الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Al Raya sahafa

 

2024-01-31

 

جريدة الراية: هل تسير الأمة نحو النصر والتحرير؟

 

 

انطلقت معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م لتنطلق معها مرحلة جديدة من مراحل الصراع بين الإسلام والكفر وبين معسكر الحق ومعسكر الباطل، وكان لهذه المعركة آثار عظيمة على المستويين الإقليمي والدولي، وتفاعل معها عموم الناس في بلاد المسلمين والغرب وخاصة بعد ردة فعل يهود وإمطار كيانهم الغاصب لقطاع غزة بآلاف الأطنان من المتفجرات في جريمة نقلت تفاصيلها وسائل الإعلام على مدار الساعة واشترك في تنفيذها ما يُسمى بالمجتمع الدولي حامل لواء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان!

 

ولكن هل معركة طوفان الأقصى وما بعدها من أحداث جسيمة تعتبر بداية نصر لهذه الأمة؟ وهل يمكن أن تكون شرارة لتحرير كامل أرض فلسطين وإنهاء كيان يهود؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذه المقالة إن شاء الله.

 

أولاً أردت تسليط الضوء على ردة فعل كيان يهود على اقتحام مستوطنات غلاف غزة، فقد أعلن كيان يهود حرباً جنونية شعواء على قطاع غزة بهدف القضاء على المقاومة المتمثلة بكتائب القسام والكتائب المجاهدة الأخرى، وفي سبيل ذلك نرى أنه عمد إلى تهجير سكان القطاع البالغ عددهم قرابة المليونين وحصرهم في منطقة ضيقة قرب معبر رفح، وزاد الكيان في الضغط على الأهالي من خلال إجبار العميل السيسي على إحكام إغلاق المعبر، واستمرار حديثه المتكرر عن نيته السيطرة على محور فيلادلفيا، وهو كامل الشريط الحدودي الممتد لـ14 كيلومتراً بين قطاع غزة ومصر بهدف تضييق الخناق على النازحين، كل ذلك طبعاً بالتنسيق مع أمريكا راعية الكيان الرئيسة وشريان حياته.

 

ورغم إدراك كيان يهود صعوبة إنهاء المقاومة واستحالة تهجير أهل غزة إلى خارج القطاع، إلا أنه يُصر على استمرار الحرب مهما كلف ذلك من ثمن، ولو أدى ذلك إلى مقتل جميع أسراه بيد كتائب القسام، ولو أدى إلى مقتل آلاف الجنود المشاركين في العملية البرية، ما يُظهر أن المعركة في القطاع هي معركة وجود للكيان، وأن مسألة عودة الحياة للقطاع كما كانت وبقاء الفصائل المقاومة بدون هزيمة مسألة مرفوضة تماماً بالنسبة لكيان يهود ومعه الغرب الكافر بأكمله الذي ساند الكيان وما زال.

 

وفي خضم معركة طوفان الأقصى تمكنت الكتائب المجاهدة من السيطرة على 20 مستوطنة وإسقاط فرقة غزة التابعة للكيان بأكملها خلال ساعات، وقد ركزت بعض وسائل الإعلام اليهودية على أن عودة القطاع وبقاء المقاومة سيُبقي شبح إعادة اقتحام غلاف غزة ماثلاً للعيان، ولعل تطوير قدرات المقاومة في المستقبل يجعلها تهديداً حقيقياً للكيان الهزيل، وأنها يمكن أن تفكر باجتياح بري أوسع قد يصل بالمجاهدين للوصول إلى الضفة أو حتى التوغل عميقاً حتى تل أبيب، فالكيان مهما حاول فلن يستطيع أن يبني جيشاً أقوى من الموجود قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فالمسألة هي بوجود جيش عقائدي وهذا الذي يفتقده يهود الذين هم أحرص الناس على حياة، بينما يواجهون مجاهدين هم أحرص الناس على النصر أو الشهادة.

 

هذا من ناحية كيان يهود، أما بالنسبة للدول الراعية له والمساندة له من أمريكا وأوروبا وغيرها من دول الضرار العميلة للغرب فقد حشدت تلك الدول قواتها البحرية وجاءت العشرات من البوارج البحرية وحاملات الطائرات مقتربة من الشواطئ الفلسطينية، بالإضافة إلى إمداد الكيان المستمر بالعتاد والسلاح والذخائر بآلاف الأطنان التي يتم إلقاؤها على قطاع غزة بهدف محوه عن الوجود.

 

تصور معي أن كيان يهود ألقى جميع ما يملك من قنابل وصواريخ في أول 7 أيام من الحرب وأصبح موضوع إمداده بالذخائر أمراً جوهرياً لاستمراره بهذه الحرب الإجرامية، ولو قُطع عنه الدعم الغربي فقط لما استطاع الاستمرار بهذه الحرب ولو ليوم واحد.

 

كل ذلك يدل على مدى تخوف الغرب من سقوط كيان يهود بعد سقوط هيبته، كما يخشى الغرب من توسع الصراع وتحرك الجيوش بعد أن تتحرر من تسلط الحكام، لذلك حرك أساطيله واستنفر للاستعداد لأي سيناريو محتمل قد يهدد مصالحه في الشرق الأوسط.

 

أما حكام بلاد المسلمين من دول الخليج وتركيا والأردن ومصر وغيرهم فمنهم من ساهم في إدخال الذخائر والأسلحة الأمريكية براً كالأردن، ومنهم من ساهم في مد كيان يهود بالنفط والغاز كتركيا، ومنهم من فتح جسراً برياً متواصلاً لمد الكيان الغاصب بالمواد الغذائية والحاجيات اليومية كالإمارات، بينما يُحرم المسلمون في قطاع غزة من كل مقومات الحياة من الماء والغذاء والدواء وتصطف آلاف الشاحنات ممنوعة من دخول القطاع.

 

وصنيع الحكام العملاء له أثران: الأول إدراك المسلمين أن الحكام هم الداعم الأساس والحامون للكيان، ولولاهم لسقط منذ أمد بعيد، وأما الثاني فهو زيادة نقمة الأمة عليهم بشكل كبير جداً وتطلّع الأمة للتخلص منهم بأقرب فرصة ممكنة. ويمكن القول إن الأمة وصلت إلى ذروة النقمة على الحكام المجرمين وذلك بعد تراكمات متواصلة منذ أكثر من عقد بعد حراك الأمة بما يُعرف بالربيع العربي.

 

أما جيوش المسلمين ففيها من المخلصين والصادقين ما يقض مضاجع الحكام، ولا شك أن أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 قد حركت مشاعرهم الإسلامية، فهؤلاء الجنود هم جزء من الأمة يتألمون لمصابها ويتوقون للخلاص من الحكام العملاء كما تتوق الأمة لذلك، وهذا التخوف من العسكر قد عبّر عنه المجرم السيسي حاكم مصر عندما حذّر الجيش من تحركات غير محسوبة قد يندم عليها، وفي ذلك تهديد واضح لا بد أن السيسي وجهه بعد شعوره بإمكانية تحرك المخلصين في الجيش المصري خاصة بعد وجود أصوات علت في الأمة تدعو الجيوش للتحرك لنصرة غزة، وهو تحرك غير مسبوق من الأمة يدل على ارتفاع مستوى الوعي وبدء تحول الفكرة إلى رأي عام مساعد على استجابة تلك الجيوش.

 

وأخيراً ومما هو ملاحظ بوضوح وجود سابقة لم تكن من قبل وهي بداية تشكل رأي عام عالمي واسع مناصر للقضية الفلسطينية خاصة في الغرب وعلى رأسه أمريكا، ففي أمريكا وحدها خرجت حوالي 50 نقطة تظاهر مؤيدة لفلسطين ومنددة بالمجازر اليهودية موزعة على عدد واسع من المدن الأمريكية خلال أيام أعياد الميلاد! فقد انشغل طيف واسع يقدر بمئات الآلاف عن أعياد الميلاد متفاعلين بشدة مع أحداث غزة.

 

والخلاصة، إن أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تبشر بأن أولى لبنات النصر قد وُضعت، وأن ما قبل هذه الأحداث ليس كما بعدها، وأن الأمة مستعدة لخوض معركة تحرير فلسطين وبيت المقدس، وأنه لن يحرر فلسطين إلا جيوش جرارة صادقة، وهذه الجيوش لا يمكن أن تتحرك إلا بتغيير القيادة السياسية الحالية المتمثلة بالحكام الخونة وتسليم هذه الجيوش قيادتها لقيادة سياسية صادقة صاحبة مشروع منبثق من العقيدة الإسلامية؛ إنه مشروع الخلافة على منهاج النبوة الذي يحمله حزب التحرير، وعند ذلك توجد القيادة السياسية التي تقود الأمة للنصر والتمكين، وهذا يعني أن إعلان الخلافة سابق لإعلان معركة تحرير فلسطين ونصرة المستضعفين في غزة والضفة.

 

كما أن إعلان تحرير فلسطين سيكون بعد أن ينقطع حبل الناس عن كيان يهود حيث سيتحول الرأي العام الغربي عن دعمه الأعمى لكيان يهود بسبب جرائمه وبسبب الخوف من دولة الخلافة. إن تطبيق النظام السياسي الذي يرتضيه المسلمون هو لا شك نظام الخلافة الإسلامية التي يتوق إليها أي مسلم يبحث عن العزة والرفعة والخلاص من الواقع المرير الذي تعيشه أمة الإسلام، نسأل الله أن يكون ذلك قريباً.

 

 

بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع