الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 Al Raya sahafa

 

2024-07-24

 

جريدة الراية: العلاقات الهندية الروسية

 

(مترجم)

 

 

تزامنت زيارة مودي إلى موسكو في الأسبوع الماضي مع انعقاد قمة الناتو التي استمرت ثلاثة أيام في واشنطن، والتي أثارت التوتر في كل من العاصمة الأمريكية وكييف. وفي مؤتمر صحفي، تحدث الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في اجتماع مودي وبوتين، قائلاً: "لقد أبلغنا الهند صراحةً بمخاوفنا بشأن علاقاتها مع روسيا"، وأثار احتضان مودي الدافئ لبوتين شبح أن الهند ربما تنجرف ببطء بعيداً عن خدمة المصالح الجيوسياسية لواشنطن، والتماشي بشكل أوثق مع روسيا ومجموعة البريكس. وغالباً ما يشير أنصار هذا الرأي إلى العلاقة متعددة الأوجه بين الهند وروسيا والتي تمتد عبر عدة مجالات رئيسية للتعاون بين البلدين. وقد بلغ حجم التجارة الثنائية بينهما إلى ما يقرب من 50 مليار دولار بين عامي 2022-2023، حيث بلغت الصادرات الهندية 3.14 مليار دولار والواردات من روسيا 46.21 مليار دولار، وقد حددت الدولتان أهدافاً طموحة لزيادة الاستثمار الثنائي إلى 50 مليار دولار والتجارة إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2025.

 

وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية على روسيا، إلا أن الهند زادت من اعتمادها على النفط الروسي، وظلت واردات الهند من النفط الخام من روسيا قوية، حيث استوردت المصافي الهندية 1.96 مليون برميل يومياً في نيسان/أبريل 2024، وهو ما يمثل 40.3٪ من إجمالي واردات النفط الخام للهند. وقد مكّنها هذا النهج الاستراتيجي من تلبية طلبها على النفط بتكاليف مخفضة، ما أدى إلى تحقيق وفورات كبيرة لثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.

 

ويظل التعاون الدفاعي حجر الزاوية في العلاقة بين البلدين، مع مشاريع التطوير المشتركة مثل صاروخ كروز براهموس وشراء الهند لنظام الدفاع الصاروخي إس-400 بقيمة 5 مليارات دولار في عام 2018. وشاركت روسيا في بناء مفاعلات نووية في الهند، بما في ذلك محطة كودانكولام للطاقة النووية. وفي المحافل الدولية، تدعم روسيا بحماس محاولة الهند الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والعضوية في مجموعة موردي المواد النووية.

 

إن الفحص الدقيق لعلاقة الهند بروسيا يكشف عن العديد من القيود، ففي حين زادت التجارة الثنائية، فإنها تتكون في المقام الأول من النفط الخام الروسي منخفض السعر، مع القليل من النمو في القطاعات الأخرى، والجدير بالذكر أن استيراد الهند وتكريرها وإعادة بيع النفط الروسي إلى أسواق مثل أوروبا ساهم في الاستقرار الاقتصادي.

 

وفي قطاع الدفاع، تسعى الهند إلى استراتيجية التنويع، ويتضمن هذا النهج الاستحواذ الانتقائي على الأسلحة الروسية المتقدمة مع مواءمة منصاتها الدفاعية مع المعايير الغربية لدعم التحالفات العسكرية مثل حلف شمال الأطلسي، والذي يتعارض مع كل من روسيا والصين. وقد دفعت الصعوبات التي تواجهها روسيا في الوفاء بعقد الدفاع الصاروخي إس-400 بسبب الصراع في أوكرانيا. ونتيجة لذلك، تعطي الهند الأولوية للإنتاج المشترك في مجال الدفاع والتكنولوجيا مع الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي وكيان يهود وكوريا الجنوبية، مع التركيز على التعاون المتطور في مجال الدفاع وأشباه الموصلات. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز دور الهند في آليات منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتسريع انتقالها إلى التصنيع عالي التقنية، والحصول على دعم من الدول الشريكة وإظهار الوعد بالتقدم التكنولوجي والاستراتيجي للهند.

 

إن دعم روسيا لتطلعات الهند للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعضوية مجموعة موردي المواد النووية يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن المشاركة المحدودة للهند مع منظمة شنغهاي للتعاون ودفع رئيس الوزراء مودي نحو تكامل أعمق مع المجموعة الرباعية أكثر إثارة للقلق لكل من روسيا والصين. ويؤكد هذا المحور الاستراتيجي على تحول كبير في محاذاة الهند الجيوسياسية، لصالح علاقات أوثق مع القوى المتحالفة مع الغرب في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

 

إن التفسير الدقيق لإحباط أمريكا الواضح تجاه مودي ضروري، وتهدف السياسة الخارجية الأمريكية إلى الحفاظ على توازنات القوى العالمية، وخاصة مواجهة صعود الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال دعم الهند. إن تسامح إدارة بايدن مع واردات الهند من النفط الروسي يخدم أهدافاً متعددة، فهو يعزز النمو الاقتصادي الهندي لمنافسة الصين، ويمنع انهيار روسيا واستيلاء الصين المحتمل على السلطة، واستقرار إمدادات النفط الأوروبية. وعلاوة على ذلك، فإن العلاقات الوثيقة بين الهند وروسيا قد تعيق التعاون الروسي الصيني، بما يتماشى مع مصالح واشنطن، ويعكس هذا النهج متعدد الأوجه الديناميكيات المعقدة للتفكير الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة.

 

ومن المؤسف أن نرى الهند تعمل كأداة للسياسة الخارجية الأمريكية، وعلى النقيض من ذلك، كانت الهند في ظل الإسلام القوة المهيمنة في المنطقة، حيث هُزمت جحافل المغول التي غزت روسيا بسهولة عدة مرات خلال سلطنة دلهي، وتم تجنيب السكان الهندوس في الهند من الإبادة، وهذا بعيد كل البعد عن معاملة مودي للمسلمين اليوم في الهند.

 

وفي عهد الحاكم المغولي أورنجزيب، نمت الهند حتى أصبحت الاقتصاد الرائد في العالم، وخلال هذه الفترة، كان المغول والتبتيون (تحت رعاية أسرة تشينغ) مدفوعين بالسيطرة على طرق التجارة بين الصين وآسيا الوسطى في عام 1850، وقد هاجمت الهند منطقة لاداخ، الممر التجاري الرئيسي، ونجح أورنجزيب في صد الغزاة، ما ضمن هيمنة المغول على المنطقة، وعلى النقيض من ذلك، لا تزال منطقة لاداخ اليوم بمثابة نقطة ساخنة بين الهند والصين، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على المنطقة للحد من توسع الصين غرباً في إطار مبادرة الحزام والطريق. وفقط في ظل الإسلام، يمكن للهند إنهاء التدخل الغربي والتمتع بالرخاء والهيمنة.

 

بقلم: الأستاذ عبد المجيد بهاتي – ولاية باكستان

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع