الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جواب سؤال: لماذا الحرص الشديد من الحكومة المؤقتة في قرغيزستان على إجراء استفتاء حول الدستور الجديد؟

 

 

 

 

السؤال:

 

أجري استفتاء في 27/6/2010حول الدستور الجديد في قرغيزستان، وقبل أن تجف الدماء التي سالت في الأحداث المأساوية! ولم تقبل الحكومة المؤقتة تأجيل الاستفتاء حتى تعود الأوضاع إلى حالتها الطبيعية، ويعود المشردون من ديارهم إلى منازلهم المدمرة، بل أصرت الحكومة على إجراء الاستفتاء رغم كل هذه الظروف!

فلماذا هذا الحرص الشديد من الحكومة على إجراء الاستفتاء بدل الحرص على إعادة إعمار ما دُمِّر وأُحرق، ومعالجة الدماء التي سالت في الأحداث العرقية بين الأوزبك والقرغيز في الجنوب؟

 

 

 

الجواب:

 

قبل الدخول في التفاصيل، نشير إلى واقع لافت للنظر ظهر مؤخراً على تصرفات الاتحاد الروسي، وهو إعادة إسلوب الاتحاد السوفيتي في البطش بالحديد والنار ضد معارضيه في الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي حتى بعد تفككه وانهياره! وقد ظهر ذلك في إحداث عدة من احتلال شمال جورجيا إلى أحداث قرغيزيا. أما أحداث جورجيا فاحتلال شمالها ماثل للعيان، وأما أحداث قرغيزيا فقبل ذكر الأحداث الأخيرة نعود قليلاً إلى أحداث الإنقلاب على باكييف لتوضيح الصورة:

1- لقد دعمت روسيا انتخاب باكييف في 23/7/2009 وقد كان دعم الروس لانتخابه لافتاً للنظر، فقد حضر الرئيس الروسي مدفيديف بنفسه إلى قرغيزيا واشترك في مراسم التنصيب التي أقيمت لباكاييف في 2/8/2009!

2- لقد لاحظت روسيا على باكييف تقرباً من أمريكا، ظهر في حدثين مؤثرين:

  • الأول: زيارة ريتشارد هولبروك مبعوث الرئيس الأمريكي لأفغانستان لقيرغيزيا في 19/2/2010، وقد اجتمع مع كل من رئيسي البلدين. وقد ذكرت صفحة "روسيا اليوم" عن "انترفاكس الروسية" في 19/2/2010 أن هولبروك بحث مع الرئيس كرمان بيك باكييف:"آفاق العلاقات الثنائية والوضع في أفغانستان وتبادل الطرفان بعيدا عن الأضواء الآراء حول الوضع في أفغانستان وتناولا طرق تنشيط التعاون المتبادل للمنفعة بين البلدين". وذكرت أن المكتب الصحفي للرئاسة القرغيزية نقل عن باكييف انه صرح بان "بلاده تولي أهمية وأولوية لتطوير العلاقات القرغيزية الامريكية وتنشيط التعاون الثنائي". ووكالة انترفاكس الروسية وهي تنقل الخبر تراها تضيف جملة "وتبادل الطرفان بعيدا عن الأضواء" أي بصورة سرية بعيدا عن أنظار الروس حتى لا يعلموا ما اتفق عليه عميلهم باكييف مع الأمريكيين. فهذا غمز وتلميح من الروس بان شيئا ما حدث بين الرئيس القرغيزي والأمريكيين.
  • الثاني: ذكرت صفحة "روسيا اليوم" في 17/3/2010 أن "الولايات المتحدة أعلنت مؤخرا تخصيص 5,5 مليون دولار لمساعدة قرغيزيا في بناء مركز لتدريب الوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب في مدينة باتكين". وقد سألت "روسيا اليوم" الكسندر كينازوف مدير فرع بشكيك لمعهد بلدان رابطة الدول المستقلة عن موضوع هذا المركز فقال:" إن واشنطن قد تستخدم هذا المركز لتلبية احتياجاتها في آسيا الوسطى. وان شعار مكافحة الإرهاب ليس سوى ذريعة لتحقيق الأهداف الامريكية كما هو في العراق وأفغانستان". وأضاف:"إن واشنطن تسعى عبر هذه المشاريع في آسيا الوسطى إلى التصدي لمنافسة روسيا والصين في المنطقة".

3- لقد أوجس الروس خيفة من زيارة هولبوروك لقرغيزيا، واجتماعه مع رئيسها باكييف، وبعيدا عن الأضواء، وحصول اتفاقيات سرية بين الطرفين، وقد تُوِّجت بتأسيس مركز أمريكي في قرغيزيا لتدريب قوات خاصة، وتجنيد عملاء تحت ذريعة ما يسمى محاربة الإرهاب، وذلك حتى تُقوِّي أمريكا نفوذها في قرغيزيا، ثم تنطلق منها إلى مناطق أخرى.

لقد كان اتفاق تأسيس مركز أمريكي لتدريب قوات خاصة، أو بعبارة أخرى لتخريج عملاء لأمريكا في قرغيزيا، هذا الأمر كان دقّاً لناقوس الخطر، وانطلاقاً نحو تجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة لروسيا، لذلك أسرعت بالانقلاب منعاً لتمادي باكاييف في علاقته مع أمريكا، وكان واضحاً على روسيا نشوة "الانتصار" في تنفيذ الانقلاب على باكاييف وإسقاطه في8/4/2010.

وهكذا قامت روسيا بتأديب عميلها السابق باكييف لما لاحظته عليه من تباعد عنها!

4- لقد بقي على روسيا معالجة موضوع كريموف في أوزبكستان وقطعه حباله مع روسيا وسيره مع أمريكا، بعد أن كان يسير معها، خصوصاً وقد ساعدته عسكرياً في أحداث أنديجان، إلا أن إغراءات أمريكا له اقتصادياً وأمنياً جعله يظهر ميلاً متزايداً لأمريكا وبعداً ملحوظاً عن روسيا.

وقد ظهر ذلك منذ أوائل العام الماضي عندما قررت روسيا إنشاء قوات الرد السريع أو بتسمية أخرى الانتشار السريع بتاريخ 4/2/2009. وقد وقعوا على هذه الاتفاقية في موسكو بتاريخ 14/6/2009 وقد امتنعت أوزبكستان عن توقيعها. ولم تشارك أوزبكستان في مناورات 26 آب/ أغسطس2009 في منطقة منظمة الأمن الجماعي والتي استمرت حتى 15 تشرين الأول/أكتوبر2009. فتصرف أوزبكستان يعتبر شبه تجميد لعضويتها في هذه المنظمة ولكن لم تعلن ذلك رسميا. ليس هذا فحسب بل إن أوزبكستان اعترضت على تأسيس قاعدة ثانية لروسيا في قرغيزيا لأنها تهدد كيانها حيث ستقام هذه القاعدة على مقربة من الحدود الأوزبكية في منطقة وادي فراغانة. فقد نقلت وكالة نوفوستي في 5/8/2009 بان أوزباكستان أعلنت كما جاء في بيان نشرته وكالة "جاخون" التابعة لوزارة الخارجية الأوزبكية في 3/8/2009 عن أنها لا ترى ضرورة أو جدوى لتنفيذ الخطة الخاصة بنشر قاعدة عسكرية روسية أخرى بالإضافة إلى القاعدة الروسية في كانْت في جنوب قرغيزيا، مشيرة إلى أن نشر قاعدة جديدة قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة".

وفي 18/8/2009 صرح رئيس النظام في أوزبكستان كريموف خلال لقائه الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس في طشقند عاصمة أوزبكستان قائلاً:" بان أوزبكستان مستعدة لتوسيع التعاون البناء مع الولايات المتحدة على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة المتساوية". ( وكالة نوفوستي الروسية 18/8/2009).

وقامت أمريكا بتوقيع اتفاقية مع أوزبكستان لنقل حمولات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) من أوزبكستان إلى أفغانستان. [المصدر: مركز الدراسات الاستراتيجية الوطني بتاريخ 04/04/2009]. إلا أن العلاقات بين الإدارة الأوزبكية والأميركية لم تقتصر على ذلك بل إن الإدارة الأميركية قامت بإصدار رسالة تهنئة لأوزبكستان بمناسبة الذكرى 18 لاستقلالها، ومن ثم قام كريموف بقبول زيارة السفير الأميركي في أوزبكستان "ريتشارد نورلاند"، وقَبْلَ ذلك في 18 آب/أغسطس قَبِلَ كريموف زيارة قائد القوات المركزية للولايات المتحدة الأميركية الجنرال "ديفيد هووال بتراوس"، وتم توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين تحوي برامج عسكرية وتدريبية وتعليم مهني.

وهكذا فإن كريموف يبتعد عن روسيا ويقترب من أمريكا.

5- وعلى طريقة روسيا فكان لابد من وضع حد لتقرب كريموف من أمريكا، وهكذا كان، فقد أرادت روسيا أن توجد مشكلة لأوزبكستان فتهجر أعداداً كبيرة من الأقلية الأوزبكية من قرعيزيا إلى أوزبكستان، بحيث توجد مبرراً للتدخل لحل المشكلة عن طريق منظمة الأمن الجماعي التي كانت أوزبكستان قد جمدت عضويتها فيها منذ زمن... ولأن المشكلة ستكون صارخة تضطر معها أوزبكستان للعودة إلى منظمة الأمن الجماعي لحل المشكلة، وبطبيعة الحال هي بزعامة روسيا، فتعود أوزبكستان إلى بيت الطاعة الروسي، ومن ثم تبتعد عن أمريكا.

6- لذلك دفعت روسيا الحكومة المؤقتة وأزلام روسيا في قرغيزيا، وليس القرغيز الشرفاء، بالهجوم على الأوزبك بالحرق والتدمير والقتل... لطردهم تجاه الحدود الأوزبكية، وكادت الخطة أن تنجح فتوافق أوزبكستان على الاشتراك في منظمة الأمن الجماعي وإرسال قوات بقيادة روسيا لحل المشكلة، لولا تدخل السفير الأمريكي في طشقند بلسان الحكومة الأمريكية، التي اتصلت بالحكومة الاوزبكية وأقنعتها بعدم المشاركة مع قوات منظمة الامن الجماعي فاستجابت هذه الحكومة واغلقت الحدود في وجه النازحين من الاوزبك بعدما فتحتها في البداية ووصلها حوالي 100ألف نازح. فالظاهر انهم ارادوا اي الروس والحكومة العميلة في قرغيزيا، ان ينزح مئات الالاف من الاوزبك الى اوزبكستان لتخلق أزمة بين البلدين، ثم تتدخل منظمة الأمن الجماعي بعد عودة أوزبكستان اليها بقيادة روسيا لحل المشكلة، ومن ثم تجري مفاوضات لارجاعهم وبذلك تقوم روسيا وتستغل الوضع بالضغط على اوزبكستان لارجاعها الى حظيرتها وفرض شروط اخرى عليها مقابل ارجاع النازحين الى ديارهم في قرغيزيا، غير أن أوزبكستان كما قلنا رفضت بتدخل من الحكومة الأمريكية، ولذلك اشاد مساعد وزيرة الخارجية الامريكية روبرت بليك بتصرفات اوزبكستان واغلاقها الحدود في وجه النازحين.

7- ومما يؤكد أن روسيا أرادت استغلال المهجرين إلى أوزبكستان لإعادة أوزبكستان إلى منظمة الأمن الجماعي قيام رئيسة الوزراء القرغيزية المؤقتة روزا أتون بايفا كما نقلت وكالة نوفوستي الروسية في 12/6/2010  بالطلب من الرئيس الروسي ميدفيديف ارسال قوات لمساعدتها على تهدئة الاوضاع، لكن روسيا كما ورد على لسان ناتاليا تيموكوفا المتحدثة باسم الرئيس الروسي "رفضت ذلك بدعوى ان الصراع داخلي وان الظروف لا تتطلب مشاركة روسية فعالة"، أي لا يتطلب اشتراك روسيا وحدها. وما يؤكد ذلك ما نقلته صحيفة فيدوموستي الروسية نقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية قوله:" ان نشر قوات في قرغيزيا وتمويلها امر صعب من دون مساعدة اوزبكستان". مما يدل على ان اوزبكستان هي مستهدفة في هذه الاحداث لاجبارها على اعادة نشاطها وتفعيل عضويتها في منظمة الامن الجماعي ومن ثم الاشتراك في قوة الرد السريع تحت امرة روسيا. ولكن عندما لم تتجاوب اوزبكستان قررت روسيا باسم منظمة الامن الجماعي في 14/6/2010 ارسال معدات عسكرية وجوية الى قرغيزيا.

8- ولما فشلت روسيا في جرِّ أوزبكستان إلى منظمة الأمن الجماعي وقوات الرد السريع، أرادت استغلال ما حدث لإظهاره على أنه قتال عرقي، وأن الأقلية الأوزبكية ليست(وطنية) كالقرغيز... وأصرت على عمل الاستفتاء في وقته دون تأجيله لإيجاد شعبية للحكومة المؤقتة على اعتبار أن الحكومة المؤقتة مع مصالح القرغيز وأنها ضد الأوزبك(غير الوطنيين)، ولذلك صرح عظيم بيك بيكنازاروف نائب رئيسة الحكومة القرغيزية المؤقتة :" الوضع في اوش اخذ في الاستقرار، لدينا ما يكفي من القوات، وعلينا تنظيم الاستفتاء، على كل من يدعون انفسهم مواطنيين قرغيز ان يصوتوا في الاستفتاء". ( الجزيرة 17/6/2010)، وبهذا أوجدت شيئاً من الالتفاف العرقي من القرغيز مع الحكومة المؤقتة وذلك في نتائج الاستفتاء على الدستور الذي كان في 27/6/2010.

9- والخلاصة أن أحداث قرغيزيا هي أحداث مفتعلة ومخطط لها من روسيا مع الحكومة المؤقتة، بالهجوم على الأقلية الأوزبكية لتهجيرها إلى أوزبكستان لإيجاد مشكلة لأوزبكستان تضطر معها للعودة إلى منظمة الأمن الجماعي والرد السريع لوضع حدٍ للمشكلة، ولم تكن قتالاً عرقياً لأن الذي حدث هو أن أزلام روسيا والحكومة المؤقتة من القرغيز قد هجموا على الأوزبك بأعمال وحشية فظيعة، ولم تكن قتالاً بين طرفين حتى تسمى حرباً عرقية.

وقد صرحت بعض الوكالات تعليقاً على ما شاهدته من أن الأعمال مخطط لها وليست عفوية،فقد ذكرت وكالة فرانس برس في 17/6/2010 ان "شهادات مراسيليها والخسائر التي لاحظوها في الايام الاخيرة في جنوب قرغيزيا تفيد أن الاوزبك وقعوا ضحايا عمليات تصفية منسقة اسفرت عن سقوط مئات القتلى".وأضافت:" وتفيد  شهادات متطابقة في أوش حيث اندلعت الاحداث قبل اسبوع وفي جلال آباد وفي مخيمات اللاجئين في اوزباكستان ان دبابات فتحت المجال امام ميليشيات مسلحة اكتسحت احياء الاوزبك في هجمات منسقة. في حين ظلت الاحياء التي تسكنها اغلبية من اتنية  القرغيز سليمة تقريبا. لقد دمرت المنازل في احياء الاقلية الاوزبكية حتى اسسها بعد نهبها وفي عمليات منظمة جيدا. واطلقت الدبابات قذائف حارقة ادت الى اشتعال النار في المنازل بينما اطلق مسلحون ببنادق كلاشينكوف الرصاص على سكانها الذين كانوا يحاولون اطفاء الحرائق".

وقد ذهب بعض شبابنا إلى مراكز الدولة في المنطقة للتدخل لمنع الحرق والتدمير، ولكن تلك المراكز لم تستجب لشبابنا بل اعتقلت بعضهم!

وقد نقلت نيويورك تايمز في 16/6/2010 تصريح روبرت كولفيل الناطق باسم مكتب مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان قوله:" ان الاعتداءات التي اسفرت عن مصرع مائة شخص على الاقل ونزوح مائة الف اوزبكي او اكثر من منازلهم كانت منسقة وموجهة ومخططا لها جيدا ولم تكن اندلاعا عفويا لعنف عرقي".

ولما فشلت روسيا في إعادة أوزبكستان إلى حظيرتها، استغلت الأحداث لإيجاد التفاف حول الحكومة المؤقتة من القرغيز في الاستفتاء على الدستور، مُظهرةً ما حدث أنه صراع عرقي بين الأقلية الأوزبكية غير الوطنية والقرغيز الوطنيين الذين تتبنى مصالحهم الحكومة المؤقتة.

10- إلا أن المحزن في الموضوع أن هذا الصراع على النفوذ في أسيا الوسطى بين روسيا وأمريكا يتم بأدوات محلية ويكون ضحاياه من المسلمين، وكل ذلك لأن الرابطة التي تجمع المسلمين وهي الإسلام، يحاول الكفار المستعمرون وعملاؤهم إزاحتها من الواجهة، وجعل الروابط العصبية تحل مكانها، فتسيل دماء المسلمين بأيدي المسلمين.

وإننا في ختام هذا الجواب ندعو الأخوة الأوزبك والقرغيز الذين جمعهم الإسلام لقرون أن يدركوا أن عز الدنيا والآخرة هو في الإسلام الذي يجمعهم، وأن ما تقوم به روسيا وأمريكا وعملاؤهما هو لجعل بأس المسلمين بينهم شديداً يسفكون دماءهم بأيديهم لمصلحة الكفار.

نسأل الله سبحانه نصره وفرجه بأن تقام الخلافة، فتجمع المسلمين على الخير، أخوة متحابين، خير أمة أخرجت للناس، ﴿والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع