الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
جريدة الراية: دور الغرب في دخول بعض الثورات في دوامة عنف مدمرة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Raya sahafa

 

2016-04-06

 

 

جريدة الراية: دور الغرب في دخول بعض الثورات في دوامة عنف مدمرة

 

 

 

 

بعد مرور خمس سنوات على تحرك الأمة ضد حكامها الطغاة في عدة بلاد من بلاد المسلمين، والذي أطلق عليه ثورات الربيع العربي، والتي بدأت في تونس مروراً بمصر وليبيا واليمن وانتهاء بسوريا، يلاحظ على هذه الثورات أنها لم تستقر، ولم تنتج النتائج التي خرجت الأمة وشبابها بالذات يطالبون بها، وبغض النظر عن هذه المطالب وطبيعتها، وعلى العكس من ذلك، تعاني هذه الدول من دوامة عنف مرشحة للمزيد أشدّها في سوريا بين النظام وبين أهل الشام؛ أهل البلاد، وباقي البلاد الأخرى بين أهل البلاد أنفسهم على شكل صراع وعنف بين المكونات العشائرية والطائفية والمذهبية التي ينقسم الناس إليها في هذه البلاد.

 

فما الذي حدث في هذه البلاد؟ ولماذا أسفرت هذه الثورات عن هذا الحجم من العنف؟ ومن يقف وراء هذا العنف ويغذيه ويستفيد منه؟

 

بعد سقوط الخلافة الإسلامية وتنحية الإسلام كمنهج حياة كانت الأمة الإسلامية تستظل به لحوالي أربعة عشر قرنا، وتقطيع أوصال دولة الخلافة وتمزيقها لعشرات الكيانات السياسية على يد الغرب الكافر ودوله، وصناعة أنظمة خادمة ذليلة وعميلة لهذا الغرب، والتي أذلت الأمة لأحقر خلق الله، وأفقرتها وسلبت عزتها وكرامتها، وحكمتها بالحديد والنار، وطبقت عليها أنظمة الغرب ودساتيره، وخدعت الأمة عقوداً طويلة بحجة أنها أنظمة وطنية وقومية، حتى اتضح لكل عاقل أن هذه الأنظمة لا علاقة لها بالوطنية ولا بالقومية، وأن آخر همّها هو أن تحافظ على أوطانها، وعروبتها، بكل ما في العروبة من صفات حميدة كالمروءة والنخوة التي كان العرب يتصفون بها حتى في الجاهلية الأولى قبل الإسلام.

 

فهذه الكيانات والأنظمة وبعمالتها وخدمتها لمصالح الغرب باعت البلاد وسلمت الأوطان ووقعت الاتفاقيات مع أعداء الأمة - يهود - وصارت تتسابق فيما بينها لإرضاء رغبات يهود سراً وعلناً، حتى ضاقت الأمة ذرعا بهذه الأنظمة وبفسادها، فتحركت الأمة ابتداءً نتيجة الظلم والقهر والفقر تطالب ببعض الإصلاحات، وصلت في ذروتها للمطالبة بتغيير النظام، دون أن تعي أن تغيير الرأس والوجوه لا يعني تغيير النظام، وهذا ما حصل في تونس ومصر، فكان تحرك الأمة تحركا طبيعيا في تونس نتيجة لشدة الظلم والقهر اللذين كانت تمارسهما الأجهزة الأمنية والتي وصلت في أوجها لبطاقة الصلاة، وتحديد مساجد الجُمع، وإغلاق المساجد، وملاحقة المصلين أمنياً مع وجود فقر وبطالة وفساد سياسي، مما أوجد مناخا مناسبا لانطلاق المظاهرات والتحرك سلميا والمطالبة بتنحية بن علي الذي ترك البلاد هاربا بعد ثمانية وعشرين يوما من المواجهات بين قوى الأمن وأهل تونس، وبقي النظام كما هو برجاله وأجهزته وعاد بالوجوه نفسها ليحكم تونس بعد خمس سنوات على الثورة، ووجدت فرصة لأمريكا لمحاولة التدخل بحجة (محاربة الإرهاب) الذي يضرب بشكل تفجيرات في مناطق مختلفة حسب الحاجة.

 

ثم انطلقت الشرارة وتحركت طبيعيا لمصر وتنحى مبارك بعد أن أحكم الجيش قبضته على البلاد وبقي النظام على ولائه لأمريكا التي أزاحت مبارك بعد أن انتهت صلاحيته، ولم تستقر الأمور حتى الآن في مصر لبقاء الأسباب نفسها التي أدت للثورة، بل وزيادة الفقر والفساد وإجرام نظام السيسي، فالنظام بإجرامه يقوم بتصفية معارضيه بحجة (مكافحة الإرهاب)، وعادت القبضة الأمنية أشد مما كانت قبل الثورة مما يبقي شرارة الثورة مشتعلة وإن كانت تحت الرماد.

 

وعند وصول الشرارة لليبيا، رفض القذافي وواجه تحرك أهل ليبيا بسلاح كتائبه، وهنا في ليبيا ظهر الصراع الدولي بين أمريكا وأوروبا متمثلا بما يسمى تدخل المجتمع الدولي - الأمم المتحدة - لحماية المدنيين، فتداعت دول أوروبا وبالذات بريطانيا وفرنسا ومعهما إيطاليا بعد أن أيقنت أن النظام زائل لا محالة وتدخل حلف الناتو بقيادة أمريكا بعد أن عاد حفترها وانضم للثوار فقصفت طائرات الناتو وتدخلت قوات عربية وأزيل القذافي وقتل، وأصبحت ليبيا الآن تحكمها ثلاث حكومات ومليشيات مسلحة تتقاتل فيما بينها لاختلاف ولاءاتها السياسية والقبلية، وفي اليمن أيضا بعد أن كان التحرك شعبيا ضد علي عبد الله صالح، وكانت الميادين تعج بالمتظاهرين من كل المكونات، ظهر الحوثي بدعم داخلي وخارجي ليصبح الصراع طائفيا ومذهبيا في اليمن وتدخل المجتمع الدولي - الأمم المتحدة - مرة أخرى ممثلا لأوروبا وأمريكا طرفي الصراع الحقيقي في اليمن وأعلنت السعودية عاصفة الحزم بحجة إعادة الشرعية والتي تعني الآن وجود حصة أو قدم لأمريكا ورجالاتها في اليمن بعد أن كانت خالصة لبريطانيا.

 

وفي الشام قصة مختلفة تماما، فقد ظهر وعي الأمة وأدرك أهل الشام أن التغيير للنظام بإزالته من جذوره، وطرحت الثورة بديلا حضاريا متمثلا بتطبيق الإسلام في دولة الإسلام، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهنا تآمرت قوى الكفر جميعها على ثورة الشام وأهل الشام، فأدارت أمريكا وأمسكت بالخيوط جميعها حتى وصلنا بعد خمس سنوات من التآمر والقتل والتهجير وبعد المجيء بروسيا متعهدة للقيام بكل الجرائم القذرة نيابة عن أمريكا لكسر إرادة أهل الشام وصناعة معارضة يمكن أن تسير في المخطط الأمريكي للمحافظة على النظام ومصالح الغرب في الشام والمنطقة.

 

ربيع الأمة قادم وهذه الثورات أظهرت للغرب مدى هشاشة صنائعه ومدى فسادها وضعفها وانسلاخها عن الأمة، وقد أيقن الغرب وعملاؤه من الحكام كذلك أن حاجزاً وسدا منيعاً من الخوف والرهبة قد انهار، فأشهروا سلاحهم الأخير من جعبتهم وكشفوا عن حقدهم، يريدون أن يلصقوا تهمة (الإرهاب) للإسلام والمسلمين، فصنعوا الإرهاب وأدواته وأوجدوا من يتبنى هذه الأعمال من المضللين من المسلمين، وأعلنوها (حربا عالمية على الإرهاب) وهم يقصدونها حربا على الإسلام وكل من يحمل أفكاره التي تهدد وجودهم السياسي.

 

تغيير هذا الواقع الفاسد لا يكون إلا بتغييره تغييرا جذريا وإزالته تماما بكل مكوناته، فحركة الأمة الواعية وثورتها، وبقيادة واعية مخلصة تمتلك مشروعا حضاريا، مستنداً لفهم شرعي صحيح على شكل الدولة؛ مؤسساتها وإدارتها وحفظها لمصالح الناس والأمة، مدعومة ومؤيدة بقوة ذاتية غير مستندة للخارج أو الغرب، كفيل بقطع يد الغرب وأعوانه وإعادة سلطان الأمة لتختار من يحكمها ويطبق عليها شرع ربها.

 

 

بقلم: حاتم أبو عجمية - الأردن

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

2 تعليقات

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الأربعاء، 06 نيسان/ابريل 2016م 13:50 تعليق

    بارك الله جهودكم وسدد خطاكم

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 06 نيسان/ابريل 2016م 11:16 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع