الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الانتقال من عهد "خادم الحرمين الشريفين" إلى عهد "الوطنية وسحق الأمة الإسلامية"!

 

 

قام عبد الرحمن الراشد، أحد كتاب جريدة الشرق الأوسط السعودية التوجه، بالتلويح إلى الصعوبات التي تعترض النظام السعودي في تحولات توجهاته في إعلامه الداخلي والخارجي على يد محمد بن سلمان بعد أن قام باعتماد خطاب مغاير لما كانت عليه المملكة لعقود فاتت، حيث كانت في عهد كل من فهد وعبد الله بن سعود تتبنى لبس قميص "دولة التوحيد" مع وضع مسمى "خادم الحرمين الشريفين" على الملك. وأكدت مقالة الراشد بتاريخ 21 ربيع الأول 1446هـ الموافق 2024/09/24م أن المحاولات ما زالت حثيثة في عهد ابن سلمان في استبدال هوية وميول أهل البلاد والتي سماها "الأممية المستوردة وأخرى محلية" أي مبدأ الإسلام العظيم الذي جاء رحمة للعالمين، إلى أخرى تنحصر بحدود وطنية ضيقة ولا ترى مرجعا سوى أهواء حكام آل سعود. تلك الأهواء التي قامت باستجلاب الجيش الأمريكي إلى بلاد الحرمين عبر "فتاوى علماء السلطان" لإنقاذ حكم آل سعود مقابل خدمة مصالح أمريكا في المنطقة. بل جعلت حكام آل سعود الفسقة الفجرة عبيد الكفار بمقام الأنبياء والمرسلين وحماة الدين!

 

لإلقاء الضوء أكثر على الإشكالية الموجودة في توجهات حكام آل سعود، في السعي للتبرؤ من نظام الإسلام ودعوته، ذكر عبد الرحمن الراشد ما يلي: "مقارعةُ الأممية المستوردة أو المحلية من أعمال الوطنية، لكنَّها ليست الهدفَ الوحيد. دولُنا كانت إلى قبلِ مائةِ عام تتكئ على القبلية والروابطِ المحلية المحدودة، وعند نقصِ تعزيز الهوية الوطنية تسعى الطروحات الأممية أن تكونَ الشرعيةُ والمرجع. لقد حاولتْ وفشلتِ القومية، من ناصريةٍ وبعثية، والشيوعية العربية، ماركسية وماوية وكذلك اشتراكية، من أن تعبر الحدود، بخلاف الإسلاموية التي سعت لتطويع الدين والتراث، وتحوَّلت من مجردِ فكرة مناقضة للوطنية إلى جماعةٍ منظمةٍ شكلت أعظم تهديد لفكرة الدولة والوطن والمواطنة".

 

هل توحي تلك الجمل بأن عبد الرحمن الراشد نسي أن مملكة آل سعود قامت على تحالف مع آل الشيخ، أي جماعة محمد بن عبد الوهاب التي لبست بالتحالف مع آل سعود "لبوس الدين الأممي" لكنها كرست مبدأ العلمانية أي فصل الدين عن الحياة بترك إدارة سياسة الدولة لآل سعود وما سوى ذلك لآل الشيخ أي مبدأ رجال الدين مع أنه لا يوجد في الإسلام رجال دين؟! بل كل الرعية بحسب الإسلام مخاطبون بالحكم الشرعي، أي مسؤولون، ولا يختص الإسلام برجال دين دون آخرين، عدا أن هذه المسؤولية المنوطة بالجميع تشمل نصح الحكام وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بل والعمل على محاسبتهم بل قلعهم إذا لزم الأمر والإتيان بغيرهم ممن يهتم بشؤون الناس وفق أحكام الشرع وعدم اعتبار السياسة أمراً خاصاً بفئة معينة بل العمل على تبوؤ المسؤوليات العامة شخصيا بدافع رعاية شؤون الناس وليس انتظار آخرين يقومون بذلك سواء بالتمني أو تزكية آخرين لذلك.

 

على كل لئن نسي عبد الرحمن الراشد ذلك الحلف العلماني المغطى بالمذهب الوهابي فإن ذاكرة الناس لا تنسى، أو لنقل أرشيف الصحافة. حيث ذكرت صفحة دويتشه فيله الألمانية بتاريخ 2010/09/17م المعلومات التالية عن أسباب استقالة عبد الرحمن الراشد من إدارة قناة العربية: "وتعود ملابسات استقالة الراشد إلى تفاعلات داخل القناة وفي علاقتها بالمؤسسة الرسمية في السعودية، على خلفية بث برنامج حول علاقة الإسلام والغرب، تضمن انتقادات للدعوة الوهابية المستندة إلى المذهب الحنبلي، الذي يعتبر المذهب الرسمي في المملكة". وقد أشار الراشد في بيانه إلى أخطاء تحريرية وأوضح أن طبيعة عمله تقتضي منه "تحمل مسؤولية ما يُبث، وهذه أصول المهنة". بيد أن توقف الراشد عن كتابة عموده في صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن، غذى التأويلات بشأن ارتباط الموضوع بخلفيات سياسية وصراعات بين تيارات وأجنحة داخل المملكة قد تكون اعتبرت ما وصف بأنه "أخطاء تحريرية غير مقصودة" تجاوزا لخطوط حمراء. وبرأي عبد العزيز الخميس، الذي عمل في منتصف التسعينات، رئيسا لتحرير مجلة "المجلة" التابعة للمجموعة المالكة لصحيفة الشرق الأوسط، أن "مقالات الراشد، التي تعتبر رأسماله الأدبي، تم حجبها من صحيفة الشرق الأوسط كرد فعل غاضب من النظام السعودي على ما بُث في قناة العربية من انتقادات وتعرض لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حيث تشكل العلاقة بين دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب والأسرة المالكة في السعودية، أحد أسس نظام الحكم في السعودية، إذ قامت المملكة تاريخيا على تعاقد بين "الإمام والأمير" أي الإمام محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود الذي يعتبر المؤسس الأول للمملكة" انتهى الاقتباس.

 

لا أظن أن هذه المعلومات تحتاج إلى كثير شرح، فهي تبين أن النظام السعودي لم يكن يريد الاستعجال بإظهار وجه حقيقي معادٍ للإسلام في عام 2010م بل بوجه متنكر موالٍ له وذلك للتمكن من استغلال الوهابية وتطويع الدين إلى أكبر قدر ممكن قبل أن يرمي "الوهابية" وخدماتها المقدمة عبر قرون من الزمن ويتنكر لها لاحقا، بخلاف عبد الرحمن الراشد العجول في إظهار علمانيته الصريحة وعدائه لكل ما يمت للدين الإسلامي بصلة وكماليته والتي أراد من دولة آل سعود أن تأخذ منحاه في الاستعجال في فتح شواطئ العراة وتكريم أهل الموسيقى وفتح كل التسهيلات لهم ليكونوا بديلا عن (مساجد الله والإنصات إلى القرآن الكريم وتطبيقه) والاستعجال في الدعوة إلى كشف المرأة عورتها عبر المصارعة النسائية وكرة القدم النسائية والتنصل من كل أحكام النظام الاجتماعي ومنها أحكام المحارم أثناء السفر، وتكريم من يقوم بتحريف دلالات النصوص الشرعية لتناسب مصالح حكام آل سعود ومنها تكديس ثروات مسروقة من أموال الأمة الإسلامية من معادن ونفط، وكذلك تصوير الإسلام على أنه يقبل العيش والتعايش مع مفاهيم الكفر، ومنها مفاهيم الوطنية والقومية والاشتراكية والرأسمالية، وكذلك أهم من كل ذلك النظام الملكي المستورد من بريطانيا.

 

نعم لم يقم عموم المسلمين بتطويع الدين عن حقيقته بل من قام بذلك هم حلف آل الشيخ الوهابي وآل سعود بحيث طوعوه ليناسب جيوب آل سعود من أول يوم نشأت فيه مملكتهم بإسلام على مقاسهم؛ إسلام مدجن لا يرى حرمة في موالاة الكفار وتسليمهم البلاد عسكريا ولا في إدخال الكفار إلى داخل مكة المكرمة والمدينة المنورة! إسلام معدل لا يرى في "سعودة" الإسلام بأسا وتفريق المسلمين على أساس المكان الذي ولدوا فيه! إسلام محرف يستقدم أمثال نانسي وهيفاء وإيغي أزاليا إلى البلاد ليلهوا المسلمين بتوافه الأمور وليجعلوا الكفر والفسوق وجهة نظر معتبرة وطريقة حياة الكفار نموذجا للاقتداء! إسلام مروض ليجعل قبلة الصلاة واشنطن بدلا من الكعبة في مكة المكرمة وليجعل أهواء الشياطين قيادة فكرية وقاعدة فكرية بدلا من العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية! وما يؤكد ذلك هو دعوة ابن سلمان بترك العمل بالأحكام الشرعية المتعلقة بالعقوبات إن كانت صادرة عن أخبار آحاد، ولا أخاله يقصد بذلك سوى إن وردت عن طريق السنة النبوية الشريفة.

 

من الجدير بالذكر أن عبد الرحمن الراشد أيضا ذكر في مقالته: "وقد حاولت هذه الجماعاتُ هدمَ مفهوم "الوطن" بسلسلة طروحات تشكّك في فكرة الدولةِ وتقديم فلسفة تعادي الوطنية، بالإنكار لرموزها، ضد تحيةِ العلم، وضد السَّلامِ الملكي، وضد احترامِ الحدود والعهود، وضد القوانين، وتعارض التَّطورَ والتغيير. اليوم تزداد أهميةُ تعميقِ الوطنية، الانتماء الطبيعي، وليس الشكلي والسطحي، أو المتطرف والشُّوفيني. فالوطنيةُ تلعبُ كقوةٍ توحيدية، وتعزّز التماسكَ ضد الانقساماتِ الأيديولوجية والإثنيةِ والطبقية، وتعمل على توحيدِ المجتمع نحو تحقيقِ الأهداف المشتركة لبناء البلاد وتنميتِها. وتعميقُ الانتماء بفهم تاريخ البلاد وجغرافيته، والاعتزاز بإنجازاته. السعودية بلدٌ من أقدم الأمم، شاركَ المنطقةَ والعالمَ تاريخه على مدى آلاف السنين، والقليل إلى هذا اليوم يُعرف عن تلك الأزمنةِ حيث تجري عمليات بحوثٍ واسعة ميدانية تنقيبية وأكاديمية عن الامتدادات التاريخية للمملكة. والتطور الاجتماعي لا ينفي الأصالة بل يعبر عن القوة والثقة". انتهى الاقتباس.

 

فها هو هنا يتنصل من تاريخ آل سعود وآل الشيخ "الوهابية" الذين كانوا يقولون بحرمة الاحتفال بالروابط الوطنية. نعم كل المعزوفة التي كانوا يقولون بها عن حرمة الوطنية تغيرت عند طاقم الإعلام السعودي وكهنة معبدهم من أشباه العلماء أو قل هيئة كبار العملاء عند تغير هوى عبد الله آل سعود عام 1426هـ-2005م بقيامه بتبني العمل بالاحتفال باليوم الوطني. فأصبح حرام الأمس حلال اليوم حتى عند كتاب البلاط من جريدة الشرق الأوسط! فلو دخل الكفار جحر ضب لدخله أمثال هؤلاء دون تردد.

 

أما محاولة ربط هدم مفهوم الوطن واحترام الحدود بجماعات معينة فهو محاولة يائسة من الكاتب لنفي أن يكون هناك مبدأ متكامل في الإسلام يعالج كل مشاكل الإنسان في الحياة والدولة والمجتمع ولنفي أن الإسلام يدعو المسلمين ليكونوا "أمة إسلامية عالمية واحدة" دون أن يقدم دليلا واحدا على ذلك من نصوص الإسلام الصريحة والبينة، بل كل محاولاته تلك في تجنب الحديث عن الأدلة الشرعية هي محاولة لإيهام القارئ كما تفعل الكثير من الأنظمة ومطبليها بأن هناك طروحات غريبة تأتي من أعداء في كوكب المريخ كما في مسلسلات وأفلام هوليود التي يعتاش عليها أمثال المفكرين في جريدة الشرق الأوسط والتي غايتها صناعة جيل يعيش على الخرافات وتمجيد الكافر المستعمر، وأن الكافر المستعمر ينقذ البشرية من تهديد "أجسام غريبة على كواكب أخرى" لمستقبل وجود الكرة الأرضية.

 

نعم أمثال هؤلاء "المفكرين" يعيشون بعيدا عن صناعة الأحداث اليومية بل يبقون متفرجين عليها ويريدون من الآخرين أن يقتدوا بهم في ذلك ليصبحوا مطايا عند حكام آل سعود ومشغليهم في واشنطن. ربما لا يعرفون كيف قام أهل غزة بتكسير كل خرافات أفلامهم الهوليويدية عن كيان يهود الذي لا يقهر. مشكلتهم ليست مع أهل غزة وحدهم بل مع كل الأمة الإسلامية التي لا تصدق رواياتهم عن العدو الذي لا يقهر حيث إن أساطيرهم تلك أصبحت عند المسلمين كأساطير الأولين. مشكلتهم مع الأمة الإسلامية كبيرة لأن اهتزاز كيان يهود هو انعكاس لاهتزاز عروش سايكس بيكو ومنها السعودية التي لا تحمل رسالة خاصة للبشرية بل هي دولة تابعة وظيفية للدول الغربية.

 

وحتى لا أقع في خطأ عبد الرحمن الراشد نفسه من تنكر الأدلة الشرعية، أذكر هنا باختصار مسألتين وهما الدليل الشرعي المتعلق بضرورة المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية "العالمية"، وأكذوبة أن "السعودية بلد من أقدم الأمم":

 

أما الأمة الإسلامية فهي أمة واحدة قولا واحدا ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾. أما كون أن هذه الوحدة ليست مجرد وحدة شعورية وفكرية بل تتعداها لتكون سياسية فقد دلت السنة النبوية على ذلك من خلال الأحكام الشرعية التفصيلية في كل مناحي الحياة ومنها قول النبي ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ» رواه أحمد. وقوله ﷺ: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ» رواه مسلم. نعلم يقينا أن كل هذه المفاهيم الشرعية تزعج مصالح حكام آل سعود وامتيازاتهم التي اغتصبوها دون حق، وتزعج كذلك من حصر عمله بهم على أساس ما يصله من هبات مالية.

 

أما أكذوبة أن السعودية بلد من أقدم الأمم فالكل يعلم أن حكم آل سعود ليس من أقدم الأمم بل حكمهم قصير نسبيا بالمقارنة مع حكم الأمة الإسلامية بشريعة ربها عبر دولتها الممتدة بالتاريخ لـ1300 عام. فربما اختلط على الكاتب أن آل سعود خرجوا على الخلافة العثمانية حيث شكلوا فيها هم وشركاؤهم الوهابية "الحركات الانفصالية" وعملوا جاهدين على تفكيكها إلى دول وظيفية عديدة عبر الدعم المسلح الذي تلقوه من سيدتهم بريطانيا آنذاك صاحبة السبق في نشر النظام الملكي في الخليج العربي بغية الاستئثار بمقدرات الأمة الإسلامية.

 

وختاما نحب أن ننوه بضرورة أن تراجع الأوساط الإعلامية حساباتها من دين الإسلام العظيم، فهذا الدين المنزل من الله سبحانه وتعالى للبشرية باق وكلنا راحلون.

 

قال الله سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ * فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ * ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نزار جمال

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع