- الموافق
- 2 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
2016-02-15
جريدة الراية: أمريكا ولعبة التنافس على رئاسة لبنان
أشرنا في المقالة السابقة حول ترشيح جعجع لعون بأن لبنان جزء من معادلة الأزمة في سوريا، وقد ظهر من الوقائع والأحداث المتتالية التي تخص ملف الرئاسة في لبنان أن أمريكا - وقد أصبحت أوراق الرئاسة في لبنان بيدها وحدها - ليست في عجلة من أمرها لملء الفراغ الرئاسي، وذلك لأنه قد انحصر التنافس على الرئاسة فعلا بين سليمان فرنجية وميشال عون، وهما من التيار نفسه تيار 8 آذار، وكلاهما عميل لأمريكا، وقد ظهر أن حزب إيران في لبنان بحسب تصريحات حسن نصر الله، قد أعطى الضوء الأخضر لفرنجية ليتجاوب مع طرح الحريري بترشيحه للرئاسة - ومعروف أن فرنجية ليس ممن يشب عن الطوق - وفي المقابل أبقى حزب إيران على تمسكه بدعم ترشيح عون، مع إعلانه بأنه لا يضغط على شركائه لاتخاذ الموقف نفسه، على الرغم من أن المنافس الوحيد لعون لم يدخل حلبة المنافسة إلا بإذن مسبق من حزب إيران، وبالرغم من تزايد حظوظ عون بعد دعم جعجع له فلم يظهر على حزب إيران أنه سيدعو فرنجية للانسحاب لصالح عون، وظهر من تمسك فرنجية بالترشح أن الضوء الأخضر ما زال لامعا.
أما إيران صاحبة الحزب في لبنان فقد نشرت وكالة الأنباء الإيرانية (إسنا) في 2016/01/25 تحت عنوان (ولايتي يربط تحقيق الاستقرار في لبنان بحل أزمة سوريا) (قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي أن الاستقرار في لبنان يستلزم حل أزمة سوريا. وبعد اجتماعه مساء أمس الأحد مع مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في شؤون لبنان سيغريد كاغ أشار في تصريحاته للصحفيين إلى الجهود المبذولة لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان قائلا أنه في ظل هذه الجهود لإحلال السلام والاستقرار في لبنان يمكن القول أن الآفاق المشرقة توجد أمام البلد. وتابع أنه نظرا للأنباء المتعلقة بالانتخابات الرئاسية يبدو أن ميشال عون يتمتع بحظ أكثر من منافسيه في الانتخابات كما يبدو نظرا إلی تصريحات بعض المنافسين أن شعبية عون أكثر من الآخرين. وبشأن تحقيق الأمن في سوريا والاستقرار في لبنان قال ولايتي "في حال السيطرة على انعدام الأمن في سوريا سيشهد لبنان مزيدا من الاستقرار لأن عددا كبيرا من اللاجئين متواجدون في الحدود اللبنانية وفي ظل تحقيق الأمن علی الحدود تنخفض مسئوولية لبنان تجاههم وستسهل المكافحة مع المجموعات الإرهابية...).
وولايتي يعرف ما يقول، وقوله هذا يؤكد ما نقله موقع الجنوبية الإخباري - عن مسئول إيراني "بأنه لن يكون هناك انتخابات في لبنان قبل تبلور الحلّ السوري، وخصوصاً مصير رئيس النظام بشار الأسد..."
وقد ظهر على أمريكا عندما سهلت طرح اسم سليمان فرنجية للرئاسة بالتنسيق المشترك مع إيران والسعودية أنها تريد حسم ملف الرئاسة اللبنانية إلا أن الحالة التي تبعت ذلك أظهرت أنها أرادت أن يكون الحسم فقط بحصر الرئاسة في عملائها وإخراج أي مرشح من خارج دائرة عملائها، وقد قال حسن نصر الله في خطابه المتلفز تعليقا على انحصار الترشيح بين فرنجية وعون "بأن ما أردناه من السلة أخذناه" إشارة إلى أنهم يريدون رئاسة لبنان، وقد أصبحت مضمونة لهم سواء أكان الرئيس سليمان فرنجية أم ميشال عون.
أما لماذا لا تريد أمريكا حسم ملف الرئاسة، وتربطه بالحل في سوريا، وقد صرحت إيران التابع المخلص لأمريكا في المنطقة على لسان مسئوليها بذلك، فلأن لبنان بقي مرتبطا ارتباطا عضويا بسوريا بالرغم من انفصاله عنها بحسب اتفاقية التمزيق سايكس بيكو، وقد كان نظام آل الأسد العميل لأمريكا ممسكا بلبنان بشكل مباشر حتى اغتيال الحريري الأب، وبعد ذلك كان الفضل لحزب إيران في لبنان في تأمين النفوذ الأمريكي في لبنان، ثم جاءت ثورة الشام، وأوشك النظام على السقوط لولا دفع أمريكا بتابعتها إيران وميلشياتها من بلاد شتى، وبحزبها في لبنان لإنقاذ النظام، فأصبح حزب إيران في لبنان ركنا ركينا من أركان بقاء نظام الأسد العميل، وهذا يعني أن استقرار الأوضاع في لبنان على وجه يخالف ما يخدم أمريكا قد يؤدي إلى إضعاف حزب إيران في لبنان أو إضعاف دوره في سوريا.
وليس بعيدا أن تكون أمريكا (شيطان إيران) قد وسوست لتابعتها إيران ولتابعها في لبنان بأن انفراج أزمتها في سوريا سيكون له مكافآت وهبات، لعل واحدة منها لبنان، ولا يمكن أن يكون في تصور حزب إيران أنه إذا عاد من سوريا وقد حقق لأمريكا ما تريد وأمن لها نفوذها من جديد - لا سمح الله -، سيقبل بحصته الحالية في لبنان!
ولهذا، فمن المتوقع أن يبقى ملف الرئاسة في لبنان متأرجحا إلى أن يتبلور الموقف في سوريا على الوجه الذي تريده أمريكا، وقد تتقدم به قليلا أو تؤخره قليلا بحسب تطور الأحداث، أو عسى الله سبحانه أن يعجل بنصره للأمة الإسلامية ويمنّ علينا بإقامة الخلافة حقا على منهاج النبوة، وتكون عاقبة أمريكا وأتباعها وأذنابهم خسرانا كبيرا.
بقلم: عبد الله المحمود
المصدر: جريدة الراية
2 تعليقات
-
حسبنا الله ونعم الوكيل
-
حسبنا الله ونعم الوكيل
عسى الله سبحانه أن يعجل بنصره للأمة الإسلامية ويمن علينا برحمته ونصره والله متم نوره ولو كره الكافرون