل ذلك ممكناً بل ميسوراً. عندها قررت السماح لنواز شريف بالعودة إلى باكستان، واشتراك حزبه في الانتخابات، والظهور بمظهر المعارض لمشرف، وبالتالي استقطاب قسم من المعارضين لمشرف، فلا تذهب أصوات المعارضين كلها إلى حزب بوتو.

 

5ـ إن نواز شريف هو من عملاء أمريكا السابقين، وقد غضبت عليه أمريكا عندما لم يستطع، وهو رئيس للوزراء، منع الجيش الباكستاني من نصرة مجاهدي كشمير في احتلال مرتفعات كارغيل في أواخر القرن الماضي (1999م)، ما وجه ضربة قاصمة لحزب جاناتا الحاكم في الهند بزعامة فاجبايي الموالي لأمريكا.

 

لقد كسبت أمريكا ولاء فاجبايي بعد ما بذلت الوسع في ذلك، لأن حزب المؤتمر الموالي للانجليز كان يقود حكم الهند لسنين عدة، فلما وصل فاجبايي الموالي لأمريكا للحكم كانت أمريكا تدعمه عسكرياً واقتصادياً وأمنياً، آملة أن يدخل نفوذها ويستقر في الهند (أو على الأقل تشارك بريطانيا) بعد أن تفرد حزب المؤتمر عقوداً عدة بحكم الهند.

 

وكان احتلال مجاهدي كشمير لمرتفعات كارجيل بمساعدة الجيش الباكستاني نكسة بل نكبة لحكم فاجبايي، ... وهكذا غضـبـت أمريكا على نـواز شـريف، ثم كانت حركة مشرف الانقلابية، ثم سحب الجيش الباكستاني ومجاهدي كشمير من مرتفعات كارجيل.

 

وبقي نواز شريف (منفياً) من باكستان نحو ثماني سنين، وأمريكا لا تقبل عودته تأديباً له، إلى أن كان تعاظم شعبية حزب بوتو، وإخلالها بشروط الصفقة، وبالتالي توقع نيلها ثلثي الأصوات أو على الأقل الغالبية، ما يمكنها من تشكيل الحكومة وحدها وتغيير قواعد اللعبة وحدها..

 

عندها (رضيت) عن نواز شريف وأعادته إلى باكستان بطريقه أظهرته معارضاً لمشرف في تصريحاته المتناغمة مع بوتو، حتى إنهم أظهروه أكثر معارضة من بوتو حيث لم يرفعوا عنه قيد ترشيح شخصه، ولكنهم دعموا ترشيح حزبه!

 

6ـ ثم أجريت الانتخابات في هذا الجو، فتقاسم حزب بوتو وحزب نواز أصوات المعارضة لمشرف، وأظهرت النتائج الأولية أن حزب بوتو لم يحصل لا على الثلثين ولا على الأغلبية بل هو مضطر إلى حكومة ائتلافية!

 

7ـ مما سبق يتبين أن كفة أمريكا لا زالت هي الراجحة:


أ) فمشرف هو رئيس الجمهورية، وكان قد أدخل تعديلات دستورية أعطت الرئيس بعض الصلاحيات الفعلية على حساب صلاحية رئيس الحكومة.


ب) حزب نواز شريف ذو مقاعد مؤثرة (تقارب حزب بوتو)، ولا يمكن استبعاده من التأثير، سواء استطاع حزب بوتوتشكيل حكومة ائتلافية معه أم مع حزب الرابطة الجناح الموالي لمشرف، أم حتى مع مستقلين وأقليات أخرى ... فإن حزب بوتو في جميع الحالات سيجد نفسه محاصراً بقوى أمريكية فاعلة.


ج) ثم إن حزب بوتو هو "تجمع" حزبي وليس "تكتلاً "حزبياً ذا مبادئ ثابتة محددة، لهذا فمن السهل تغير ولاءاته، فمثلاً قد مر الحزب سابقاً في تقلب في الولاء فكان قريباً من أمريكا قبل نفي بوتو إلى بريطانيا وبقائها تلك السنين هناك حيث كسبت بريطانيا ولاءها ... ولذلك فهو حزب عرضة للتقلب.

 

8ـ مما سبق يتبين أن نفوذ أمريكا لازال في باكستان، وأقصى ما هنالك أن بريطانيا قد وجدت مكاناً لا بأس به في باكستان (تدس) أنفها فيه، ما يجعل شيئاً من الصراع السياسي بين أمريكا وبريطانيا يدور في الخفاء: تأثير أمريكا في حزب بوتو أو توسيع بريطانيا للمكان الذي (تدس) أنفه فيه في باكستان ...

 

9ـ والخلاصة أنه لا يمكن القول أن نفوذ أمريكا في باكستان قد تراجع إلى درجة الانحسار بسبب نتائج الانتخابات، وإن كانت درجة حرارة هذا النفوذ قد خفت بعض الشيء.


--------------------

 

ثانياً: أعلنت (كوسوفو) أمس استقلالها، وسارعت الولايات المتحدة للاعتراف بها. والمعروف أن أمريكا هي كانت وراء هذا الاستقلال، فهل يعني هذا أن إدارة بوش تريد بمساعدة مسلمي كوسوفو إصلاحَ موقفها من المسلمين في الشرق الأوسط بعد جرائمها في العراق وأفغانستان نتيجة عدوانها المستمر هناك؟

 

الجواب:


1ـ إن الولايات المتحدة لم تدعم استقلال كوسوفو من أجل الإسلام والمسلمين، بل إن هذا ليس وارداً عندها لا من قريب ولا من بعيد.


إن المسألة تتعلق بصربيا، فقد شكلت صربيا شوكة في حلق أمريكا التي تريد بسط نفوذها في البلقان، حيث إن وجود أمريكا في البلقان يمكنها من التأثير والتحكم بفاعلية في المنطقة، فالبلقان بوابة روسيا وآسيا الوسطى وكذلك بوابة ما تسميه أمريكا (أوروبا الجديدة) في البلقان وأوروبا الشرقية، وهذا التحكم يخدم مصالح أمريكا سياسياً واقتصادياً وأمنياً وحتى عسكرياً.


وقد كانت صربيا عائقاً صلباً (أو على الأقل مضايقاً) أمام هذا الأمر، ولذلك اهتمت أمريكا بإضعاف صربيا، فكانت وراء فصل الجبل الأسود عن اتحاده مع صربيا، وكانت وراء حملة الحلف الأطلسي على الجيش الصربي في كوسوفو وفي صربيا نفسها، وكانت وراء مشاريع فصل كوسوفو..

 

2ـ إن استقلال كوسوفو هو عملياً ليس من نوع استقلال الدول المعروف، فهو وفق قرار دولي يبقي كوسوفو تحت وصاية دولية باسم الأمم المتحدة، ولكنها فعلياً وصاية أمريكية تتحكم في رئيس كوسوفو، ورئيس وزرائها وكل حكومتها ...

 

3ـ أما ما أظهر الأمر وكأنه مساعدة للمسلمين وإنقاذ لهم، فهو فظاعة الجرائم الوحشية التي ارتكبتها حكومة صربيا ضد مسلمي كوسوفو، فقد ارتكبت فيها من المجازر ما جعل المسلمين في كوسوفو ينظرون إلى حلف الناتو وبخاصة أمريكا كناصر لهم، وهذا ما ظهر في الاحتفالات، فقد كانت أعلام أمريكا مرفوعة في الاحتفالات بقدر يكاد يساوي أعلام كوسوفو (المستقلة) إن لم تكن أعلام أمريكا أكثر.

 

والخلاصة أن أمريكا بذلت الوسع في موضوع كوسوفو إضعافاً لصربيا المحسوبة على روسيا، وذلك لتصبح البلقان بأكملها قلعة من قلاع أمريكا دونما عوائق، ولم يكن ذلك نصرة للمسلمين ولا تصحيح موقع أمريكا عند المسلمين في الشرق الأوسط، فجرائم أمريكا في بلاد المسلمين في تصاعد مستمر.


إن نصرة المسلمين وإنقاذهم من جرائم الكفار، سواء أكان المجرمون أمريكيين، أم بريطانيين، أم يهوداً، أم روساً أم صرباً أم هندوساً ... في أفغانستان، والعراق، وفي فلسطين، والشيشان وكوسوفو والبوسنة والهرسك، وكشمير ... لا يقوم به الكفار، فالكفر ملة واحدة، وإنما يقوم بالنصرة والإنقاذ المسلمون الصادقون المجاهدون بقيادة خليفتهم، في دولة الخلافة الراشدة.


وإنه لمما يحز في النفس أن الجرائم الوحشية ترتكب في بلاد المسلمين، ولا يجدون لهم حاكماً مسلماً صادقاً ينصرهم، لدرجة أن بلغ بهم الهوان أن يلتمسوا إنقاذهم من الكفار!


--------------------

 

ثالثاً: يقوم بوش بزيارة إلى خمس دول في أفريقيا بنين، وراواندا، وتنزانيا، وغانا، فهل يعني ذلك أن أمريكا تشن حملة سياسية (ساخنة) ضد أوروبا في أفريقيا من خلال هذه الزيارات؟

 

الجواب: إن الأمر ليس كذلك، حيث إن الدول الخمس التي زارها بوش هي من أتباع الولايات المتحدة دونما منازع أوروبي، فهو لم يجعل في جدول زيارته دولاً محسوبة على فرنسا أو بريطانيا، ليس هذا فحسب، بل هو لم يجعل في جدول زياراته دولاً متنازعاً عليها بين أمريكا وأوروبا مثل تشاد أو كينيا ... وحيث إنه اقتصر في زياراته على الدول التابعة لأمريكا تبعية مستقرة، فهذا يعني أن زيارته تلك ليست حملة سياسية ضد أوروبا لا ساخنة ولا باردة.

 

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في سنة الانتخابات يكون (مقصقص) الأجنحة من حيث فاعلية السياسة الخارجية، فهم يصفونه بالبطة العرجاء، هذا في حالة الرئيس الناجح، فكيف لرئيس مثل بوش؟ فهو بطة (كسحاء)!

 

إن الراجح في زيارات بوش هذه أنها لأغراض انتخابية لدعم الحزب الجمهوري في الانتخابات، فان حملة الحزب الديمقراطي تركز على فشل سياسة الحزب الجمهوري الخارجية، ولذلك فإن بوش يتقصد زيارة الدول التي له فيها (احترام) لإبراز الوجه (غير القبيح) في السياسة الخارجية. فهو يزور دولاً خمساً في أفريقيا التي لأمريكا (تأييد) فيها، تماماً كما زار فلسطين المحتلة وسلطة عباس، ودول الخليج ... لأغراض انتخابية.

 

ومثل هذه الزيارات عادة لا تكون لإقرار مشاريع أو حلول، بقدر ما هي لإبراز حرارة الاستقبال، والبساط الأحمر المفروش له ...

 

14 صفر الخير 1429هـ
20/02/2008م

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع